استهدفت قوات النظام السوري مجدداً السبت مدينة دوما، أبرز معاقل فصائل المعارضة في محافظة دمشق، ما تسبب بمقتل عشرين مدنياً على الأقل وإصابة العشرات بجروح، في استهداف هو الثاني من نوعه في أسبوع على الرغم من التنديد الدولي.

Ad

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس "تعرضت مدينة دوما لغارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف منذ صباح اليوم، ما تسبب بمقتل عشرين مدنياً على الأقل".

وأضاف "لا يزال نحو مئتي شخص آخرين في عداد المصابين والمفقودين تحت الأنقاض"، مشيراً إلى أن "كثيرين منهم في حالات خطرة".

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية على صفحتها على موقع فيسبوك أن الطيران الحربي استهدف السبت أربعة أبنية متلاصقة في المدينة، مشيرة إلى تهدم مبنى من أربعة طوابق.

وأوضحت "الهيئة العامة للثورة السورية" الناشطة على الأرض في بريد الكتروني أن بين القتلى والجرحى نساءً وأطفالاً، لافتة إلى أن عائلات بأكملها لا تزال تحت الأنقاض.

وتداولت صفحات وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر أبنية متجاورة شبه مدمرة فيما انهار مبنى آخر بالكامل.

ويظهر في إحدى الصور شاب وهو يحمل طفلة صغيرة غطت الدماء وجهها فيما تبين صور أخرى شباناً وهم يبحثون بين الركام وينتشلون المصابين من تحت الأنقاض.

وتظهر صور التقطها مصور لوكالة فرانس برس عدداً من الجرحى بينهم أطفال وهم يتلقون الإسعافات الأولية داخل مشفى ميداني، ويبدو في إحدى هذه الصور طفل يتلقى العلاج فيما غطى الغبار الممتزج بالدماء وجهه.

ويأتي الاستهداف المتجدد لمدينة دوما رغم التنديد الدولي الذي أعقب الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام الأحد الماضي على سوق شعبي مكتظ وتسببت بمقتل 117 شخصاً على الأقل بينهم 16 طفلاً، وفق المرصد السوري.

وندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا مطلع الأسبوع بالغارات معتبراً أنه "من غير المقبول أن تقتل حكومة مواطنيها بغض النظر عن الظروف".

وردت دمشق الثلاثاء على تصريحات دي ميستورا متهمة إياه بـ"الابتعاد عن الحيادية في ممارسة مهامه" كمبعوث خاص إلى سورية.

وفي موازاة تنديد الولايات المتحدة الأميركية بالغارات "الوحشية" و"باستخفاف النظام السوري بحياة البشر"، شدد الاتحاد الأوروبي من جهته على "وجوب محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان ومقتل آلاف المدنيين".

ورأت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الخميس أن الهجوم أظهر "الازدراء المروع للمدنيين" من قبل الحكومة السورية.

وقال نائب المدير التنفيذي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة نديم حوري في بيان "أن المجزرة الأخيرة تذكير آخر، إن كان لا يزال هناك حاجة لذلك، للحاجة الملحة كي يعمل مجلس الأمن على تنفيذ قراراته السابقة واتخاذ خطوات للحد من هذه الهجمات العشوائية".

وتزامنت الغارات الجوية الأخيرة على دوما مع الذكرى السنوية الثانية لهجوم بالسلاح الكيميائي استهدف المدينة في 21 أغسطس 2013 وأوقع مئات القتلى.

وفي الغوطة الشرقية أيضاً، نفذ الطيران الحربي التابع لقوات النظام ضربات جوية عدة استهدفت وفق المرصد، مدينة حرستا المجاورة لدوما والخاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة عدة.

من جهة أخرى، قال المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم السبت لوكالة فرانس برس أن عائلة المدير السابق لآثار مدينة تدمر خالد الأسعد الذي قطع تنظيم الدولة الإسلامية رأسه الثلاثاء الماضي، تمكنت من الهرب من المدينة والوصول إلى مدينة حمص في وسط البلاد.

وتضم عائلة الأسعد زوجته وأبناءه الثلاثة، بينهم وليد الأسعد المدير الحالي لآثار مدينة تدمر والذي كان محتجزاً مع والده قبل أن يطلق التنظيم سراحه في وقت سابق.

وأعدم التنظيم الجهادي خالد الأسعد "82 عاماً" الذي شغل منصب مدير آثار تدمر من عام 1963 حتى 2003، بتهمة مناصرة النظام السوري والتواصل مع شخصيات أمنية فيه، وأقدم بعد قطع رأسه على تعليق جثته على عمود كهرباء.

وسيطر التنظيم الجهادي في 21 مايو على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت تسعة أيام، وأثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم "لؤلؤة الصحراء" وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

من جهة أخرى، نالت الصحافية زينة ارحيم المقيمة في سورية جائزة بيتر ماكلر للصحافة الشجاعة والأخلاقية لعام 2015 التي تمنحها منظمة "صحافيون بلا حدود" ووكالة فرانس برس.

وحصلت ارحيم "30 عاماً" وهي تقيم وتعمل في محافظة حلب على الجائزة لجهودها خلال السنتين الأخيرتين في تدريب حوالي مئة مواطن صحافي داخل سورية ثلثهم من النساء على الصحافة المكتوبة والمرئية، كما ساعدت في تأسيس صحف ومجلات مستقلة في البلاد.

وارحيم هي أيضاً مستشارة ومدربة في معهد صحافة السلم والحرب، لتطوير مهارات الناشطين الإعلاميين في البلدان التي تعاني من النزاعات والأزمات أو تعيش مراحل انتقالية، وقد نُشرت أعمال بعض من طلابها في وسائل إعلام دولية.

وتشهد سورية نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 240 ألف شخص.