حياة الفهد، فنانة من زمن عمالقة الفن الجميل، ولجت عالم الفن من خلال فرقة {بو جسوم}، شاركت في حقبة العصر الذهبي للمسرح، أسست مع رفاقها الفرقة العريقة {مسرح الخليج العربي}، كتبت لها الريادة أيضاً في أول فيلم كويتي روائي طويل {بس يا بحر}، عن أدائها الرفيع لشخصية {أم مساعد}، مستمرة في العطاء منذ خمسة عقود إلى اليوم، فلقبت عن جدارة واستحقاق بـ {أم المسرح} وسيدة الشاشة الخليجية وتاج الفن ونجمة الخليج الأولى.

Ad

كيف عدت تلفزيونياً كثنائي مع الفنانة سعاد عبدالله؟

في نهاية 2012، عرضت علي الكاتبة القطرية وداد الكواري نصاً بعنوان «عساكم من عواده» يجمعني مع الأخت الفنانة سعاد عبدالله، فوافقنا سعاد وأنا على التمثيل، لكن بعد إصابة المخرج السعودي عبدالخالق الغانم الذي غيّر اسم العمل إلى «البيت بيت أبونا»، تولى إخراجه الكويتي غافل فاضل، وقد عرض في رمضان 2013، ويشكل عودة للثنائي بعد 13 سنة، وكان آخر عمل جمعنا المسلسل القطري «عيال الذيب» (2000).

في إحدى المقابلات عبرت عن استيائك من بعض الممثلات، لماذا؟

صحيح، لا سيما اللواتي يفتقدن إلى الموهبة، ويتنافسن بين بعضهن للتباهي بالماركات العالمية التي يرتدينها، وهن غير مكترثات بواقع الدور الذي يؤدينه. يفرض المسلسل على الفنان التخلي عن شخصيته الأساسية والتجرّد من ذاته، فيدخل بذلك عمق الدور الذي سيقدمه للمشاهد، بهدف إقناعه وإيصال رسالة العمل التي يحملها.

هل شوهت الدراما؟

بالطبع، ما يهدد الفن الكويتي والخليجي،  وثمة أعمال درامية مسيئة لدرجة تثير علامات استفهام  حول كيفية التحقق منها وتمريرها عبر الرقابة.

لكن تتوافر  مسلسلات جيدة.

صحيح وهي جيدة وراقية، تابعتها وأعجبت بنصوصها وإخراجها والطاقم التمثيلي الذي شارك  فيها، وأبرزت مواهب تمثيلية مميزة من جيل الشباب.

ما رأيك في ارتفاع أجور الممثلين؟

 

لا يخدم الساحة الفنية، بل يبعد المنتجين عن تنفيذ مسلسلات وأعمال ذات مستوى معين، ويمنعهم من التعامل مع بعض الأسماء التي تبالغ أحياناً في الأجور التي تطلبها.

هل أصبح التمثيل في عالمنا العربي بلا هوية؟

لا بد لي في هذا المجال من أن أناشد الممثلين والممثلات بالتخلي عن التصنع، والإطلالات المزيفة، والابتعاد عن الأنانية وحب الذات، من أجل الحفاظ على المستوى المطلوب.

أين تجدين نفسك بعد هذا المشوار؟

أجد نفسي بين جمهوري، أينما أذهب يستقبلني الناس بكلمات جميلة، وثمة كلمة عزيزة على قلبي من الكبار والصغار هي «يمه»، خصوصاً إذا تفوه بها شخص لإنسانة غريبة عليه وليست من عائلته، وهذا دليل تقدير ومحبة، وأعتز بهذه الكلمة.

ألم تقدمي دور المعشوقة في مسيرتك؟

قدمتها في سهرتين من إخراج يوسف مرزوق، بعنوان «الحب والصداقة»، تتمحوران حول صديقتين إحداهما مشلولة، تتصارعان على حب رجل واحد، شاركت معي  الفنانة سعاد عبدالله.

ما طقوسك قبل الصعود  على خشبة المسرح؟

أصاب بخوف شديد، يلازمني دائماً، لدرجة الشعور بالتنميل في أطرافي وبرودة في جسمي، لذا انعزل عن الآخرين وأبدأ بقراءة آيات من القرآن الكريم، إلى أن أهدأ بعد الدقائق الثلاث الأولى على المسرح.

كيف تقنعين المشاهد بالدور من دون مبالغة في الماكياج؟

لا أعتقد أن الماكياج أو تسريحة الشعر أو الملابس، تقنع المشاهد بالشخصية، بل أسلوب الأداء والحوارات وتعبير الوجه والإيماءة، وعلى الصعيد الشخصي لم ألبس باروكة تجميلية، وضعتها في دور المرأة المسنة فحسب، ثم في حياتي الواقعية لا أحب الماكياج.

