لم أكن متفائلاً، وأنا أستمع للناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو يُطمئن الحشد الذي جاء ليتابع وقائع المؤتمر الصحافي الأول، والأخير، لرئيس المهرجان د.ماجدة واصف، حول آخر تحضيرات الدورة السابعة والثلاثين (11 – 20 نوفمبر 2015)، ويُعلن على الملأ أن المسابقة الرسمية ربما تشهد، للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، مشاركة ثلاثة أفلام مصرية هي: }من ضهر راجل{ إخراج كريم السبكي، }الليلة الكبيرة{ إخراج سامح عبد العزيز و{نوارة{ إخراج هالة خليل!
كنت أعلم أيضاً أن إدارة المهرجان ربما تفاجئ الجميع باختيار }نوارة{ ليُصبح فيلم الافتتاح، بالإضافة إلى تمثيل مصر في المسابقة الرسمية، لكنني لم أتوقع، في أية لحظة، بأن شيئاً من هذا سيتحقق، ليقين جازم بداخلي أن هالة خليل ستشد الرحال، ومعها }نوارة{، إلى «مهرجان دبي السينمائي الدولي{، لتلحق بدورته الثانية عشرة (9- 16 ديسمبر 2015)، وأن طموحها يتجاوز كثيراً «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، الذي لا يمنح جوائز مالية، إلى الفوز بإحدى جوائز مسابقة «المهر للأفلام الروائية»، التي تبلغ قرابة 120 ألف دولار موزعة بين «المهر الذهبي» (50 ألف دولار)، «المهر الفضي» (40 ألف دولار) و»المهر البرونزي» (30 ألف دولار)! قبل ساعات تحققت نصف النبوءة بإعلان الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن فيلم «نوارة» لن يُشارك في فعاليات الدورة 37، بينما كشفت إدارة «مهرجان دبي السينمائي الدولي» قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر للأفلام الروائية»، التي تتنافس على جوائز الدورة الـثانية عشرة، ولم تتضمن القائمة فيلم «نوارة» لكنها كانت دقيقة للغاية عندما أكدت أنها «الدفعة الأولى»، أي أن الفرصة ما زالت سانحة أمام «هالة» و»نوارة»، وهذا ما أتوقعه، للانضمام إلى قائمة الثمانية عشر فيلماً، التي ضمت: «جوّع كلبك» للمخرج المغربي هشام العسري (خروج سياسي سابق وذي نفوذ من مخبئه، ليعترف بجرائمه في أستوديو مهجور بالدار البيضاء)، «ثقل الظل»، في عرضه العالمي الأول، الذي يروي فيه المخرج المغربي حكيم بلعباس قصة أب وأم متقدمين في العمر يعيشان على أمل معرفة مصير ابنهما الذي اختُطف قبل 35 سنة، إبان ما عُرف بسنوات الرصاص في المغرب، بينما يتقدم المخرج الجزائري سالم الإبراهيمي بفيلمه «حكاية الليالي السود» المُقتبس من الرواية الأخاذة التي كتبها أرزقي ملال (صراع الجزائر مع الشيوعية الأصولية، وانعكاس الفوضى السياسية على البيت الواحد)، ويرافق الجزائري عبد الله بادس في فيلمه «عطر البيوت»، في عرضٍه العالميٍ الأول، بطله «عمر» البالغ من العمر 50 عاماً، لحظة عودته إلى وطنه الجزائر، والصعاب التي تواجهه، قبل أن تُرسل له العناية الإلهية طفلاً لإنقاذه). أما المخرج العراقي المولد هالكوت مصطفى فيعرض فيلمه «كلاسيكو» (يقرر أخوَان شابان في شمال العراق مغادرة وطنهما، والقيام برحلة محفوفة بالمخاطر للفت انتباه نجم الكرة كريستيانو رونالدو)! هالة خليل ستدخل، في حال تحققت النبوءة، في منافسة شرسة مع المخرجة مي المصري ذات الباع الطويل في إخراج الأفلام غير الروائية، وهي تخوض تجربتها الأولى كمخرجة للفيلم الروائي الطويل، الذي اختارت له عنوان «3000 ليلة»، وحصل على دعم من صندوق «إنجاز» (قصص حقيقية لأطفال وُلدوا في السجون الإسرائيلية، وفتيات كبرن خلف القضبان، وأزمة «ليال»، التي تكتشف أنها حامل، بعد أن يُحكم عليها ظلماً بثماني سنوات في السجن، وتقرر الاحتفاظ بالطفل).أما المعركة الأخرى التي تنتظر «نوارة» فطرفها الآخر المخرجة اللبنانية دانييل عربيد، التي تُشارك في «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بفيلمها الجديد «باريسية» (تهرب الفتاة الشابة «لينا» - في تسعينيات القرن الماضي - من جحيم الحرب الأهلية في لبنان إلى باريس، لتعاني الوحدة والضياع، لكنها تكافح من أجل المضي قُدماً في الحياة، وبفضل إصرارها على تجاوز دور الغريبة في هذه المدينة، تبحث عن ما تظن أنه مستحيل الوجود في موطنها: الحرية)، وهناك معركة ثالثة مع المخرجة اللبنانية نورا كيفوركيان وفيلمها «23 كيلومتر» (يعاني «باركيف» الأرمني من مرض «الرعاش» في مرحلة متقدمة، ويقرر القيام برحلته الأخيرة في وادي البقاع اللبناني، فيسافر إلى الماضي والمستقبل في وطن أنهكه الانقسام الطائفي).«مهرجان دبي السينمائي الدولي» كما قال مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني للمهرجان «منصةً مثالية للمواهب المبدعة، والاتجاهات الثقافية الفريدة، التي يعمل المخرجون في المنطقة على تقديمها» لكن المنافسة، كما قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي، ستكون «شرسة بفضل مشاركة مخرجين قادرين دائماً على تقديم كل ممتع ومثير»... وهذا ما ينتظر هالة خليل و»نوارة» !
توابل - سيما
«هالة» و«نوارة» !
11-11-2015