طهران تستنفر بعد «نصائح» كارتر للخليج
دعا مجلس التعاون إلى بناء قوات برية والتقليل من شراء السلاح
أثارت تصريحات وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في مجلة «ذا أتلانتك»، قبل أيام، والتي نصح فيها دول مجلس التعاون الخليجي بالتقليل من شراء أنظمة السلاح باهظة الثمن، و«إظهار إرادة» أكبر في مواجهة «داعش» وإيران على أرض الواقع، من خلال تشكيل قوات برية قوية، استنفاراً من المسؤولين الإيرانيين وعشرات الردود المستنكرة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أمس، إن «تصريحات كارتر تهدف بشكل واضح إلى إثارة العداوة والريبة في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب الاستمرار في بيع الأسلحة لدولها».
وأشارت أفخم إلى أن «التصريحات التي أطلقها كارتر تستحق ردود فعل الحكومات العربية في المنطقة التي تعرضت لهذه الإهانة، قبل أن تستلزم رداً من إيران، وخصوصاً أنها تظهر أن المسؤولين الأميركيين يعتبرون بعض الأنظمة العربية عاجزة حتى عن استخدام الأسلحة التي تحتاج إليها».ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تثبت مجدداً - من خلال هذا التوجه - استمرار سياستها الرامية إلى «الإبقاء على تفوق الكيان الصهيوني واتخاذ القرارات نيابة عن هذه الأنظمة».بدوره، نصح وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، نظيره الأميركي بـ«دراسة أدائه ومواقفه المتغطرسة»، ودعاه إلى أن «يتحدث من الآن فصاعداً بصوت أكثر عقلانية وحذراً، وألا يورط أميركا في مشكلات أخرى»، و«ألا يبادر إلى إهانة واستفزاز مشاعر شعوب دول المنطقة». أما رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، فقد علق على تصريحات كارتر قائلاً إن «وزير الدفاع الأميركي تطاول وتحدث أكثر من حجمه، وكشف عن كنه نواياه الداخلية»، مضيفاً :«نحن واثقون بأن تصريحات وزير الدفاع الأميركي تقوم على أساس معلومات خاطئة، وأن غياب الإدراك الصحيح لقضايا المنطقة لن يفضي إلى أي نتيجة».وكان كارتر قال في مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتك» نشرت بتاريخ 6 نوفمبر، إنه يجب على حلفاء أميركا في دول الخليج ومصر، التقليل من شراء أنظمة السلاح الباهظة الثمن، وأن يظهروا إرادة أكبر في مواجهة «داعش» وإيران على أرض الواقع.وقال إن دول الخليج ومصر لا تظهر الرغبة بالاشتباك مع أعدائها بشكل فعال، مضيفاً «إنهم يفضلون بناء قوات جوية استعراضية أكثر من الالتزام بالعمل الخطر لمواجهة داعش وإيران».وأضاف: «إذا نظرت إلى الإيرانيين ستجدهم داخل اللعبة، ولذلك لديهم قدرة كبيرة على كسب النفوذ. لا يعجبنا أنهم في اللعبة، ولكنهم فيها على الأرض»، مضيفاً: «في المقابل، لدينا الشعور بأن بعض دول الخليج بعيدة عن الواقع، وموجودة على ارتفاع 30 ألف قدم».وذكر كارتر: «الأمر واضح بالنسبة إلينا، ونحن نحاول توضيحه لدول الخليج، وبعضها يفهم هذا الأمر ومنهم الإمارات، بأن سبب افتقارها إلى النفوذ في العراق وسورية في الحرب على داعش هو أنها عززت قواتها الجوية بطائرات متقدمة على حساب العمل الجاد في تدريب القوات البرية والقوات الخاصة».