Everest... قصة رجال وجبال!
يحلم البعض بتسلق أعلى قمة جبل في العالم. لكن يستطيع كل من يفضّل البقاء على مستوى الأرض مشاهدة Everest للمخرج بالتازار كورماكور، فيلم مدهش عن القمم الشاهقة ومطبّاتها القاتلة، وفيه قصة رائعة مقتبسة من كتاب Into Thin Air لجون كراكور.
يُعرَض فيلم Everest بتقنية «إيماكس» ثلاثية الأبعاد وهو يجمع بين مغامرة خارحية مشوقة ودراما إنسانية مؤثرة ستجعل المشاهدين يشعرون بالامتنان لأنهم يلازمون مقعدهم بدل أن يكونوا على قمة الجبل.يؤدي جايسون كلارك في Everest دور روب هال الذي يوجه الناس عند تسلّق الجبال. يقدم كلارك واحداً من أفضل عروضه التمثيلية في هذا الفيلم، فهو يجسّد دفء وعاطفة روب، فيبدو أشبه بأب حنون ومدافع شرس عن عملائه. يشمل هؤلاء العملاء: بيك ويثرز من تكساس (جوش برولين)، وساعي البريد المتواضع دوغ هانسن (جون هوكز)، وكراكور نفسه (مايكل كيلي).
أسلوب خاصفي وجه روب، نجد سكوت فيشر (جايك غيلنهال) الذي يتمتع بأسلوبه الخاص ويبدو أكثر استرخاءً. مع ذلك، يبقى الرجلان محترفين في عملهما السياحي، فهما يضعان كبرياءهما جانباً للعمل والتسلق معاً بكل أمان. إلى جانب العوامل الطبيعية الصعبة، يواجه الرجلان مشكلة الازدحام على الجبل بسبب تسويق هذه الرياضة بشكل متزايد. قد نفترض وجود مساحة للجميع على تلك الممرات الشائكة والسلالم المتعرجة، لكن قد يكون انتظار مرور مجموعة أخرى قاتلاً بمعنى الكلمة. يؤدي هذا التشابك بين العناصر التي تكون من صنع البشر والعوامل الطبيعية إلى الأحداث الكارثية التي يعرضها الجزء الثاني من الفيلم. يمكن توقع كل شيء: قلق، غثيان، دوار، مآسٍ... يعرض المخرج كورماكور والمصور السينمائي سالفاتور توتينو لقطات مدهشة للجبل، لكن يركز الفيلم بشكل أساسي على الناس وعلاقاتهم، مع أنّ منظر كيرا نايتلي (زوجة روب) وهي تبكي بتقنية ثلاثية الأبعاد يبدو غريباً بعض الشيء!دراما إنسانيةيعطي هذا التركيز على الدراما الإنسانية فرصة لبث تأثير عاطفي أكبر. لكن عند محاولة التوفيق بين الدراما المبنية على تطور الشخصيات والمغامرة المشوقة على الجبل، يخسر الفيلم توازنه أحياناً. يبدو بعض الشخصيات متطوراً (روب، بيك، دوغ) وله دوافع ومخاوف وخلفيات حقيقية، لكن بالكاد نتعرف إلى شخصيات أخرى أو نحدد هويتها حين تتنقل في بذلات منتفخة وسط الثلوج الغزيرة.أخيراً، يُعتبر Everest إنجازاً فعلياً من حيث الإنتاج لأنه يصور المشاهد الطبيعية بتقنية {إيماكسْ} السينمائية المدهشة. هو يعرض أيضاً حكاية جبال وأشخاص يشعرون بالحاجة إلى غزوها. يبرز أداء كلارك بشكل أساسي، وكأنه يريد تكريم المتسلق الراحل روب هال، لأن أفلام هوليوود لا يمكن أن تشمل أكثر من بطل واحد. لكن في النهاية، يبقى الجبل الرابح الحقيقي كالعادة.