كيف ينجح رئيس وزراء مصر؟
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
رئيس الوزراء الجديد المهندس شريف إسماعيل، الذي أتى من داخل الحكومة ليستكمل مسيرتها حتى البرلمان القادم، هو من أكثر من وجدتهم شديدي الصدق والجدية في ممارسة دوره خلال الفترة الماضية، وقد صدف أن التقيته في مناسبات عملية متعددة، ولمست فيه هذا القدر الكبير من الحرص والمثابرة لحل مشكلة الطاقة التي عانينا ونعانيها، وجدت الرجل على استعداد أن يفعل أي شيء وأي جهد إذا ما كان يَصب في طريق حل المشكلة، كما كنت أقول عليه دائماً بعد متابعته، إنه يتعامل مع أزمة الطاقة كأنه يتعامل مع مشكلة تدبير احتياجات بيته وأسرته اليومية الخاصة، فيفعل كل ما يمكن لحلها، لذلك أطلب ممن بدأوا حملة الهجوم عليه مبكراً التريث. ولكن، مرة أخرى، هل تكفي الصفات الشخصية الإيجابية للنجاح؟ والإجابة القاطعة هي النفي، لذلك أعيد وأكرر، أن كلمتي السر في النجاح، اللتين لن أمل من ترديدهما، هما اتباع الأسلوب العلمي في التخطيط والتنفيذ ووضع نظام، والتواصل الصحيح باللغة الصحيحة مع الناس، وهنا أسأل إلى أي مدى اتبعت وتتبع الحكومة أسلوباً علمياً مبنياً على دراسات حقيقية لتحديد الأولويات؟ وإلى أي مدى نستعين بخبرات من سبقونا أو مروا بأزمات مماثلة في بلادهم ونجحوا في تجاوزها؟ والسؤال الآخر، إلى أي مدى تتبع الحكومة -بل كل أجهزة الدولة بجميع مستوياتها- أسلوباً علمياً في تحديد الخطط الإعلامية في التواصل مع الجماهير، بحيث تستطيع أن تحدد الرسالة المطلوب وصولها واتباع أساليب التوصيل والتواصل والإقناع العلمية؟ ما أستطيع أن أجتهد في الإجابة عنه هنا أن كلا الأمرين لا يحدث بشكل كامل، وإن حدث -وهذا قليل- فإن ذلك يحدث في غياب التكامل والتنسيق مع بقية أطراف الدولة أو الاستمرارية أو اتباع الأساليب العلمية في القياس والمتابعة، أو على الأقل هذا ما أراه ويراه غيري.كان لدى الحكومة فرص تاريخية في خلق مناخ إيجابي كبير من خلال تسويق انطلاق مشروعات كبيرة مهمة، ولم يحدث التعامل الصحيح معها، وكانت هناك قوانين وإجراءات مهمة افتقدت الأسلوب الصحيح في الترويج لها وشرحها وكسب مؤيدين لها قبل إعلانها، كل هذه أمور في حاجة إلى تعامل جديد ومختلف.خلق حالة التجانس بين الوزارات المختلفة واتباع الأسلوب العلمي الصحيح في تحديد الأولويات التي يقرها الناس بالفعل المدخل الصحيح لتحقيق النجاح، وإذا أردنا طرح نماذج للحديث عن فرص ضائعة في التواصل مع الناس، فهي متعددة، وما لم يتم إدراك ذلك واتخاذ خطوات علمية مدروسة، فإن فرصاً تضيع، ونجاحاً ممكناً سيصعب تحقيقه.