انطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية بإقبال ضعيف
• «العليا»: الإقبال 1.19% في الساعات الأولى من فتح صناديق الاقتراع
• «الداخلية» تحقق في تهديد القضاة
• «الداخلية» تحقق في تهديد القضاة
وسط حضور باهت ميز اليوم الأول، تختتم اليوم الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، وسط مؤشرات ترجح أن تشهد الجولة إقبالاً ضعيفاً، إذ لم يشارك في الساعات الأولى من انتخابات أمس إلا نحو 1.19% من إجمالي الناخبين.
تختتم الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، اليوم، وسط إقبال ضعيف ميز اليوم الأول من الانتخابات، أمس، بينما جاءت مشاركة المصريين في الخارج أقل من المتوسطة، على مدار يومي السبت والأحد الماضيين، في المرحلة التي جرت في 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح، ما عزز من فرضية عزوف المواطنين عن المشاركة في الاستحقاق الثالث من خريطة المستقبل، التي وضعها الجيش عقب ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت حكم جماعة "الإخوان".وفي مؤشر قوي على ضعف الإقبال، قال المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات عمر مروان، إن نسبة التصويت داخل مصر بلغت 1.19 في المئة بإجمالي 624 ألف ناخب في أول أربع ساعات عقب فتح باب التصويت في التاسعة من صباح أمس، وأضاف، في تصريحات للصحافيين، أن عينة أولية أثبتت أن 13878 سيدة شاركن، مقابل 3130 رجلا، وأظهرت إحصاءات اللجنة أن 7225 من إجمالي من شاركوا من الفئة العمرية فوق سن 61 سنة، في حين أن الفئة العمرية بين 18 و21 سنة هي الأقل مشاركة بإجمالي 263 ناخبا فقط.وأكد مصدر مسؤول باللجنة العليا، أن اليوم الأول لعملية الانتخاب كشف أن المرأة المصرية كانت في صدارة المشهد حتى فترة الظهيرة، يليهن كبار السن فوق سن الستين، ثم الشباب من أعمار من 18 إلى 30 عاما، وأشار إلى أن المحافظات التي شهدت كثافة في التصويت على نحو أكبر، هي محافظات الإسكندرية والجيزة وأسيوط، في حين جاءت محافظة البحر الأحمر الأقل كثافة في عملية التصويت.ويبلغ عدد من لهم حق التصويت في المرحلة الأولى 27 مليونا و402 ألف و353 ناخبا، يتوزعون على 103 لجان انتخابية عامة، في حين يبلغ عدد المراكز الانتخابية 5460 مركزا يضم كل منها مجموعة من اللجان الفرعية، ويتنافس على المقاعد الفردية البالغ عددها 226 مقعدا في تلك المرحلة 2548 مرشحا، من بينهم 112 سيدة، وتبلغ نسبة المستقلين بينهم 65 في المئة، في حين تبلغ نسبة المرشحين المنتمين للأحزاب السياسية 35 في المئة.ويشرف على العملية الانتخابية نحو 16 ألفا من القضاة، الذين حرصوا على التوجه إلى مقار اللجان الفرعية التي يتولون الإشراف على عملية الانتخاب فيها قبل الساعة التاسعة من صباح أمس، لمعاينة مقار اللجان والتأكد من ملاءمتها وتوافر المواد والأدوات اللازمة لبدء الانتخاب وكذلك الكبائن التي يتم التصويت بداخلها، والتأكد من سلامة صناديق الانتخاب وخلوها من أي أوراق وغلقها من جوانبها الأربعة بالأقفال البلاستيكية المرقمة.وتجرى عملية الاقتراع وسط متابعة من جانب عديد من منظمات المجتمع المدني المحلية البالغ تعدادها 81 منظمة وجمعية تضم 17 ألفا و465 متابعا، إلى جانب 6 منظمات أجنبية ودولية، تضم 546 متابعا و171 مترجما معتمدا، وكذلك متابعين من 68 سفارة أجنبية لدى مصر.