عاد الحدث الأمني إلى الواجهة من جديد إثر اندلاع اشتباكات عنيفة ليل أمس الأول بين شبان مناصرين لتيار «المستقبل» وعناصر من «سرايا المقاومة» في منطقة السعديات، وأدت الى جرح 7 أشخاص أحدهم حاله خطرة.

Ad

وساد المنطقة الهدوء الحذر صباح أمس بعد اتصالات بين قيادتي «المستقبل» و»حزب الله» لتطويق الحادث، ومنع تسرب شبح الفتنة إليها.

وأكدت مصادر أمنية أن «أسباب الإشكال تعود الى خلاف حصل منذ حوالي أسبوعين على مصلّى استُحدث في المنطقة اعتبره الأهالي ذات الأغلبية المحسوبة على تيار المستقبل أنه بمنزلة مخزن لسلاح للحزب». وأشارت المصادر إلى أنه «عند قرابة الثانية عشرة وأربعين دقيقة من مساء أمس (الأول) مرت سيارة بالقرب من كوخ عند مدخل السعديات يملكه محمد الأسعد المعروف بـ«أبوصخر»، وهو ابن المختار رفعت الأسعد المحسوب على تيار المستقبل، وأطلق من فيها النار على الكوخ، فتطاير زجاجه وألحقت الأضرار بداخله، مضيفا أنه بعد الحادث مرت سيارات في شارع السعديات الرئيس، وأطلق من بداخلها النار على جانبي الطريق، فأصاب المحال، كما أصيب عدد من المنازل بما فيها منزل مختار السعديات رفعت الأسعد».

وكشفت المصادر عن أن «أهالي المنطقة ردوا على مطلقي النار، واستمر الاشتباك نحو ساعتين، وعلى مراحل تدخل على إثرها الجيش اللبناني وقطع الطرقات وطوق الاشتباك».

الى ذلك، أعلنت قيادة الجيش، مديرية التوجيه في بيان أمس، أنه «حصل إشكال في محلة السعديات بين أشخاص ينتمون إلى جهات حزبية، تطور إلى تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وعلى الأثر تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، وفرضت طوقا أمنيا حول مكان الاشتباك، كما قامت بتسيير دوريات مكثفة وتركيز حواجز ثابتة وظرفية في مختلف أنحاء المنطقة.

 وأعيد الوضع إلى طبيعته، وتستمر قوى الجيش بتنفيذ عمليات دهم بحثا عن المتورطين في الحادث. وقد أصيب أحد عناصر الجيش بجروح غير خطرة أثناء تنفيذ المهمة.»

في موازاة ذلك، لم تكد تمر ساعات على الجولة التي قام بها وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ في عرسال، حتى حقق فوج التدخل الخامس الذي تفقده الثلاثي إنجازا في جرود عرسال.

وذكرت مصادر متابعة أن «عناصر من الفوج كمنوا ليل أمس (الأول) لمجموعة مسلحة في المنطقة الواقعة بين الكسارات ووادي عطا في جرود عرسال، وتمكنوا من قتل أعضائها وعددهم خمسة، ثم قاموا بسحب جثثهم ومصادرة أسلحتهم.

وتأتي هذه العملية في سياق عمليات عدة متشابهة شهدتها الأيام الأخيرة، وكان آخرها استهداف الجيش مجموعة إرهابية متسللة من جرود عرسال باتجاه البلدة.

في سياق منفصل، تتجه الأنظار اليوم إلى جلسة مجلس الوزراء التي من المتوقع أن ترسم اتجاه الوضع الحكومي المأزوم.

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه سيدعو الى «جلسات تشريعية بعد فتح الدورة الاستثنائية»، مشيرا الى أن «الظرف اليوم يقضي بتفعيل عمل المؤسسات وليس تعطيلها». وشدد خلال لقاء «الأربعاء النيابي»، أمس، على أنه «علينا جميعا أن نطبق الدستور في كل المجالات».

وتناول بري ملف النفط، مؤكدا «أهمية الموقف اللبناني الموحد في مواجهة محاولات العدو الإسرائيلي الاعتداء على بحرنا وثروتنا النفطية». وقال إن «الموقف اللبناني، واضح وهو مع ترسيم الحدود البحرية بإشراف الامم المتحدة ووفق القرار ١٧٠١»، مؤكدا أنه «لا تنازل عن أي قطرة مياه أو سبر واحد من حدودنا البحرية كما البرية».

جنبلاط: نؤكد وقوفنا إلى جانب الكويت

اعتبر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط أن «الأحداث أثبتت أن الإرهاب لن يترك مكانا آمنا حول العالم، وما استهداف الكويت من خلال قتل المصلين أثناء أدائهم الصلاة في شهر رمضان سوى دليل جديد على ذلك، وهو يرمي الى ضرب الاستقرار والهدوء الذي نعمت به الكويت على مدى عقود».

وقال في تصريح أمس: «من هنا، فإن التحرك السريع لأمير الكويت وعمله الحثيث مع حكومته لتطويق ذيول هذا العمل الآثم والتأكيد على الوحدة الوطنية الداخلية الكويتية التي ظلت الى حد بعيد بمنأى عن مناخات التوتر الطائفي والمذهبي التي تجتاح المنطقة العربية بأكملها، كان لها مفاعيل كبيرة في حفظ الاستقرار».

وأشار الى أن «الكويت لطالما تميزت بوحدة شعبها وأهلها، ولطالما ميزت نفسها في اللعبة البرلمانية والمؤسساتية التي تأخذ مداها الأوسع، وتتيح المشاركة السياسية لمختلف مكونات الشعب الكويتي وشرائحه دون تفرقة أو تمييز، وهذا كان أحد عناصر الاستقرار في الإمارة». وأكد جنبلاط «وقوفنا الى جانب الكويت وأهلها في هذه اللحظات الصعبة، وهي التي وقفت الى جانب لبنان واللبنانيين في كل المراحل، ولاسيما خلال الحرب الأهلية ومساعيها الدائمة لإيجاد تسوية سلمية للنزاع، ثم جهودها الكبرى في دعم الاقتصاد اللبناني والعملة الوطنية ومشاريع إعادة الإعمار التي كانت لها فيها أياد بيضاء لاتزال حاضرة أمام اللبنانيين».