قاتل الله التعميم! تجرع الشيعة المُر لسنوات من جراء ربطهم بإيران! ويتجرع السنّة الآن الأمرّين من جراء ربطهم بداعش، وطبعاً لا الشيعة على ذمة إيران، ولا السنّة أيضاً على ذمة «داعش»، ولكن أين هو «ذو الذمة» الذي لا يعمم هنا فيقول: الشيعي ليس بإيراني، والسني ليس بداعشي؟  ثم أين موقع إعراب هذه الـــ»ليس» في بلاد العجائب اليعربية، حيث الكل يتهم الكل، والكل يشك في الكل، والتعميم سيد الموقف أحياناً، وأحياناً سيد قشطة نقاشات كنافة الفكر «السايح» هنا، حيث جبال منطق الأحداث ينادي صداها منذ قرون وديان العقل العربي فيقول: «كلمني ع الخاص» فيرد العقل: الدماغ مغلق وخارج نطاق التغطية يرجى الاتصال في وقت... ناهق! وحيث الكل يرفع حججه صارخاً في حفلات عيد ميلاد الموت: أنا أبن ثنى وطلاع الثنايا... متى أضع «التعميم» تعرفوني؟

Ad

 وللأمانة وللتاريخ «الجرسون» هو العربي الوحيد الذي عدّاه عيب التعميم، فهو على الأقل يجعلنا ندفع فواتيرنا لا فواتير غيرنا، لله در «فوطتك يا شيخ»! عموماً لو كان التعميم رجلاً لقتلنا من الضحك، «التعميمي» كوميديان بالفطرة، يسرق كحل المنطق من عين عذاري، فيسقي بعيدها الشارد ويترك قريبها الرابض! يقال إن أوروبياً وعربياً دخلا كلية «حقوق الإنسان»، وبعد سنوات حصل الأوروبي على شهادة الحقوق وأصبح محامياً في حين اكتفى مولانا العربي أن يكون قاضياً على كل إنسان يسكن وجه المعمورة.

 ويقال أيضاً إن عالم آثار أوروبي وجد جمجمة طفل في حلب هشمها برميل متفجر، فكتب نظرية تقول: إن أصل البشر إنسان، ثم اكتشف عالم آثار أوروبي آخر جمجمة طفل في بغداد وصل صاروخ العربان المتطور إلى وجهه القمري عوضا عن الوصول إلى القمر، فصاغ بعدها نظرية تقول: إن أصل الإنسان بشر، فلما اختلفا حكم بينهما عالم آثار عربي فقال لهما: لا هذا ولا ذاك، جماجم أطفال العرب لم تبلغ بعد الحلم الجميل الذي في رأسيكما.