وافقت ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية رسميا اليوم الاربعاء على تعيين وزيرة الداخلية السابقة تيريزا ماي رئيسة للوزراء خلفا لديفيد كاميرون الذي استقال من منصبه.

وذكر قصر (باكينغهام) في بيان مقتضب ان الملكة إليزابيث الثانية كلفت رئيسة الوزراء بتشكيل حكومة جديدة بعدما قبلت استقالة كاميرون الذي كان اقترح على الملكة تعيين تيريزا ماي خلفا له في برتوكول ملكي يمتد لعدة قرون.

Ad

وكان كاميرون قد اعرب قبل مغادرته مقر رئاسة الوزراء لتقديم استقالته امام ملكة البلاد عن سعادته بتعيين ثاني امرأة في تاريخ بريطانيا لتولي رئاسة الوزراء بعد الراحلة مارغريت تاتشر التي حكمت بين أعوام 1979 و 1990.

واكد كاميرون انه ترك منصبه والبلاد في وضع اقتصادي افضل مما كانت عليه قبل ستة أعوام عندما انتخب للعهدة الاولى في رئاسة الوزراء في خضم الازمة المالية العالمية.

وذكر ان حكومته نجحت في خفض عجز الموازنة وتقليص معدل البطالة والفقر وتحسين مستوى المعيشة معربا عن تمنياته للحكومة المقبلة تحت قيادة تيريزا ماي بالنجاح في المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي بما يضمن افضل الشروط للبلاد بعد الانسحاب.

من جانبها اكدت ماي بعد وصولها الرسمي الى مقر رئاسة الوزراء عن تطلعها لقيادة حكومة جديدة تستجيب لتطلعات جميع فئات المجتمع وليس لمصالح فئة "قليلة محظوظة".

وذكرت في كلمة لها انه بتضافر جهود الجميع سيتم بناء مستقبل افضل للبلاد معترفة بان بريطانيا تواجه في الوقت الراهن تحديات كبيرة بعد التصويت على الانسحاب من الاتحاد الاوروبي.

وينتظر ان تعلن ماي عن طاقمها الحكومي الجديد مساء اليوم او غدا الخميس فيما اكدت وسائل اعلام محلية انه سيتم استحداث وزارة جديدة ستكلف بقيادة مفاوضات فك الارتباط مع الاتحاد الاوروبي.

يذكر ان كاميرون استقال من منصبه بعد فشله في إقناع الناخبين بالتصويت على البقاء في الاتحاد الاوروبي خلال الاستفتاء الذي جرى الشهر الماضي.

وكان مقررا ان يبقى كاميرون في منصبه حتى منتصف سبتمبر او بداية اكتوبر المقبل وحتى تعيين خليفة له بعد حملة انتخابية وانتخابات لمناضلي حزب المحافظين كان مقررا لها ان تستمر تسعة أسابيع على الاقل.

ومع انسحاب اخر منافس من سباق انتخابات المحافظين اضطر الحزب الحاكم الى اعلان تيريزا ماي زعيمة جديدة له لكونها حصلت ايضا على دعم 199 نائبا محافظا في مجلس العموم.

ويأتي تولي ماي رئاسة الوزراء لان حزبها فاز العام الماضي بالانتخابات العامة التي سمحت لكاميرون بالفوز بعهدة ثانية في رئاسة الوزراء.