النطق السامي وأصحاب البشوت!
يفترض برموز القوى الوطنية والسياسية أن يتصدوا للأحداث الإقليمية وإفرازاتها بحكمة وحنكة سياسية واضعين مصلحة الكويت وانكشافها الهش فوق كل اعتبار، وليس كما نرى البعض من هؤلاء يتعمدون إقحام ما يجري على الساحة الإقليمية وانعكاساتها في الشأن الكويتي، وصب الزيت على النار وتأجيج الوضع المحلي.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
في المقابل فإن رموز القوى الوطنية والسياسية يفترض أن يتصدوا للأحداث الإقليمية وإفرازاتها بحكمة وحنكة سياسية واضعين مصلحة الكويت وانكشافها الهش فوق كل اعتبار، وليس كما نرى البعض من هؤلاء يتعمدون إقحام ما يجري على الساحة الإقليمية وانعكاساتها في الشأن الكويتي، وصب الزيت على النار وتأجيج الوضع المحلي، إما قصوراً في الفهم أو تسلقاً على عواطف الناس لنجومية شخصية أو لمصالح انتخابية أو مواقع عليا في الدولة.أما التحديات الاقتصادية فقد تكون أم المصائب في ظل استمرار أسعار النفط بالتراجع وفقدانه لأكثر من 60% من قيمته خلال فترة وجيزة، وأثر ذلك على الموازنة العامة وخطط الدولة المستقبلية، ونتيجة لذلك فقد تضطر الدولة إلى اتخاذ قرارات تقشفية قاسية يكون ضحيتها المواطن البسيط، وهنا تقع المسؤولية الكبرى على السلطات الدستورية ومتولي قياداتها وصناع قرارها، وبدلاً من الخروج من حالة العقم السياسي في تنويع مصادر الدخل ووقف الهدر والتصدي لكبار سراق المال العام فإنهم يستقوون على أضعف شرائح المجتمع، وبأسهل الوسائل للتعويض عن فشلهم وعجزهم عن إدارة شؤون البلاد بإخلاص واقتدار.إن شعار السمع والطاعة المزيف والرخيص لولي الأمر والمتاجرة فيه، لم يعد مقبولاً أو حتى السماح له بالاستمرار كنفاق سياسي ومجاملة اجتماعية، وإن التدافع في المناسبات والمحافل الرسمية التقليدية لأصحاب البشوت من كبار القوم المعنيين بمثل هذه المواضيع الصعبة التي وردت في كلمة سمو الأمير، ورزّ أنفسهم في المواقع الأمامية حول القيادة السياسية يجب أن يوقف عند حده إذا كان همّ هكذا وجهاء مجرد الجاه والكشخة في العلن، في حين هم رأس الفتنة أو صناعها في الخفاء، فليس بهذا النفاق المشروخ تصلح الأمم وتضمن لها أي مستقبل واعد!