ما أروع الكويت!!

نشر في 03-11-2015
آخر تحديث 03-11-2015 | 00:05
 يوسف عبدالله العنيزي من عادتي أن أعود بين فترة وأخرى إلى المقالات السابقة التي كتبتها لعلي أخطأت برأي أو أسأت باختيار عبارة أو غير ذلك، فأسعى إلى التصويب، وما لفت انتباهي في تلك المقالات أن بعضها يتصف أحياناً بالشدة في النقد، قد يتجاوز أحياناً الخط الأحمر، وكم زادني ذلك فخراً وعشقاً لهذا الوطن ونظامه، كم هو رائع أن يعيش الإنسان في بلد يشعر فيه بحرية إبداء الرأي دون خوف أو وجل، ولكن بعيداً عن الشتم والتجريح أو انحدار الأخلاق والفجور بالخصومة.

 وأنا على يقين بأني لو كتبت أنا أو أحد الإخوة والأخوات كتّاب الرأي والزوايا في الصحف الكويتية بعض تلك المقالات التي تتميز بالنقد الصريح في بلد غير الكويت لغدا الكاتب من سكان ما وراء الشمس أو في أتونها، كم هو رائع أن يعيش الإنسان في بلد يستنشق فيه نسائم الحرية بربيع يختال حسناً وعزة بعيداً عن عواصف الدمار والقتل، أو الشعور بأن هناك من يحسب عليه أنفاسه ويمشي وهو يلتفت في كل الاتجاهات خوفاً ورعباً.

نعم ننتقد بشدة ومرارة بعض الأوضاع وما آلت إليه أحوالنا من تردٍّ وفي كل المجالات بلا استثناء، ولكن ذلك الانتقاد نابع بالتأكيد من الحب لهذا البلد الغالي والحرص عليه، مع الدعوة للعمل بأن يكون من أجمل وأرقى بلاد الدنيا، نعم نحن نؤمن بأن من يقود الوطن إلى القاع هم بعض القياديين والمسؤولين ممن يعتقدون أنهم فوق القانون وفوق المساءلة، فهم فئة مختارة، أما بقية الشعب فهم من "عامة الناس" أو المصطلح المتعارف عليه بين تلك الفئة وهو مصطلح "الضعوف"، فهل يعني ذلك التقليل من قيمة الناس، علما أننا "عيال قرية كل يعرف خيه".

نعم ننتقد وبشدة، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة انتقاد الكويت الوطن ونظامه السياسي الذي ارتضاه الأجداد، وحافظ عليه الأبناء والأحفاد، والذي ندعو الله دائما أن يحفظه من كل سوء ومكروه، هذا النظام السياسي الذي ليس له مثيل في طول الدنيا وعرضها، والذي بدأ بديمقراطية لم يألفها العالم بعد، وذلك عندما اختار أهل الرأي والمشورة الشيخ صباح الأول حاكما للكويت منذ أكثر من أربعة قرون، وسيستمر بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

والدعاء إلى المولى القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

 البحتري والربيع العربي:

أبو عباده الوليد بن عبيد الطائي أو البحتري، له قصيدة رائعة يصف فيها الربيع، ويمكن ملاحظة تأثر الشاعر بأعياد "النيروز" الفارسية، نقتبس منها:

أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ ضَاحِكاً

منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا

وَقَد نَبّهَ النّوْرُوزُ في غَلَسِ الدّجَى

أوائِلَ وَرْدٍ كُنّ بالأمْسِ نُوَّمَا

يُفَتّقُهَا بَرْدُ النّدَى، فكَأنّهُ

يَنِثُّ حَديثاً كانَ قَبلُ مُكَتَّمَا

وَرَقّ نَسيمُ الرّيحِ، حتّى حَسِبْتُهُ

يَجيءُ بأنْفَاسِ الأحِبّةِ نُعَّمَا

ترى هل يختلف ربيع "البحتري" عن الربيع العربي؟

back to top