في خطوة فجرت موجة من الاستنكار والغضب العالمي، أكدت كوريا الشمالية أنها أجرت أول تجربة لقنبلة هيدروجينية تحت الأرض، أمس، ضمن سلسلة من التجارب النووية التي بدأتها منذ فبراير 2013.

Ad

وعكس إعلان بيونغ يانغ عن التجربة رغبتها في مواصلة تطوير برنامجها النووي رغم المعارضة الدولية لنشاط البلد الشيوعي الشديد الانعزال.

وأفاد التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي بأن القنبلة التي تم اختبارها "صغيرة الحجم"، مضيفا أنه "مع النجاح الكامل لقنبلتنا الهيدروجينية التاريخية، ننضم إلى صفوف الدول النووية المتقدمة". وعرض التلفزيون أمرا موقعا من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يحمل تاريخ 15 ديسمبر بإجراء التجربة، ودعوة إلى بدء سنة 2016 على "الوقع العظيم لأول تفجير لقنبلة هيدروجينية".

وأشارت بيونغ يانغ إلى أن الأمر أعطي قبل يومين من عيد ميلاد زعيمها، القائد الأعلى للجيش رئيس حزب العمال الكوري، الحزب الحاكم والوحيد في البلاد.

مفاجأة وتشكك

وشكل الإعلان عن التجربة مفاجأة، على الرغم من أن جونغ أون ألمح خلال جولة تفقدية لموقع عسكري قام بها مؤخرا إلى أن بلاده صنعت قنبلة هيدروجينية.

وأجرت بيونغ يانغ ثلاث تجارب لقنابل نووية يستخدم فيها الانشطار الذري، وهو أقل قوة من الانصهار الهيدروجيني، في 2006 و2009 و2013. وأدت التجارب إلى فرض عقوبات دولية عليها.

في غضون ذلك، رأى المحلل في مؤسسة "راند كوربوريشن" للأبحاث بروس بينيت أن القنبلة التي تمت تجربتها "بحجم القنبلة الذرية الأميركية التي ألقيت على هيروشيما، لكنها لم تكن قنبلة هيدروجينية". وأضاف أن "الانفجار الذي حصل كان يفترض أن يكون أقوى بعشر مرات" لو كانت القنبلة هيدروجينية.

وكان خبراء الزلازل رصدوا هزة أرضية بقوة 5.1 درجات بالقرب من موقع التجارب النووية الرئيسي في كوريا الشمالية، وكانوا أول من شكك في أن القنبلة هيدروجينية.

وفي فيينا، قالت منظمة حظر التجارب النووية إنها رصدت نشاطا زلزاليا "غير عادي" في كوريا الشمالية. وأشار الخبير الاسترالي كريسبين روفيري إلى أن "المعطيات الزلزالية تشير إلى أن الانفجار كان أقل قوة مما يتوقع من تفجير قنبلة هيدروجينية".

تحد وغضب

وفي كل الحالات، مثلت تجربة كوريا الشمالية للقنبلة، أمس، تحديا صارخا لأعدائها وحلفائها على حد سواء، وأثبتت أن العقوبات الدولية لم تمنع بيونغ يانغ من القيام بتجربة نووية رابعة.

وبعد الإعلان عن التجربة، حملت الولايات المتحدة بعنف على "الاستفزازات" الكورية الشمالية، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت بيونغ يانغ أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية، متعهدة برد مناسب على تلك الاستفزازات.

وقال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي يتنس شتولتنبرغ إن التجربة النووية "تقوض الأمن الإقليمي والدولي"، مطالبا بيونغ يانغ بالانخراط في مفاوضات جدية، والتخلي عن أسلحتها النووية وبرامجها الحالية للصواريخ النووية والباليستية بشكل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه.

وفي حين عبرت روسيا عن "قلقها العميق" من التجربة، قائلة إنها ستتحقق من صدقيتها، أعلنت الصين، حليفة بيونغ يانغ، أنها "تعترض بحزم" على التجربة وقامت بإجلاء سكان يقيمون بالقرب من الحدود الكورية الشمالية بعد التجربة النووية.

كما دانت كوريا الجنوبية بشدة التجربة الشمالية، معتبرة انها "تحد خطير" للسلام العالمي، وأكدت انها ستتخذ كل "الاجراءات الضرورية" لمعاقبة بيونغ يانغ.

ودعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي.

وصدرت ردود شاجبة من روسيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، في حين أعلن مجلس الأمن الدولي أنه سيعقد اجتماعا طارئا لبحث المسألة، ملمحة إلى امكانية تشديد العقوبات على بيونغ يانغ.

وقالت الناطقة باسم البعثة الاميركية في الامم المتحدة هاجر شمالي إن الاجتماع "سيعقد بطلب من الولايات المتحدة واليابان على شكل جلسة مشاورات مغلقة بين الدول الـ15 الأعضاء".