سقوط طائرة روسية بسيناء ومقتل 224 والقاهرة وموسكو تستنفران

نشر في 01-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-11-2015 | 00:01
• السيسي يهاتف بوتين ويأمر بتشكيل لجنة تقصي حقائق... ووفد روسي رفيع يشارك بالتحقيقات
• «داعش مصر» يتبنى رداً على «التدخل الروسي بسورية»... وموسكو تستبعد الهجوم الإرهابي
لقي 224 شخصاً مصرعهم إثر تحطم طائرة ركاب روسية من طراز «أيه 321 إيرباص»  أمس، في شبه جزيرة سيناء، أثناء قيامها برحلة بين شرم الشيخ وسان بطرسبورغ، بينما قدَّم الرئيس عبدالفتاح السيسي التعازي لنظيره الروسي وأمر بتشكيل لجنة تحقيق من المقرر أن يشارك فيها وفد روسي رفيع المستوى.      

قتل أمس 224 شخصاً كانوا يستقلون طائرة ركاب روسية شارتر من طراز أيه321 تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية أثناء قيامها برحلة بين شرم الشيخ وسان بطرسبورغ في روسيا.

وقطع الاتصال مع الطائرة عندما كانت على ارتفاع ثلاثين ألف قدم «9144 متراً» بعد 23 دقيقة من إقلاعها من شرم الشيخ، بحسب ما قال مسؤول رفيع في شركة الملاحة الجوية المصرية، المسؤولة عن المراقبة المصرية في مصر والتابعة لوزارة الطيران المدني.

وأفادت التقارير بأنه كان على متن الطائرة 214 راكباً من روسيا و3 من أوكرانيا منهم 138 سيدة و62 رجلاً و17 طفلاً، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المؤلف من سبعة أشخاص.

من جانبها، تقدمت الرئاسة المصرية بخالص العزاء لدولة روسيا الاتحادية، قيادة وحكومة وشعباً، ولأسر ضحايا حادث سقوط طائرة الركاب الروسية، وقال بيان الرئاسة، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يُتابع باهتمام الحادث منذ عودته من الخارج، حيث كلّف بتشكيل لجنة للوقوف على ملابسات الحادث، والتعرف على الأسباب التي أدت إلى سقوط الطائرة.

مصدر مصري رفيع قال إن السيسي تابع تطورات الحادث مع رئيس الوزراء، وأصدر تعليماته بتشكيل لجنة تقصي حقائق برئاسة رئيس الحكومة شريف إسماعيل، وعضوية وزير الطيران المدني، وخبراء فنيين، وفريق عمل من القوات الجوية المصرية من كبار مهندسيها، للوقوف على أسباب سقوط الطائرة، وأشار إلى أن الروس تقدموا بطلب رسمي للمشاركة في التحقيقات، وأن الوفد سيصل مصر خلال ساعات.

السيسي وبوتين

وهاتف السيسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين للتعزية في ضحايا الحادث ، أمس والتأكيد على أن القاهرة ستُجري تحقيقاً موسعاً في الحادث، الذي سيشارك فيه ممثلون عن وزارة الدفاع والمخابرات والطيران الحربي، في حين أمر بوتين، رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، بتشكيل لجنة حكومية لمتابعة الحادث، وكلف بإرسال 3 طائرات إنقاذ تابعة لوزارة الطوارئ الروسية بشكل عاجل إلى مصر لنقل الضحايا.

من جانبه، قدَّم رئيس الحكومة المصرية التعازي للسفير الروسي بالقاهرة، وأطلعه على جهود الحكومة في إدارة الأزمة، كما انتقل إلى سيناء يرافقه وزراء السياحة والصحة، لمتابعة الموقف على الأرض.

وتم استخدام الإسعاف الطائر في عملية الإنقاذ نتيجة الطبيعة الجغرافية الوعرة التي سقطت فيها الطائرة.

