حدثنا عن ردود الفعل التي وصلتك عن {ولاد رزق}؟
الحمد لله، أشاد معظمها بالقصة وبجهود صانعي العمل، بل إن بعض المشاهدين راسلني عبر مواقع التواصل متمنياً مني تقديم أعمال على المستوى نفسه، وإلا سيحاسبني، وهذا بالطبع نجاح إضافي للعمل لأن الجمهور المصري من الصعب أن يتفاعل مع فيلم إلا إذا اقتنع به، وهو ما دفع بعضهم إلى متابعته أكثر من مرة.هل توقعت أن يحظى بهذه الأصداء الإيجابية؟توقعت أن الفيلم سيحظى بجمهوره، لا أن يحقق النجاح الواسع، ناهيك بالاندماج مع المشاهد التمثيلية والضحك إزاء الكوميدية، والتصفيق أحياناً... كلها أمور فوجئت بها. بل إنني أثناء كتابة المشاهد، كنت أتمنى أن يتأثر المشاهد بالحزينة منها، وأن يبتسم على الأقل لتلك التي أحاول من خلالها إضحاكه. والحمد لله، المشاعر كانت واضحة في الفيلم، والفضل في ذلك يرجع إلى المخرج طارق العريان.وكم استغرقت وقتاً لكتابة القصة؟كتبت القصة في أربعة أشهر منذ أربع سنوات، أي قبل أن تظهر الأفلام التي تعرضت للحارة الشعبية وأهلها وشبابها، وأقول ذلك كي لا يظن البعض أنني أركب موجة هذه النوعية من الأفلام، وإن كان عدم وجود أفلام وقتها حول هذا الإطار أخافني كثيراً.في الوقت نفسه، لا يشبه {ولاد رزق} أي فيلم يتناول الحارة الشعبية، فهو مختلف بتفاصيل وحبكته، وشخصياته أيضاً.وهل النسخة التي كتبها منذ أربع سنوات هي قصة الفيلم؟لا، فقد أجرينا تعديلات وتغييرات عدة عليها، إلى أن وصلنا إلى المسودة رقم 11، منها التفكير في ما إذا كان الجمهور سيتقبل فكرة هؤلاء النصّابين أم لا، وغيرها. ثم كثفنا المجهود واخترنا الفنانين، وبدأنا التصوير.لماذا لم تأت النهاية بمثابة عقاب لهؤلاء اللصوص؟لم تعد النهاية الوقائية موجودة، وأعتقد أنها لا تناسب الفترة الراهنة، فالجمهور لم يتعاطف معها مثل الستينيات والسبعينيات، وأرى أن نهاية {ولاد رزق} متميزة في أن هؤلاء اللصوص اعتمدوا على ذكائهم في الإيقاع بالأطراف كلها والخروج سالمين، فأخذوا ما يريدونه من الضابط {رؤوف}، وسلموا له {المعلم صقر} رئيس عصابة السلاح. بل إنني أجدها نهاية مُفرحة، فلا داعي لإثارة الحزن.هل أرهقك تعدد شخصيات الفيلم؟بالطبع، فالموضوع ليس فقط تعددية، وإنما أشبه بكارثة. ثمة خمس شخصيات رئيسة في العمل تعيش في منزل واحد، وتشبه بعضها البعض، وتختلف بتفاصيل عدة إذ نجد الطماع، والمسكين، والحالم بالسيطرة. وبتدقيق النظر في طبيعة كل واحد منهم، نجد أن ثمة ما يتم الكشف عنه بمرور الأحداث. لذا لم يقلقنا طرح بعض ملامح هذه الشخصيات في المواقع الإخبارية قبل عرض الفيلم، وساعدنا في إبراز هذه الاختلافات خبيرا الملابس والماكياج.كيف جاء التعاون بينك وبين طارق العريان؟كان من المفترض أن أجتمع به سابقاً في عمل سينمائي، لكن المشروع توقف لأن العريان كانت له وجهة نظر تقول إن توقيت العمل على الفيلم وعرضه قد مرّ، بالتالي لا توجد مناسبة لذلك، حتى عرضت عليه قصة {ولاد رزق} لأستعين برأيه، فاكتشف أنه يشبه الأعمال التي يقدمها مثل {الإمبراطور} و{تيتو}، لذا تحمس لها وفاجأني بمكالمة في صباح اليوم التالي يؤكد فيها أنه سيشتري القصة.كيف ترى الانتقادات التي وجهت إلى العمل بسبب الألفاظ الخارجة؟نقدم فيلماً عن لصوص وليس لشباب يخطبون في الجوامع، وإن قدمتهم محترمين ومهذبين لم يكن ليتفاعل معهم المشاهد. تقديمهم على هذه الحال، كان ضرورة، فإذا حدث التحول في بعضهم يكون له مردوده عند المشاهد. حتى إنني استخدمت إلفاظاً أقل فجاجة عن تلك الموجودة في الشارع، وتعطي المفعول نفسه لتمر عند متابعة الرقابة الفيلم. إضافة إلى ذلك، أرفض الإيحاءات وأعتبرها نوعاً من التحايل على الموقف، مع أن المشاهد يعرف جيداً المقصود مما يحدث ويُقال.كيف ترى وضع لافتة {تحت الإشراف العائلي} على الفيلم؟{التصنيف العمري} تجربة وليدة وعلينا الوقوف إلى جانبها، وإن كان بعض دور العرض لم يلتزم بها في بداية أيام العيد، لذا طلبنا من العاملين فيها وضعها في مقدمة شباك التذاكر كي تعي الأسرة ذلك.وأي أنواع أفلام تفضل كتابتها؟لا أحب أن أحصر نفسي في نوع معين، فأنا أكتب لأجل الاستمتاع، وأفضل الأفلام المكتوبة بطريقة غريبة سواء كانت كوميدية أو تاريخية أو حركة أو سياسية أو رومانسية، أو حتى موجهة إلى الأطفال. كذلك لا أطمح في وصفي بأنني {مؤلف البلوف}، أي الحدث الذي يقلب ويغير مسار القصة تماماً في نهايتها، وهو ما قد يجبرني على البقاء بعيداً حتى أجد عملًا يجذبني. وكل ما أحلم به الحفاظ على متعة واستمتاع المشاهد عند متابعته أعمالي.وما جديدك؟نحضر لفيلم ومسلسل جديدين مع طاقم عمل {ولاد رزق} نفسه، من بطولة النجم أحمد عز، لكننا لم نستقر حتى الآن على فكرة أي منهما، خصوصاً أننا نطمح في تقديم عمل سينمائي على مستوى الفيلم المطروح راهناً في دور العرض، أو أقوى منه.أما المسلسل، فنحضر له أيضاً، وإن كان عز يرغب في أن يشارك به في رمضان بعد المقبل.
توابل - سيما
صلاح الجهيني: {ولاد رزق} أرهقني وكتبته قبل موجة الأفلام الشعبيَّة
10-08-2015