عنوان المقال هو شعار رفعته القوى المدنيّة في لبنان، ضمن شعارات أخرى بالطبع مثل "طلعت ريحتكم"، أثناء احتجاجاتهم على تكدس أكوام القمامة في الشوارع، وعلى عملية دفن النفايات في بعض المناطق مما يُشكّل كارثة بيئية تؤثر على صحة الإنسان، والتي تطورت، نتيجة لفشل الحكومة في معالجتها، حيث رفعت شعارات سياسية ضد المحاصصة الطائفية، والفساد السياسي، وفشل الدولة في القيام بواجباتها الأساسية.

Ad

وبمناسبة الحديث عن النفايات والتلوث البيئي، فإن لدينا ما يكفي من مشاكل في هذا الجانب كي نستعير شعار شباب لبنان "أرواحنا أهم من أرباحكم!"، ونرفعه في وجه الحكومة والشركات الخاصة التي لا تهتم إلا بتعظيم أرباحها حتى لو كان ذلك على حساب صحة الناس. لدينا، على سبيل المثال لا الحصر، التالي:

1- مشكلة تلوث منطقة علي صباح السالم "أم الهيمان" حيث تكثر حولها مصانع شركات خاصة تتسبب في تلوث البيئة ودمارها، مع العلم أن أهالي المنطقة قد احتجوا على ذلك أكثر من مرة، وعرضوا تقارير موثّقة تثبت انتشار الأمراض الخطيرة مثل السرطان ولكن لا حياة لمن تنادي.

2- مشكلة محطة الصرف الصحي في منطقة "مشرف" وتحويل مياه الصرف الصحي إلى البحر، وما سببته من كارثة بيئية تم التكتم الإعلامي على تفاصيلها وتأثيراتها السلبية.

3- تحويل مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر مما جعل درجة التلوث عند الساحل تصل، كما يذكر متخصصون في شؤون البيئة، إلى 10 آلاف درجة، أي ما يعادل عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل التسرب، وهي نسبة عالية جدا وخطيرة.  

4- نفايات منطقة "القرين" السكنية التي تشكل تهديدا خطيرا على صحة سكان المنطقة لاسيما المنازل القريبة منها، وذلك باعتراف الهيئة العامة للبيئة وبعض المتخصصين، ولكن لا يبدو أن هنالك أي اهتمام جدي في معالجتها.

5- مشكلة محارق النفايات الطبيّة التي تقع وسط المناطق السكنية، وما تسببه من تلوث بيئي خطير (محرقة مستشفى الجهراء، محرقة مستشفى مبارك، محرقة مستشفى العدان، محرقة مستشفى الطب النفسي ومحرقة مستشفى الأمراض السارية)، ناهيكم عن محارق المستشفيات والعيادات الخاصة التي ازدادت أعدادها بشكل غير طبيعي في السنوات القليلة الماضية.

6- مشكلة ردم البحر وتأثيره السلبي على الكائنات البحرية الحيّة مما يزيد من دمار البيئة البحرية ويسبب، مثل تحويل الصرف الصحي غير المعالج للبحر، تلوث الأسماك والمأكولات البحرية التي يذكر متخصصون في علوم البيئة أن نسبة تلوثها عالية جدا إلى درجة تحذيرهم بأنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

7- مشكلة التلوث البيئي الذي تسببه المشاريع الإنشائية الضخمة، ناهيكم عما يثار حول احتمال وجود تلوث إشعاعي من مخلفات حرب التحرير في منطقة "المطلاع" التي ستقام فيها منطقة سكنية جديدة.

8- مشكلة أطنان الأغذية واللحوم الفاسدة والمشروبات المنتهية الصلاحية التي تبيعها بعض المحلات التجارية والمطاعم، حيث باتت أخبارها تُنشر في وسائل الإعلام بشكل شبه يومي.  

9- مشكلة عدم وجود رقابة على معايير ابنعاثات عوادم السيارات، وما تسببه من تلوث للهواء الذي يتنفسه البشر، حيث تضع الدول المتقدمة، مثل أميركا، قوانين "الهواء النظيف" التي تواجه، بناء عليها، شركة "فولكس فاغن" الألمانية، هذه الأيام، اتهامات في أميركا بالغش في اختبارت انبعاثات العوادم قد يصل مجموع غراماتها إلى 18 مليار دولار.

ما سبق مجرد أمثلة على المشاكل البيئية التي تكفي كي نستعير شعار الشباب اللبناني "أرواحنا أهم من أرباحكم!".