اعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك الغاء القمة الاوروبية المقرر عقدها مساء أمس الاحد حول الازمة اليونانية، لكن قمة الدول الـ19 الاعضاء في منطقة اليورو عقدت كما هو مقرر للبحث في خطة انقاذ مالية محتملة لاثينا.

Ad

وقال تاسك على حسابه على موقع «تويتر» ان القمة الاوروبية الغيت فيما بدأت قمة منطقة اليورو كما كان مقررا لها وستستمر حتى «ننجز المفاوضات حول اليونان»، في حين تستأنف المحادثات على مستوى وزراء المالية في منطقة اليورو بعد تعليقها امس في غياب التوصل الى توافق.

من جهة أخرى، قال مصدر أوروبي إن ألمانيا وضعت خططا لخروج مؤقت لليونان من منطقة اليورو لخمسة أعوام في حال فشلت في تحسين اقتراحاتها للحصول على خطة المساعدة.

وقال المصدر الذي اطلع على الاقتراح الألماني: «إنها وثيقة داخلية، لم توزع يوم أمس الاول (في اجتماع منطقة اليورو)، وهناك خياران: تحسين الاقتراحات أو خروج مؤقت من منطقة اليورو»، وفقا لما نقلته وكالة «فرانس برس».

إلى ذلك، التقى وزراء مالية منطقة اليورو صباح أمس الأحد في بروكسل بعد أن عجزوا عن ايجاد بداية اتفاق على خطة انقاذ لليونان، قبل قمة حاسمة بالنسبة لبقاء هذا البلد في العملة الأوروبية الموحدة.

وقال وزير المالية الفنلندي الكسندر ستاب في تغريدة مقتضبة مساء السبت: «نهاية جلسة اليوروغروب. نتابع غداً»، وذلك بعد تسع ساعات من المحادثات التي لاتزال «صعبة جدا» بحسب رئيس «اليوروغروب» يورين ديسلبلوم.

قلق من الخروج

ويساور وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابرييل قلق من فكرة الخروج المؤقت لليونان من منطقة اليورو التي طرحها وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله.

وقال جابرييل، الذي يشغل أيضا نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، في تصريحات السبت، إنه لابد في مثل هذا الموقف الصعب من بحث كل اقتراح بشكل نزيه، وأضاف أنه لا يمكن تنفيذ هذا الاقتراح إلا إذا اعتبرته الحكومة اليونانية نفسها أنه بديل أفضل.

وتابع وزير الاقتصاد الألماني: «الحزب الاشتراكي الديمقراطي على علم بالطبع باقتراح وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله بشأن خروج اليونان من منطقة اليورو لفترة مؤقتة».

انعدام الثقة

وفي أجواء من انعدام الثقة تجاه أثينا ومع تحدث بعض الدول صراحة عن خروج اليونان من منطقة اليورو، فشل وزراء المالية السبت في التوصل إلى صياغة اي نص، ولفت مصدر أوروبي إلى «أن المناخ ليس سهلا بالنسبة لليونانيين»، وعلق المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية الفرنسي بيار موسكوفيسي لدى خروجه من الاجتماع بقوله «مازلت احتفظ بالامل». ولخص مصدر أوروبي الوضع بقوله: «هناك بعض الدول التي تعرقل» ولا تريد اعتماد خطة ثالثة للمساعدة، فيما تبدو ألمانيا وفنلندا المتشددتين في مواقفهما من أثينا على وشك القول صراحة انهما لا تريدان اليونان في منطقة اليورو.

وقالت مصادر حكومية يونانية أيضا لوكالة الانباء اليونانية (آنا) شبه الرسمية ان «بعض الدول ولأسباب غير متصلة بالاصلاحات والبرنامج لا تريد أي اتفاق».

وطالب وزراء مالية منطقة اليورو السبت أن تطبق اليونان مزيدا من الخطوات أبعد من إجراءات التقشف المؤلمة التي قبلها رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس إذا كان يريد منهم بدء مفاوضات بشأن صفقة إنقاذ ثالثة لبلاده المفلسة لابقائها ضمن اليورو.

وقال مسؤولون إن الوزراء أجلوا حتى الغد اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيوصون ببدء محادثات بشأن تقديم قرض جديد لأثينا والسعي للحصول على مزيد من التعهدات أولا بشأن تحرير أسواق الانتاج وقوانين العمل والخصخصة والاصلاح الحكومي وتطبيق مزيد من التخفيضات الدفاعية إضافة إلى وعد بإجازة قوانين رئيسية هذا الأسبوع.

إذلال اليونان

من جهته، قال نائب رئيس البرلمان الأوروبي وعضو حزب سيريزا الحاكم في اليونان ديمتريوس باباديموليس إن ألمانيا تحاول إذلال أثينا بإدخال طلبات جديدة في اتفاق الإنقاذ.

وقال باباديموليس لتلفزيون ميجا: «ما يبدو هنا هو محاولة لإذلال اليونان واليونانيين أو الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس».

واعتبرت مصادر في الحكومة اليونانية انه «من المؤكد ان بعض الدول» الاوروبية لا تريد التوصل الى اتفاق لانقاذ اثينا من الافلاس، حسب ما ذكرت وكالة الانباء اليونانية «اي إن اي».

وقالت هذه المصادر: «بالتأكيد ان بعض الدول ولاسباب ليس لها علاقة بالاصلاحات والبرنامج لا تريد التوصل الى اتفاق»، وأكدت المصادر أن وزراء مالية منطقة اليورو توصلوا الى اتفاق حول «جدول زمني ملائم» والى «اتفاق مبدئي» لكن «مجموعة دول طرحت مسألة «الثقة دون ان توضح مع ذلك ما يجب عمله».

ومن ناحيته، قال مصدر اوروبي: «هناك العديد من الدول التي تعرقل» ولا تريد خطة ثالثة للمساعدة في حين تبدو ألمانيا وفنلندا وهما صقران بالنسبة لاثينا، على وشك القول بشكل علني انهما لا تريدان اليونان في منطقة اليورو.

وكالات