تلميحات السيسي تفتح الباب أمام تعديل الدستور
أثارت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن منح الدستور المصري، البرلمان صلاحيات واسعة بسبب النوايا الحسنة لدى من كتبوه، استنكار ودهشة عدد من فقهاء القانون والحقوقيين وأعضاء "المجلس القومي لحقوق الإنسان"، قبل أن يحذف التلفزيون المصري، مقولة الرئيس عن "الدستور" من فيديو نص كلمته، أمام شباب الجامعات أمس الأول.كانت المادة 121، من الدستور المصري، الذي حصل على أغلبية أصوات المصريين في الاستفتاء عليه في يناير 2014، نصت على أنه "يقبل ثلث أعضاء البرلمان تعديل الدستور، وإذا وافقت أغلبية الأعضاء على التعديل، يطرح للاستفتاء الشعبي".
المستشارة، تهاني الجبالي، مقررة "التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية"، المشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، اعتبرت أن الدستور الحالي، "تم وضعه في ظروف صعبة، ولم يكن قارئاً للواقع بشكل جيد". وقالت إن "النصوص التي تتناول نظام الحكم تحديدا لابد من إعادة النظر فيها، لأن العلاقة بين البرلمان والحكومة والرئيس، في الدستور الحالي، ليست على المسار الذي يخدم مصالح البلاد، ومبدأ الفصل بين السلطات، لابد أن يكون في إطار رؤية شاملة للوثيقة الدستورية، الأمر الذي نفتقده في الدستور الحالي". الرأي نفسه رآه الفقيه الدستوري شوقي السيد الذي قال إن "الدستور جمع نصوصا متعارضة منحت البرلمان صلاحيات كبيرة، من دون مقدمات، إذا أسيء استغلالها إما أن تؤدي إلى تعطيل وفشل الحكومة أو حل البرلمان، الأمر الذي يوجب تعديلات تعيد إلى الدستور التوازن المطلوب".من جانبه، استبعد الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي أن يكون مقصد الرئيس هو تعديل الدستور، قائلا لـ"الجريدة": "يقصد (الرئيس) أن بعض نصوصه صعبة التطبيق حالياً، وحديثه جاء في إطار أن بعض مواد الدستور لم تطبق إلى الآن".في المقابل، وفي حين وصف عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جورج إسحاق، التصريحات بالصادمة وتحتاج إلى توضيح، اعتبر أمين الإعلام في حزب "الدستور"، خالد داود، هجوم الرئيس للمرة الثانية على الدستور، أمس الأول "نذير شؤم ومؤشرا خطيرا".وذكر لـ"الجريدة" أن "أولى مهام الرئيس هي حماية الدستور وضمان تطبيقه، وهذه ليست نوايا حسنة، كنت أعتقد أن السيسي، مثل الرئيس الأسبق حسني مبارك، سيكتفي بوضع الدستور على الرف وإصدار قوانين تخالف نصوصه، لكنه للأسف تجاوز كل ذلك".يُذكر أن عدداً من أعضاء لجنة الخمسين، لصياغة الدستور، استنكروا حديث الرئيس عن "النوايا الحسنة"، ومنهم محمد عبدالعزيز، الذي كتب على صفحته على موقع "فيسبوك" إن "الدساتير يجب أن تكتب بنوايا سيئة عشان تعجب!".