للمرة الأولى منذ 54 عاماً، رفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري علم بلاده في كوبا فوق السفارة الأميركية بهافانا، في مؤشر رمزي آخر على ترسيخ المصالحة وتطبيع العلاقات بين البلدين الجارين الذين فرقت بينهما الحرب الباردة.
ويأتي رفع العلم الأميركي بعد أن احتفل مواطنو كوبا برفع العلم الكوبي فوق سفارة بلدهم في واشنطن يوم 20 يوليو الماضي.وبعد قرابة أربعة أسابيع على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا رسميا، وتحويل بعثتيهما الدبلوماسيتين إلى سفارتين، بناء على الإعلان المتزامن الصادر في 17 ديسمبر 2014 من الرئيسين الأميركي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو لإعادة العلاقات الدبلوماسية.وكيري هو أول وزير خارجية أميركي يزور كوبا منذ 70 عاما، ورافقه مساعدوه وأعضاء في الكونغرس وثلاثة من جنود مشاة البحرية كانوا قد أنزلوا العلم في هافانا في يناير 1961.وإدوارد ستيتنيوس هو آخر وزير خارجية أميركي زار كوبا في التاسع من مارس 1945، حيث توقف لفترة وجيزة خلال رحلة عودته من مؤتمر دولي في مكسيكو سيتي. وقطعت واشنطن الروابط الدبلوماسية مع هافانا مع تأزم العلاقات بعد الثورة الكوبية عام 1959، التي حولت الجزيرة الى دولة شيوعية تدور في فلك الاتحاد السوفياتي خصم واشنطن خلال الحرب الباردة الممتدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى حل الاتحاد السوفياتي في أوائل التسعينيات من القرن المنصرم. وأغلق مبنى السفارة الأميركية المطل على البحر وسفارة كوبا في واشنطن منذ عام 1961 وحتى 1977، عندما أعيد افتتاحهما لخدمة رعايا البلدين. ولإعطاء الحدث بعده التاريخي والرمزي قام عناصر مشاة البحرية (المارينز) الثلاثة جيم تريسي واف دبليو مايك ايست ولاري سي موريس الذين أنزلوا في 1961 العلم الذي كان يرفرف فوق مدخل السفارة برفعه مجددا فوق المبنى تكريسا للتفاهم الجديد.والتقى كيري معارضين كوبيين في المقر السكني التابع للسفارة في هافانا. ولم توجه الدعوة للمعارضين لحضور مراسم رفع العلم في الصباح، احتراما للحكومة الكوبية التي تصفهم بأنهم مرتزقة تمولهم واشنطن.لكن في الوقت الذي هدأت فيه العلاقات بين البلدين، ذكرت كلمة لأبي الثورة الكوبية فيدل كاسترو أمس الأول بنقاط الخلاف التي مازالت قائمة.ففي نص نشرته الصحافة المحلية، أكد الرئيس الكوبي السابق الذي انسحب من الحكم منذ 2006 لأسباب صحية، أن الولايات المتحدة مدينة لكوبا «بملايين الدولارات» تعويضا عن الحظر الاقتصادي الذي فرضته على الجزيرة منذ 1962.وكتب كاسترو إن «كوبا تستحق تعويضات تعادل قيمة الأضرار البالغة ملايين الدولارات، كما أكدت بلادنا بحجج دامغة وأدلة في كل خطبها بالأمم المتحدة».وتطالب كوبا برفع الحظر الاقتصادي الذي فرضه الرئيس الراحل جون كينيدي. وإدارة أوباما راغبة في ذلك، لكن الأمر متوقف على الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون الذين يعارض كثيرون منهم الإجراء، ويرون انه سيكون بمنزلة مكافأة للشقيقين كاسترو.(هافانا ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)
آخر الأخبار
العلم الأميركي يرفرف في كوبا مجدداً
15-08-2015