كتاب يعيد الرئيس التركي السابق عبدالله غول إلى المسرح السياسي

نشر في 21-06-2015 | 13:29
آخر تحديث 21-06-2015 | 13:29
No Image Caption
الخلافات بين الرجلين كانت معروفة وها هي تطرح على الرأي العام علناً مع كتاب نشر في تركيا يكشف الخصومات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسلفه عبدالله غول ما يعيد اطلاق التكهنات حول احتمال عودة رئيس الدولة السابق إلى الساحة السياسية.

وهذا الكتاب بعنوان "اثنا عشر عاماً مع عبدالله غول" من تأليف أحد أقرب مستشاريه أحمد سيفير، يعرض للمرة الأولى الخلافات التي كانت في الكواليس بين مؤسسي حزب العدالة والتنمية (إسلامي محافظ) الذي يحكم البلاد منذ العام 2002.

وفضلاً عما يكشفه مضمونه فإن توقيت نشره جعل الكتاب بمثابة قنبلة سياسية صغيرة.

فقبل بضعة أيام من صدوره خسر حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من يونيو الغالبية المطلقة التي كان يحظى بها منذ 13 عاماً في البرلمان، وهذا الاخفاق اعتبر نكسة شخصية لأردوغان الذي بذل قصارى الجهود في حملة حزبه كي يحقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات الأمر الضروري لتحقيق حلمه في إقامة نظام رئاسي قوي.

ومنذ ذلك الاقتراع عاد اسم عبدالله غول ليتردد في الصحافة وفي الأذهان كخلف محتمل لرئيس الوزراء المنتهية ولايته احمد داود اوغلو.

فبعد أن شغل منصب رئيس الوزراء لفترة وجيزة في 2002 تولى غول وزارة الخارجية ثم أصبح رئيساً للجمهورية بين 2007 و2014.

وطوال تلك الفترة فرض صورة الرجل المعتدل والتوفيقي ما يتعارض مع صورة الرجل المستبد أكثر فأكثر لرفيق دربه اردوغان.

ومنذ انتخاب أردوغان قبل نحو عام على رأس الدولة بقي غول في منأى عن المعترك السياسي.

ويؤكد أحمد سيفير في كتابه أن الرئيس الحالي هو الذي أعاق عودته إلى الصف الأول، ونقل الكاتب عن غول قوله "طيب يعارض ذلك"، وأضاف "أن هذا الأمر قد يتسبب بنزاع بيننا، وهذا لن يكون جيداً بالنسبة للبلاد أيضاً"، مستطرداً "لا يمكن أن يسير بهلوانان على الحبل نفسه".

وبين الأمور الأخرى يسرد سيفير بالتفصيل الخلافات السياسية بين الرجلين أثناء الاضطرابات التي شهدتها البلاد في يونيو 2013 أو أثناء فضيحة الفساد التي دوت أواخر العام نفسه.

كذلك فقد غذت أيضاً التوترات الحادة بين الرجلين، الدبلوماسية التي انتهجها رئيس الدولة الحالي مثل دعمه لنظام الرئيس المصري الأسبق الإسلامي محمد مرسي أو رغبته في اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد بأي ثمن.

وعلى سبيل الطرفة المعبرة عن هذا المناخ، يؤكد أحمد سيفير أنه اثناء موكب استلام السلطة بين الرئيسين في 2014، حذرت زوجة غول، خير النساء، بأنها ستطلق "انتفاضة" ضد كل الذين سيلطخون سمعة زوجها.

وإن كان هذا الأمر أسعد المعلقين فإن المقربين من أردوغان لم يستسيغونه كثيراً.

وقال النائب بيرات البيرق صهر أردوغان بازدراء "لم اقرأ ذلك، لا أعتقد أنه أمر مهم"، واعتبر نائب آخر عن حزب العدالة والتنمية شامل طيار "أنها قنبلة يدوية أطلقت في صفوف الحزب".

وقال سيفير أن كتابه ليس سوى شهادة وأنه ارجأ نشره إلى ما بعد الانتخابات بطلب من عبدالله غول، ونفى الأخير أن يكون أشرف على كتابته ودعا الجميع إلى تجنب أي "حساب" حول محتواه.

وبالرغم من هذه التوضيحات فقد رأى عدد من المعلقين في هذا الكتاب مؤشراً جديداً على طموحات غول وبروز بديل عن أردوغان داخل حزب العدالة والتنمية.

ولفت كاتب الافتتاحية حسن جمال على الموقع الاخباري الالكتروني تي-24 إلى أن "دخول غول إلى المسرح السياسي هام لجهة تطبيع الحياة السياسية التركية وديمقراطيتها".

إلا أن آخرين ليسوا على ثقة إلى هذا الحد بل يشيرون إلى الحذر المفرط الذي يبديه غول الملقب بـ "كاتب العدل" ورفضه مجابهة مبادرات أردوغان بشكل مباشر.

لكن المؤكد على أن رئيس الدولة السابق سيعود اسمه مدار الحديث في تركيا، وقد تحادث غول عن الوضع الناشىء عن الانتخابات التشريعية مع أردوغان واغتنم الجمعة جنازة سلفه سليمان ديميريل للقاء مطول مع خلفه اثار تعليقات كثيرة.

ورأى المحلل لدى مؤسسة الخدمات المالية "بي جي سي بارتنرز" اوزغور ألتوغ في اسطنبول "أن ذلك لا يعني أنه متلهف للعودة"، "لكنه يمكن أن يعود في حال الضرورة".

back to top