هل دخلت المواضيع التي قدمتها في صلب المشكلة وتوقعت المستقبل؟

في ستينيات القرن الماضي كان للمسرح دور كبير، إذ قدم حلولاً لقضايا تاريخية ومهمة، دعني استرجع ما حصل في الثمانينيات، إذ شهد سوق المناخ طفرة غريبة، فوصل خلو الدكان الصغير إلى مليوني دينار، و{تولة» البخور تباع بعشرة آلاف دينار، لتبخير السوق، ودخل الناس  في غالبيتهم هذا الحقل، وفي تلك الفترة قدم الفنانان الكبيران سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا مسرحية «بني صامت»، تنبأ موضوعها بأزمة سوق المناخ، فحدث فعلاً الانكسار وانهار السوق، وخسر الناس أموالهم ومات بعضهم من الصدمة وأصيب آخرون بالجنون وثمة  من تعافى.  

هل ستعودين إلى الخشبة إذا توافر نص مناسب ومحترم؟

يستحيل إعادة أمجاد المسرح من خلال عمل واحد، في ظروف المسرح الحالي والإنتاج المسرحي، أجد أن العمل الدرامي التلفزيوني له تأثير أكبر على المجتمع، على غرار «الخراز»، الذي أعاد الكثير من الآباء من دور العجزة إلى بيوتهم.

هل الانحدار سببه الرقابة؟

ثمة عوامل عدة أدت إلى التدهور، منعت الرقابة مسرحية «بحمدون المحطة» في ذلك العهد، إذ تطرقت إلى سفر البنت إلى الخارج، كذلك ساهمت كثرة الرخص التجارية في تدهور المسرح، إضافة إلى ابتعاد الفنانين عن الفرق الأهلية مع قلة المحاولات الجادة لرفع اسم المسرح الكويتي، وأيضا الصراعات الداخلية المرتبطة بمصالح عدة.

تكريم

على مدى مشوارها الفني كُرّمت حياة الفهد في الكويت والعالم العربي، من بين التكريمات:

• درع وشهادة تقديرية في احتفال «فرقة مسرح الخليج العربي» في اليوبيل الفضي في أكتوبر (1988).

• كرمتها الإعلامية القديرة عائشة اليحيى (مايو 1993) ضمن رموز العمل الفني النسائي: سعاد عبدالله، مريم الصالح، مريم الغضبان، طيبة الفرج، عائشة إبراهيم، أنيسة جعفر (ماما أنيسة).

• كُرمت مع مريم الصالح، سعاد عبد الله، مريم الغضبان، عائشة إبراهيم وطيبة الفرج في احتفال كبير أقامه الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية (27 مارس 1994).

• كُرمت مع حسين الصالح الحداد ود. حسن يعقوب العلي من الكويت في «المهرجان المسرحي الخليجي الرابع – البحرين» (1995).

• حازت شهادة تقدير في «مهرجان القاهرة الثاني للإذاعة والتلفزيون» (1996) عن دورها في مسلسل «الطير والعاصفة».

• حصدت شهادة تقدير عن دورها في مسلسل «بيت الوالد».

• كرمت في: «مهرجان الروّاد العرب» الذي ترعاه الجامعة العربية (2000)،  «مهرجان عمون للمسرح – الأردن» (2002)، «مهرجان الإعلام العربي» (2007)، «مهرجان أيام المسرح للشباب» الدورة الخامسة (2008)، «مهرجان الخليج السينمائي الثالث» - دبي (أبريل 2010)، «مهرجان وهران السينمائي– الجزائر» (2010)، «جمعية بيادر السلام النسائية» (2011).

جوائز

نالت جوائز على مستوى الدولة والخليج والوطن العربي من بينها:

-  درع نجم أول في حفلة «يوم المسرح العربي» التي نظمتها «فرقة المسرح العربي» (21 فبراير 1977). جائزة ذهبية فئة (أ) وشهادة تقدير لتميزها كفنانة عن دورها في مسرحية «حرم سعادة الوزير» في يوم المسرح العربي (16 فبراير 1980).

- جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية «إذا طاح الجمل» في «مهرجان الكويت المسرحي الأول» (1989) مناصفة مع عائشة إبراهيم.

- جائزة الدولة التشجيعية عن دورها في مسلسل {الدردور} (2001).

 - جائزة أحسن ممثلة في {مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون} عن دورها في مسلسل {ثمن عمري} (2003).

- جائزة الشهيد فهد الأحمد للدراما التلفزيونية، أفضل ممثلة دور أول عن دورها في مسلسل الفرية (2007).

- جائزة الدولة التقديرية (2008).

- الجائزة الذهبية عن الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في {مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون العاشر} (2008).

- جائزة في مهرجان فارس الجودة بدورته الـ 11 (الإمارات 2013).