من الصعب توقع فشل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في تمرير الاتفاق النووي مع إيران، على رغم التوتر الكبير الذي يسود أوساط الطبقة السياسية الأميركية المنخرطة منذ أكثر من أسبوعين في مناقشة بنوده.
وقد تحولت جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، برئاسة كبير الجمهوريين السيناتور جون ماكين مع القيادة العسكرية لمناقشة تداعيات الاتفاق على القوة الأميركية الاستراتيجية في المنطقة، إلى «ملاكمة»، قلّ أن تشهدها المنازلات بين أجنحة الإدارة الأميركية التنفيذية والتشريعية.وجاء حضور وزير الخارجية جون كيري، غير المقرر للجلسة، بطلب مباشر من البيت الأبيض، بعدما شعر أوباما بأنها مرشحة للتحول إلى حفلة شتائم، لا يستطيع قادة «البنتاغون» غير المطلعين على تفاصيل الاتفاق الرد عليها.غير أن تعمد ماكين تجاهل كيري أكثر من ساعة ونصف الساعة، وسط انهمار الأسئلة المحرجة على العسكريين، رفع من حدة التوتر، ودفع كيري إلى إبلاغ الحاضرين ما مضمونه بأن الاتفاق لم يعد شأناً داخلياً أميركياً، بينما المجتمع الدولي يُهرول إلى عقد الصفقات مع طهران، في إشارة إلى زيارة كل من رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغريني ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى إيران.وتكشف أوساط سياسية وعسكرية أميركية أن البيت الأبيض يعمل على خطين لتطويق الاعتراضات الجمهورية.الأول، عبر رفع منسوب الكلام عن التطمينات للحلفاء العرب والخليجيين، والذي ترافق أمس الأول مع كشف صفقة الصواريخ الدفاعية للرياض.والثاني زيادة التطمينات لإسرائيل؛ عبر رفع مستوى الضغوط على إيران وعلى سياساتها «المزعزعة» للاستقرار، وتصاعد الحديث عن دور حزب الله، ما يؤشر إلى أنه مرشح ليكون مادة أساسية في السجال مع طهران في المرحلة المقبلة.وتتوقع تلك الأوساط حزمة جديدة من العقوبات على شخصيات وكيانات تقدم الدعم لهذا الحزب داخل لبنان وخارجه، في حين أن مستوى الضربات العسكرية التي قد يتلقاها خصوصاً في المناطق الحدودية مع سورية مرشح للارتفاع. وجاءت غارة أمس الأول على عناصره هناك لتؤكد هذه الفرضية.هكذا يفهم كلام رئيس هيئة أركان القوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال جلسة الاستماع، حين تحدث عن عمق «الاهتزاز» الذي ستتعرض له أوضاع إيران الداخلية كتداعيات متوقعة من تطبيق الاتفاق النووي.وتضيف تلك الأوساط أن تداعيات الاتفاق قد تكون من نصيب القوى الإقليمية الأخرى باستثناء إسرائيل، مع دخول تركيا في معمعة الأزمة السورية، وتعمق تورط طهران في أزمات المنطقة وتلمّس الأطراف العربية مواطئ أقدامها في كل ما يجري. ويشير هؤلاء أخيراً إلى رمزية قرار العفو عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، الذي انتقده وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد (أعتى صقور الجمهوريين)، قائلاً إن الضرر الذي سببه هذا الجاسوس للمؤسسة العسكرية الأميركية قبل 30 عاماً لا يمكن لأحد أن يغفره.
آخر الأخبار
خلاف الجمهوريين والديمقراطيين... إسرائيل الرابح الأكبر
31-07-2015