عبدالله السناوي لـ الجريدة•: موارد «الإخوان» 66.5 مليار دولار

نشر في 12-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 12-08-2015 | 00:01
No Image Caption
«شبح الدولة البوليسية والتفريغ السياسي سيعيدان الجماعة خلال 10 أعوام»
أكد الكاتب الصحافي البارز عبدالله السناوي، أن احتمال عودة جماعة «الإخوان» إلى صدارة المشهد السياسي لايزال قائماً في غضون السنوات العشر المقبلة، إذا لم يتم اعتماد خيارات سياسية وتنموية من قبل النظام المصري بجوار الخيار الأمني. وقال السناوي في حوار لـ«الجريدة»، إن شبح الدولة البوليسية يعود، وإن إضعاف الأحزاب يصب في مصلحة الجماعة، المصنفة إرهابية من قبل القاهرة، محذرا من أن الأمور تتجه بالبرلمان المقبل ليكون شبيها بآخر برلمانات مبارك، وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف ترى شكل البرلمان المقبل وتقسيمة القوى السياسية داخله؟

- البرلمان المقبل سيكون مشابها لبرلمان 2010، آخر برلمان في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، لا أتحدث عن التزوير، لكن المال السياسي سيكون المتحكم رقم واحد، في مواجهة ضعف الأحزاب التي تم تهميشها، فمنذ عهد الرئيس عدلي منصور وحتى الآن، لم تجر مشاورات جدية مع الأحزاب أو القوى السياسية في القوانين التي تخص الحياة السياسية، وفي ما يتعلق بجماعة «الإخوان»، لن تكون لها فرصة دخول البرلمان المقبل، أما حزب «النور» السلفي فستكون له حصة في البرلمان، وعمومًا التيار الإسلامي سيكون موجودا، وقد يحصل على نسبة 10 في المئة من مقاعد البرلمان المقبل.

• هل نحن أمام محاولة لتأسيس دولة مدنية، أم أننا أمام إعادة إنتاج لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك؟

- هناك حقائق أساسية عند الإجابة عن مثل هذه الأسئلة الشائكة، فعودة نظام مبارك ماثلة وهي خطر حقيقي، ومعها عودة الدولة البوليسية وتغول الأمن على الحياة العامة، لكن تاريخ الثورات لا يعرف مثل هذه السيناريوهات المغلقة، فإذا ما تم تراجع جزئي فإنه ليس نهائيا، لأن الطبقة الوسطى التي تضم المثقفين والنخبة، وتستطيع تغيير معادلة الحكم والسلطة، وهو ما حدث في ثورتي «25 يناير» و»30 يونيو»، عندما انحازت لطرف وغيرت نظام الحكم.

• ألا ترى إمكانية تحرك الطبقة الوسطى قريبا؟

- لا أعتقد ذلك، فالشارع المصري يخشى الفوضى والمجهول والإرهاب، لذلك سيعطي فرصة تلو الأخرى للرئيس السيسي، أتمنى ألا يستنزفها أو يضيعها، لأنه بمرور الوقت وعدم التقدير الصحيح للعواقب السياسية، فإن البلاد ستخسر كثيرا.

• ما مصير تحالف «30 يونيو» الذي شارك في إسقاط حكم «الإخوان»؟

- التحالف تفتت، هذه مشكلة كبيرة جدا، فبعد «30 يونيو» نشبت النزاعات داخل جبهة الإنقاذ التي كانت الممثل الجامع للقوى المدنية التي أسقطت الإخوان، حول الخطوة التالية بعد ذلك، بين من يريد تصفية جبهة «الإنقاذ» ومن يريد استمرارها، وقد ثبت أن إنهاء الجبهة كان قصورا في الرؤية أدى إلى نشوء فراغ سياسي كبير، ما دفع رموز نظام مبارك لأن تطل من جديد على المشهد، فحل الجبهة ثبت أنه يدعم الثورة المضادة.

تفتت جبهة الإنقاذ بالتوازي مع عدم إيمان نظام الحكم - بحكم خبرته العسكرية- بأهمية العمل السياسي في إدارة شؤون الدولة، أديا إلى فراغ سياسي استفادت منه جماعة «الإخوان»، التي لاتزال تمثل خطرا حقيقيا على المستقبل، فطالما هناك فراغ سياسي فإنه لا يمكن استبعاد احتمالات عودة الجماعة.

• هل ترى إمكانية عودة الإخوان إلى قمة العمل السياسي في مصر؟

- احتمالات عودة الجماعة لن تكون بعد عام أو اثنين، ولكن بعد 10 سنوات في مرحلة ما بعد انتهاء مدة رئاسة السيسي مباشرة، حال ما استمر التفريغ السياسي وإضعاف الأحزاب وعدم بناء مؤسسات دولة قوية وحديثة وفق الدستور، لأنك لا تستطيع أن تقضي بمثل السياسات الحالية على الإرهاب، والخيار الأمني وحده لا يكفي.

• كيف صعدت جماعة «الإخوان» إلى قمة السلطة عقب ثورة «25 يناير»؟

- بعد ثورة «25 يناير 2011» كانت القوة الجاهزة والأكثر تنظيما، جماعة «الإخوان المسلمين»، لديهم موارد مالية كبيرة بتقدير استمعت إليه من رئيس المخابرات الحربية وقتذاك، اللواء عبدالفتاح السيسي (رئيس الجمهورية حاليا)، قال لي في لقاء خاص، إن ميزانية الجماعة في ذلك الوقت تقدر بـ 66.5 مليار دولار، فكان التنظيم جاهزا ومستعدا لهذه اللحظة، على عكس الأحزاب التقليدية مثل حزب «الوفد» و»التجمع»، التي لم يكن لها أي دور ملموس، في حين لم تكن القوى التي أفرزتها ثورة «25 يناير» قادرة على المنافسة لعدم وجود بنية تنظيمية لها، لذلك استطاعت «الإخوان» أن تختطف الثورة وتتلاعب بها، وهو وضع لايزال قائماً مع ضعف الحياة السياسية بشكل عام.

back to top