غير معروف من هو صاحب القرار الفعلي في إيران، هل هو مرشد الثورة علي خامنئي، الذي أكد بعد توقيع اتفاق الإذعان للإرادة الأوروبية والإرادة الأميركية، استمرار تدخل بلاده بالشؤون الداخلية للعراق وسورية واليمن والبحرين، أم هو الرئيس حسن روحاني الذي تحدث عن أن طهران غدت معنية بالانفتاح على دول المنطقة، وبالطبع فإن المفترض أن المقصود هو الدول العربية.
ربما أن مرشد الثورة أراد -بحكم موقعه- أن يقول للشعب الإيراني إنه هو الرابح في صفقة الاتفاق النووي، التي وقعتها إيران مرغمة وتحت ضغط العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مادام أن الأميركيين والأوروبيين قد وافقوا على إطلاق يدها في هذه المنطقة ومادام أنهم لم يثيروا مسألة تمددها في العراق وسورية واليمن، ومسألة استهدافها لمملكة البحرين لا من قريب ولا من بعيد.وحقيقة أن سكوت الأميركيين والأوروبيين على هذه المسألة، مسألة التدخل الإيراني السافر في الشؤون العربية، وعدم إثارتها لا في المفاوضات "الماراثونية" الطويلة ولا في نصوص الاتفاق المعلن الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي بجميع أعضائه الدائمين يعني أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هؤلاء - أي مجموعة "5+1" - ليس لها أي اعتراض على ما تفعله إيران في هذه المنطقة، بل وربما إنهم يريدونه وموافقون عليه لأسباب متعددة وكثيرة.وهنا فإن ما تجب الإشارة إليه هو أن ما يعنينا أكثر من امتلاك إيران للسلاح النووي هو ألا يفعل نظام الولي الفقيه في منطقتنا هذا الذي يفعله، وهو ألا يكون كل هذا التمدد الإيراني الطائفي والمذهبي في العراق وسورية واليمن ولبنان، وكل هذا الاستهداف لبعض دول الخليج العربي، وبخاصة مملكة البحرين.لقد كان على إيران - التي من المفترض أنها تعرف أن الغرب لا يسمح بامتلاك السلاح النووي خوفاً على إسرائيل، وليس خوفاً على هذه المنطقة ودولها العربية - أن تسعى ليس في الآونة الأخيرة فقط، بل ومنذ انتصار ثورتها في عام 1979 إلى القفز من فوق مرحلة الشاه التي تخللتها منغصات كثيرة، وأن تقيم علاقات حسن جوار ومصالح مشتركة مع أشقائها العرب، وحقيقة أن هذا أهم كثيراً من امتلاك القنبلة النووية، وأهم كثيراً من إيجاد بؤر طائفية مرتبطة بطهران في العديد من الدول العربية.الآن، وقد أُرغمت إيران على توقيع هذا الاتفاق المذل الذي من العيب والعار وصفه بأنه "إنجاز تاريخي"، فإنَّ المفترض ألا يُطلق مرشد الثورة هذه التصريحات الاستفزازية التي أطلقها، ومن المفترض أن يكون الهدف في هذه المرحلة الخطيرة والصعبة هو انفتاح إيران على أشقائها العرب الذين لديهم كلهم الرغبة في أن يقفوا هُم والإيرانيون والأتراك في خندق واحد لصد هذه الهجمة الظلامية التي تهددهم جميعاً، ولمواجهة هذه التحديات التي تستهدفهم.
أخر كلام
إلى مرشد الثورة: هذا هو البديل!
22-07-2015