إسماعيل، كان أوقف زيارته إلى مدينة الإسماعيلية، أمس، وعقد اجتماعاً مع الوزارات والجهات المعنية لمتابعة الحادث، وقال الناطق باسم الحكومة السفير حسام القاويش، إن رئيس الوزراء أمر بتشكيل غرفة عمليات بمجلس الوزراء لمتابعة الموقف، في حين قال رئيس الشركة المصرية للملاحة الجوية، إيهاب محيي الدين، إنه بمجرد اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار، تم تشكيل غرفة عمليات بالتعاون مع قوات البحث والإنقاذ للبحث عن الطائرة المفقودة.

أسباب السقوط

وأعلن مجلس الوزراء المصري، أن الطائرة تحطمت في منطقة الحَسَنة الجبلية في مدينة العريش، التي تشهد عمليات عسكرية من قبل القوات المسلحة المصرية ضد إرهابيين مسلحين منذ شهور، وفي حين قالت الحكومة إنه لا يمكن تحديد أسباب سقوط الطائرة في الوقت الحالي، إلا بعد الانتهاء من المُعاينة النهائية ومعرفة ملابسات الحادث.

بدوره، قال رئيس الشركة المصرية للمطارات، عادل محجوب إن الطائرة الروسية المنكوبة، تم فحصها فنياً قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ، في طريقها إلى مطار سان بطرسبرج في روسيا، وأنه تبين صلاحيتها للطيران، وأن كل ركابها روس ولا يوجد بينهم أي جنسيات أخرى.

وفي حين قال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن عطلاً فنياً وراء سقوط الطائرة، قال مصدر طبي إن أحداً من ركاب الطائرة لم ينج.   

الحُطام

إلى ذلك، أمر المحامي العام الأول لنيابات شمال سيناء الكلية، المستشار عماد الدين منصور، بالتحفظ على حطام الطائرة الروسية، وكذا الصندوق الأسود الخاص بكابينة القيادة، الذي يحوي كل الاتصالات اللاسلكية بين الطائرة وأبراج المراقبة ومحادثات قائد الطائرة ومساعديه، وأداء الطائرة وخط سيرها وظروف الرحلة، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى سقوطها.

في الأثناء، انتقل فريق من محققي النيابة، إلى مسرح الحادث لمعاينة حطام الطائرة التي سقطت في منطقة بئر بدا في شمال سيناء، كما انتقل الفريق الفني المختص من وزارة الطيران المدني الخاص بتحقيق الحوادث، لمباشرة الجانب الفني من التحقيقات، وأمرت النيابة بتكليف الجهات الفنية المختصة في وزارة الطيران المدني، بفحص محتويات الصندوق الأسود، واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تفريغه، لبيان الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث.

مصدر قضائي مسؤول، قال إن عناصر الجيش فرضت طوقاً أمنياً محكماً لتأمين محيط الطائرة المنكوبة، باعتبار أن الطائرة سقطت في منطقة جبلية شمال سيناء، مشيراً إلى أن الفريق الخاص بتحقيق الحوادث من وزارة الطيران المدني يعاونه مسؤولو إدارة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، بدأوا عملية المعاينة والفحص الفني لحطام الطائرة المنكوبة.

وقالت مصادر مصرية إن المعاينة المبدئية للطائرة توضح تحطمها بسبب عطل فني.

«داعش»

وأعلن تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش"  في بيان نشره مؤيدون للتنظيم على "تويتر" تبنيه للحادث، مشيراً إلى أنه يأتي رداً على التدخل الروسي في سورية.

ونشر إعلان المسؤولية أيضا بموقع "أعماق" الذي يعد وكالة أنباء شبه رسمية لـ "داعش".

وجاء في البيان: "تمكن جنود الخلافة من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء تقل على متنها ما يزيد على 220 صليبياً روسيا قتلوا جميعا ولله الحمد".

