تغرق العاصمة الصينية في سحابة من الضباب الملوث منذ السبت، غداة إعلان حالة الانذار القصوى من التلوث الجوي للمرة الثانية خلال أسبوعين، في ظل تساؤلات حول جدوى الاجراءات التي تتخذها السلطات في مواجهة هذه الأزمة.

Ad

وتستمر حالة الانذار القصوى التي أعلنتها السلطات البلدية إلى يوم الثلاثاء، ومن الإجراءات المتخذة فيها وقف عمل المصانع وتقنين حركة السيارات بهدف الحد من التلوث، ووقف الدروس في المدارس.

وبالفعل، انحسرت حركة السيارات في شوارع وسط بكين التي عادة ما تكون مزدحمة بشكل خانق، فقد كانت أربعة ملايين و400 ألف سيارة ممنوعة من الحركة، وقد حددت أوقات حركة السيارات بالتناوب بحسب أرقام اللوحات.

ومع أن سحابة بيضاء ذات رائحة فحم كانت تحجب الرؤية في بكين، إلا أن التلوث كان أقل بكثير مما سجل في الأسبوعين الماضيين، حين رفع في السابع من الشهر الحالي مستوى الإنذار من التلوث الجوي إلى الدرجة الحمراء لمدة ثلاثة أيام، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها مع هبوب رياح شمالية بددت الضباب الملوث.

وغالباً ما تعاني المدن الصينية الكبيرة من تلوث الهواء الذي يثير استياء السكان.

وصباح السبت، تخطت كثافة الجزيئات البالغ قطرها 2.5 ميكرون والتي تشكل خطراً على الصحة 260 ميكروغراماً في المتر المكعب الواحد، بحسب قياسات السفارة الأميركية في بكين.

وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، ينبغي ألا يتعدى المستوى 25 ميكروغراماً لكل 24 ساعة.

لكن ذلك لم يمنع الكثيرين من أن يمارسوا رياضتهم في الهواء الطلق.

ثم انحسرت نسبة التلوث إلى 140 ميكروغراماً في المتر المكعب الواحد بعد الظهر.

وبعدما كانت بعض الأصوات تنتقد السلطات لكونها لا تقوم بما فيه الكفاية في مواجهة هذه الأزمة الصحية والبيئية، أقرت السلطات في السابع من الشهر الحالي عدداً من الإجراءات، لكنها أيضاً كانت محل تشكيك وانتقاد من حيث جدواها.

وكتب أحد مستخدمي موقع ويبو للتواصل الاجتماعي "حين لا أقود سيارتي لا يعني ذلك شيئاً مقارنة مع التلوث الذي تسببه المصانع الكبرى".

وكتب مستخدم آخر "إن كان تقنين حركة السير مفيداً للحد من التلوث، فلماذا لا يتبعون هذا الاجراء بشكل دائم؟".

ومن أهم أسباب التلوث في العاصمة الصينية، الاستخدام الواسع النطاق للفحم في انتاج الطاقة الكهربائية والانبعاثات الملوثة التي تصدرها المصانع الكبرى المحيطة ببكين.

لدى الإعلان عن حالة انذار، سرعان ما يتهافت السكان على شراء الأقنعة الواقية والأجهزة التي تنقي الهواء، وسرعان ما تنفد من الأسواق.

وتشهد المستشفيات اقبالاً كبيراً من الأشخاص القلقين على صحة أطفالهم.

تعد الصين أكبر بلد ملوث في العالم، وهي أعلنت عزمها تخفيض انبعاثاتها الملوثة بنسبة 60 % وذلك بحلول 2020، غير أن المحللين يرون أن هذا الإعلان لا يهدف في الحقيقة سوى إلى التخفيف من استياء السكان.