نصدق الروس أم الأميركيين؟

نشر في 20-10-2015
آخر تحديث 20-10-2015 | 00:05
 يوسف عبدالله العنيزي كم هي مؤلمة الأوضاع التي يمر بها عالمنا العربي في هذه الفترة القاسية من الزمن الذي فقدنا فيه الكرامة والعزة والنخوة العربية، وغدا الوطن العربي ساحة وملعباً بلا حدود، وأصبحت دولنا كرات تتقاذفها دول العالم ذات اليمين وذات الشمال، كما أصبحنا دولاً هامشية يقرر الآخرون مصيرنا بما يحقق مصالحهم، بل غدونا شراذم يسعى بعضنا للقضاء على بعض، والكل في هذا المسجد يرفع يديه بالدعاء إلى المولى القدير أن يزيل المصلين في المسجد الآخر الموجود في الطرف الآخر من الشارع، وياليتنا اكتفينا بالدعاء، بل تجاوز ذلك بتفجيرات انتحارية، فمتى ما اختلفت معي "فأنت كافر" وغدا القتال هو السمة الغالبة من أقصى الوطن إلى أقصاه، ودخلت القوى الكبرى أطرافاً في ذلك القتال، ثم جاء الروس بقضهم وقضيضهم الى سورية، والهدف محاربة دولة الخلافة الإسلامية "داعش".

 وقد واجه هذا الإجراء ردود فعل غاية في الشدة من دول التحالف الدولي، ولكن لماذا؟ علما أن التحالف يدعو كل دول العالم للانضمام له لمحاربة "داعش"، وفي اعتقادي أن وجود "داعش" يحقق بعض المصالح لبعض القوى سواء الإقليمية أو العالمية، والخاسر الأكبر هي الأوطان والشعوب التي غدت بين قتيل وجريح أو مشرد.

هذا علما أن الضربات الجوية لقوات التحالف ضد "داعش" قد بدأت بتاريخ 19/ 2/ 2014 عندها كان "داعش" محدود العدد والتسليح ولا تتجاوز سيطرته على مساحة محدودة من منطقة الحدود السورية العراقية، وغدا الآن يسيطر على ثلث مساحة سورية وربع مساحة العراق، وقواته تتجاوز مئات الآلاف وتسليحه يفوق تسليح بعض جيوش دول المنطقة، علما أن التحالف الدولي يضم "60" دولة تتجاوز عدد جيوشها مئات الملايين وتكنولوجيا لا تعرف دول العالم أسرارها بعد، فهل عجزت هذه القوة الهائلة عن القضاء على قوات "داعش" التي تتحرك في صحراء ومناطق مكشوفة بدون غطاء جوي.

هذا في حين أن القوات الروسية استطاعت وخلال فترة قصيرة من الزمن أن تدمر مواقع مهمة واستراتيجية وتقتل المئات من قوات "داعش"، وفي اعتقادي أن لدى الروس أكثر من دافع للدخول إلى سورية، فهي تدافع عن نظام حليف وعن مناطق نفوذ تاريخية ليس من السهولة التخلي عنها، وهي صادقة في تحالفها ولن تتخلى عنه، إضافة إلى أن هناك معلومات تؤكد أن هناك الآلاف من قوات "داعش" من مواطني روسيا، فعودة هؤلاء المقاتلين الى روسيا بعد تلقيهم تدريبات على فنون القتال والتفجيرات الانتحارية ستؤدي بالضرورة إلى خلق وضع أمني صعب؛ لذلك يجب قتالهم والقضاء عليهم الآن قبل أن تصل نارهم إلى الداخل الروسي، ومن ناحية أخرى فقد قلنا ومنذ أكثر من سنتين إنه واهم من يعتقد بقرب سقوط نظام بشار الأسد، والأيام حبلى بالأحداث.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top