 وقال وزير النقل الروسي لـ "إنترفاكس"، إن "الادعاء بأن الارهابيين هم سبب تحطم الطائرة الروسية لا يمكن اعتباره دقيقاً".

خبير أمني

واستبعد الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة أن يكون للتنظيمات الإرهابية المنتشرة في سيناء علاقة بسقوط الطائرة، موضحاً لـ"الجريدة" أن مستوى تسليح العناصر الإرهابية لا يمكِّنهم من استهداف الطائرة، مشيراً إلى أن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة منطقة مسار جوي ملاحي مُعترف به، ولم يحدث خلال الفترة الماضية أي محاولات استهداف للطائرات، وقال: "الطائرات المدنية يصعب الوصول إليها كونها تطير على مسافات مرتفعة".

لا أدلة

وقالت هيئة «روزافياتسيا» الروسية لتنظيم النقل الجوي إنها لا ترى سببا حتى الآن يربط تحطم الطائرة الروسية بعطل فني او خطأ من أفراد الطاقم أو عامل خارجي، مضيفة في بيان: «حتى يتم الوصول إلى أدلة موثوقة بشأن ظروف التحطم لا نرى معنى لطرح ومناقشة أي فرضية».

فحص عينات وقود

وأعلن المتحدث باسم لجنة التحقيق الروسية فلاديمير ماركين إن اللجنة تفحص عينات الوقود من آخر مكان توقفت فيه الطائرة للتزود بالوقود، وهو مدينة سمارا الروسية، مبيناً أن المحققين يستجوبون الاشخاص الذين شاركوا في توفير الخدمات الأرضية للطائرة وطاقمها، وينفذون عمليات بحث في مطار دوموديدوفو بموسكو، حيث يوجد مقر الشركة التي تدير الطائرة.

وكانت اللجنة قالت، في وقت سابق، انها فتحت تحقيقا جنائيا ضد الشركة.

تحقيق مع الشركة المالكة

وأفادت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء بأن هيئة «روسترانسنادزور» الروسية للنقل ستجري تحقيقاً عن مدى التزام شركة كوجاليمافيا الروسية للطيران بقواعد سلامة الطيران.

وبينما ذكرت محطة تلفزيون «روسيا 24» أن مسؤولين يفتشون مكاتب الشركة في موسكو وأنهم صادروا بعض الوثائق، نقلت انترفاكس عن الهيئة قولها إنها وجهت مخالفات في آخر تفتيش روتيني لإجراءات سلامة الرحلات في الشركة خلال مارس 2014، لكنها أوضحت أن كوجاليمافيا أصلحت المخالفات قبل حلول الموعد النهائي الذي حددته الهيئة.

الطيار خبير

وذكرت «كوجاليمافيا» أنها لا ترى سببا يدعو للاعتقاد بحدوث خطأ بشري في الحادث، مضيفة، على لسان المتحدثة باسمها، أن الطيار لديه خبرة تصل إلى 12 ألف ساعة طيران، وأن الطائرة خضعت لكل إجراءات الصيانة.

الطائرة المنكوبة في أرقام

• حلقت لأول مرة منذ 18 عاما وتحديدا في 9 مايو 1997.

• وصلت إلى شرم الشيخ في رحلتها الأخيرة الساعة 5.30 مساء أمس الأول.

• في رحلتها إلى سان بطرسبرغ كانت تقل 217 راكبا، منهم 138 سيدة و62 رجلا و17 طفلا.

• جميع الركاب يحملون الجنسية الروسية باستثناء 3 أوكرانيين.

• طاقم الطائرة مكون من 7 أفراد.

• أقلعت الساعة 5:57 فجر السبت، وسقطت 6:20، أي بعد 23 دقيقة من إقلاعها.

• سقطت في منطقة الحسنة الوعرة على بعد 100 كيلومتر من مدينة العريش.

• 50 سيارة إسعاف شاركت في إجلاء جثامين الركاب.

back to top