مخالفات محدودة في غضون ذلك، أكد مراسلو "الجريدة" محدودية المشاركة في لجان محافظات الجيزة والإسكندرية والفيوم، التي كانت خاوية من الناخبين معظم ساعات نهار أمس، حيث اقتصرت المخالفات على دعاية بعض المرشحين أمام أبواب اللجان، وتأخر فتح المقار الانتخابية بسبب تأخر وصول القضاة في بعض مدن الصعيد، بينما قال عضو غرفة عمليات وزارة العدل، المستشار علاء قنديل، إن وزير العدل أحمد الزند طلب من وزير الداخلية مجدي عبدالغفار، التحقيق الفوري في الوقائع المتعلقة بتلقي بعض القضاة المشرفين على الانتخابات، رسائل تتضمن تهديدات بالقتل على هواتفهم المحمولة، لمحاولة إرغامهم على عدم المشاركة في الاقتراع. أمنيا، أعلنت وزارة الداخلية أن خبراء المفرقعات بالفيوم أبطلوا مفعول عبوة بدائية الصنع زرعها مجهولون بجوار إحدى اللجان الانتخابية بالمدينة، في حين وقع انفجار في محيط إحدى اللجان الانتخابية قرب لجنة مدرسة كرداسة التجريبية من دون حدوث خسائر بشرية، وتعد كرداسة الواقعة جنوب محافظة الجيزة، إحدى معاقل الجماعات الإسلامية المتشددة وفي مقدمتها جماعة "الإخوان" الإرهابية.مساع حكوميةفي السياق، حاولت الحكومة المصرية احتواء أزمة الإقبال الضعيف على التصويت في اليوم الأول من الانتخابات، باستخدام وسائل متنوعة لحث الناخبين على النزول، إذ أكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار أيمن عباس، أهمية المشاركة الإيجابية والفاعلة للمواطنين، مشددا على أن المادة 57 من قانون مباشرة الحقوق السياسية، تنص على أنه يعاقب بغرامة مالية لا تتجاوز 500 جنيه (نحو 63 دولارا)، من كان اسمه مقيدا بقاعدة بيانات الناخبين وتخلف بغير عذر عن الادلاء بصوته في الانتخابات.من جانبها، وبينما أعلنت الحكومة أن أيام الانتخابات إجازة دراسية في المحافظات التي تجرى فيها الانتخابات، أكد مصدر مسؤول أن الحكومة تبحث إعطاء إجازة من العمل لموظفيها لكي يتمكنوا من الذهاب إلى المقار الانتخابية اليوم، وقال وزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر، إنه يتم دراسة الطلب الذي تقدمت به محافظات الوجه القبلي بجعل اليوم الاثنين إجازة رسمية.وبدا وكأن المؤسسة الدينية في مصر تصطف خلف دعوة المواطنين للمشاركة في التصويت، إذ حذر وزير الأوقاف مختار جمعة، من دعوات المقاطعة التي أطلقها البعض، وتوالت الفتاوى من بعض علماء الأزهر تؤثم عدم التصويت في الانتخابات، بينما طالب رئيس جامعة الأزهر، عبدالحي عزب، المصريين بالحرص على الإدلاء بأصواتهم، قائلا في بيان رسمي: "أخي المواطن إن صوتك أمانة فاحرص على الادلاء به، فإن تقاعست أو تخاذلت عن الإدلاء بصوتك، فاعلم أنك قد قصرت في الأمانة".برهامي: نترشح حفاظاً على الإسلام والشريعةدافع النائب الأول لرئيس "الدعوة السلفية"، وهي تكتل دعوي يعتنق المذهب السلفي في مصر، ياسر برهامي، عن مشاركة حزب "النور" السلفي في الانتخابات البرلمانية، قائلا إن مشاركة الحزب جاءت للحفاظ على الإسلام والشريعة.ورجح برهامي، في تصريحات لـ"الجريدة"، عقب مشاركته في عملية الاقتراع بإحدى دوائر منطقة الرأس السوداء بالمنتزه، أمس، أن تدخل قائمة الحزب السلفي في جولة إعادة مع قائمة "في حب مصر" أقرب منافسيها.ونفى رغبة "النور" في الاستحواذ على غالبية مقاعد البرلمان المقبل أو رئاسته، لأنه لا ينافس إلا على 30 في المئة من مقاعد البرلمان، كاشفا تخوف أبناء التيار "السلفي" من تغلغل التيار "العلماني" و"اليساري" وحزب "المصريين الأحرار" للاستحواذ على البرلمان والحياة السياسية.