مع ارتفاع ضحايا موجة الحر في المحافظات المصرية إلى 61 شخصاً، بث الفرع المصري لتنظيم "داعش" أمس صورة لجثة الرهينة الكرواتي المختطف منذ 3 أسابيع مقطوع الرأس، ليكون بذلك أول أجنبي يُخطَف ويُذبَح منذ تصاعد هجمات الجهاديين ضد السلطات المصرية في عام 2013.

Ad

بعد 21 يوماً من اختطافه، أعلن تنظيم "ولاية سيناء" في مصر، المنضوي تحت لواء "داعش"، أمس إعدام الرهينة الكرواتي توميسلاف سلوبك (30 عاماً)، وبث التنظيم صورة جديدة للرهينة في نطاق صحراوي ظهر فيها رأسه فوق جثته المدرجة بالدماء أمام رايته السوداء.

وكان سلوبك، الذي، اختُطف في 22 يوليو الماضي، وهو عامل في فرع لإحدى شركات النفط الفرنسية في مصر، ظهر في فيديو في 5 أغسطس الجاري قائماً على ركبتيه في بزة برتقالية دأب "داعش"على إلباسها لضحاياه، ومن خلفه يقف أحد أفراد التنظيم، الذي أمهل السلطات 48 ساعة للإفراج عن نساء قيد السجون المصرية، لم يكشف عن أسمائهن أو ملابسات اعتقالهن، مقابل تحريره.

وعلى الرغم من اختطاف الرهينة الكرواتي من منطقة ما في الصحراء الغربية قُرب مقر عمله في مدينة "6 أكتوبر" (غرب القاهرة)، شهدت سيناء التي تمثل معقل "الولاية" إجراءات لتأمين الأجانب، وأكدت مصادر أمنية وجود خطط أمنية ومتابعة مستمرة لجميع المناطق التي يوجد فيها السائحون، خاصة في جنوب سيناء، ويتم الإخطار المسبق بتحركاتهم لتوفير حراسات للحافلات التي تقلهم.

 تحركات الجيش

في المقابل، واصل الجيش أمس تحركاته الميدانية الساعية إلى تطهير شبه جزيرة سيناء من الجماعات التكفيرية المسلحة. وأكد مصدر عسكري لـ"الجريدة" أن الجيش قتل 15 تكفيرياً من عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" على الأقل، مساء أمس الأول، في قصف جوي لمروحيات "الأباتشي" لتجمعات عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي جنوب مدينة "رفح".

مساعي استعادة الاستقرار في سيناء لم تتوقف عند حد مطاردة الجماعات المسلحة، إذ انتهت محافظة شمال سيناء من حصر مباني ومنشآت المرحلة الثالثة من المنطقة الحدودية برفح تمهيدا لإخلائها للوصول إلى مسافة 1500 متر، كمنطقة عازلة بعد تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية بواقع 500 متر لكل مرحلة، وأعلنت القاهرة في أعقاب هجمات إرهابية خلفت نحو 31 مجندا قتيلا في أكتوبر الماضي، عن البدء في إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة.

وقال محافظ شمال سيناء، عبدالفتاح حرحور، إن هناك 1215 منزلا و40 منشأة حكومية في هذه المرحلة، وجار تحديد القيمة التعويضية عن المباني كما يتم صرف المساعدات المالية لأصحاب المهن والحرف التي أضيرت بسبب الإخلاء، وأشار في تصريحات صحافية، إلى أنه تم الانتهاء من صرف تعويضات المرحلة الأولى بإجمالي 286 مليون جنيه عن 837 منزلا، والمرحلة الثانية بإجمالي مبلغ 370 مليون جنيه عن 1220 منزلا.

منطقة صناعية

اقتصادياً، يستثمر النظام المصري الأجواء الإيجابية التي خلفها الافتتاح العالمي لقناة السويس الجديدة الأسبوع الماضي، في توفير مناخ جاذب للاستثمارات الأجنبية عبر تدشين عدة مشروعات ضخمة خلال الفترة المقبلة، بدأت بإصدار الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارا جمهوريا تم نشره بـ"الجريدة الرسمية" أمس الأول (الثلاثاء)، بإنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ونص القرار على اعتبار منطقة القناة "منطقة اقتصادية ذات طبيعة خاصة، وفقا لأحكام القانون رقم 83 لسنة 2002، وتعديلاته، والأراضي الواقعة في منطقة قناة السويس بمساحة 460.60 كيلومترا مربعا، وذلك دون المساس بالملكيات القائمة داخلها أو أراضي القوات المسلحة التي تخص شؤون الدفاع عن الدولة، وهي ميناء غرب وميناء شرق بورسعيد والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد، والمنطقة الصناعية بالقنطرة غرب، ووادي التكنولوجيا، وميناء الأدبية والعين السخنة (أ) و(ب) وميناء العين السخنة، وميناء العريش وميناء الطور".

جولة خارجية

خارجياً، يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي جولة مشرقية تشمل روسيا والصين وإندونيسيا وسنغافورة فضلا عن المشاركة في قمة التنمية لما بعد 2015، التي تستضيفها الأمم المتحدة في نيويورك الأميركية، ويبدأ السيسي جولته الخارجية يوم 25 الجاري، بزيارة رسمية لروسيا الاتحادية، تستمر 3 أيام، ويلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث عدة ملفات على رأسها التعاون العسكري وإقامة محطة الضبعة النووية، في ظل تنامي العلاقات الثنائية، التي توجت بتبادل الزيارات بين الرئيسين، التي كان آخرها زيارة بوتين للقاهرة في فبراير الماضي.

ويتجه الرئيس صوب العاصمة الصينية بكين، يومي 2 و3 سبتمبر المقبل، في زيارة رسمية تضع الملف الاقتصادي على قمة أولوياته، خلال لقائه بنظيره الصيني شي جين بينج، كما يشهد العرض العسكري الصيني لذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ويتوجه السيسي إلى سنغافورة يومي 4 و5 سبتمبر، والتي ستكون الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى سنغافورة، ثم يزور إندويسيا مدة يومين، ويشارك السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يومي 28 و29 سبتمبر، كما يشارك في قمة التنمية لما بعد 2015، التي تستضيفها مدينة نيوريوك الأميركية.

موجة حارة

داخلياً، واصلت الموجة الحارة فرض سطوتها على الشارع أمس، ما أدى إلى ارتفاع عدد ضحايا ارتفاع درجات الحرارة إلى 61 شخصا في 4 أيام، بحسب بيان لوزارة "الصحة"، كاشفة عن تسجيل 581 حالة إصابة بالإجهاد بسبب ارتفاع حرارة الطقس.

ونفى وزير الصحة عادل عدوي وجود أية فيروسات مثل الحمى الشوكية أو الالتهاب السحائي، وسط شائعات بأنها السبب في حالات الوفاة لا الموجة الحارة، مؤكدا أن المستشفيات لم ترصد أي حالات، بينما قال مصدر طبي إنه تم تسجليل عدد 4 حالات بالالتهاب السحائي منذ يناير الماضي.