بتاريخ 15 يوليو 2015 كتبت مقالاً بعنوان "سورية إلى أين"، تضمن وجهة نظر حول ما يتردد في ذلك الوقت "وما  زال" بأن نظام بشار الأسد آيل للسقوط، ومنذ ذلك الوقت ما زلت أعتقد أن من يتوقع ذلك واهم، فالنظام السوري يحظى بدعم لا محدود من روسيا وإيران، فهل هناك إمكانية لمحاربة هذين القطبين؟

Ad

 وفي نقديري أن الحل القادم في سورية سيكون سورياً سورياً، بعيداً عن التدخلات الخارجية، وبتفاهم بين أغلب الأطراف السورية بما فيها النظام، فالجميع أصبح مدركاً الآن أن الضحية الأولى والوحيدة في هذا الصراع المؤلم الذي يدور على أرضها هي سورية والشعب السوري بكل أطيافه، وأصبح هناك يقين بأن كل من يحمل السلاح هو خائن لسورية الوطن، سواء كان سلاحا على الأرض أو سلاحا من خلال المايكرفونات والتصريحات.

والآن "اليمن... إلى أين"، لقد عشت في ذلك البلد العزيز أكثر من ثلاث سنوات، عايشت فيه ذلك الشعب بكل أطيافه، وشعرت بعمق ارتباطه بأرضه وتاريخه الذي يغوص في أعماق الزمن، كم هو مؤلم أن نرى تلك الأماكن الخالدة بالتاريخ وهي تدمّر، كم نحن غائبون عن ذلك البلد وحضارته، فما زالت في اليمن لغات متوارثة بين الأجيال منذ قدم التاريخ.

 والآن وقد قاربت الحرب عامها الأول، هل علينا أن ننتظر عاماً آخر ليزداد أعداد المشردين والقتلى والمصابين؟ ألا يحق لنا أن نتساءل: ماذا تحقق؟ ومن المنتصر؟ وإلى أين تسير الأمور؟ ومن هذا المنطلق في اعتقادي أن الحل في اليمن لن يكون إلا يمنياً يمنياً، بعيداً عن التدخلات الخارجية، دعوا اليمن لأهله فهم أدرى بشعابه، ودعوا سورية لأهلها فهم أيضاً أدرى بشعابها.

 كم نتمنى أن يصمت المنظرون والمفكرون والمحللون ومناضلو المايكرفونات الذين كنا نعتقد أنهم قد انقرضوا منذ تلك الحقبة من النضال الجماهيري، ودعاؤنا إلى المولى القدير أن يرأف بالأمتين العربية والإسلامية اللتين تدمران بأيدي أبنائهما.

وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.