صراع حول الأمومة في Unexpected

سامنتا حامل. ما كانت تخطط في هذه المرحلة من حياتها لإنجاب طفل من صديقها المرح (أندريس هولم). ستُرزق طالبتها المفضلة، جاسمين (غايل بين)، بطفل أيضاً. تعمل جاسمين على الصندوق في متجر Cermak’s Fresh عندما لا تكون في المدرسة. ولا تعرف هذه الشابة ما عليها فعله بمستقبلها الجامعي الوشيك. صحيح أن مدرّستها أبرز مؤيديها، إلا أنها لا تدرك ما هو الأفضل لجاسمين.

تعقيد عاطفي

صحيح أن الفيلم قصير (نحو 80 دقيقة من دون شارة النهاية) وسلس، إلا أنه يحمل ما يكفي من التعقيد العاطفي ليعلق في الذهن. Unexpected هو الفيلم الثالث للمخرجة سوانبيرغ المقيمة في شيكاغو، التي شاركت أيضاً ميغان ميرسيه في كتابة السيناريو. تصف هذه المخرجة، التي يُعتبر زوجها جو سوانبيرغ أحد أكثر المخرجين الأحياء إنتاجية، مشروعيها الكبيرين السابقين (It Was Great, But I Was Ready to Come Home وEmpire Builder) بـ}الصغيرين والعفويين}. لكن هذا المشروع الأخير أكثر إتقاناً وحواراته أكثر حيوية، إن كنت لا تتوقف عند بعض مسائل تظل من دون حل. ومع أن حبكة الفيلم تتبع، على ما يبدو، مخططاً واضحاً، إلا أن أحداثه تجري بسلاسة بطريقة تشدد عليها سوانبيرغ مع كل مَن يظهر على الشاشة.

يعرض Unexpected جزءاً من الحياة في شيكاغو في إطار جاد. فيما تصطدم سامنتا بواقع ولادتها الوشيكة، تُضطر إلى التكيف مع حالة والدتها الضعيفة (إليزابيث ماكغوفرن) ورغبتها المتزايدة في توجيه حياة جاسمين. تقف هذه المدرّسة خائفة أمام فكرة تخلي جاسمين عن الذهاب إلى الجامعة للاعتناء بطفلها. فيمضيان معاً المزيد من الوقت وتروحان تتحادثان عن مستقبلهما. صورت سواتبيرغ عدداً من الحوارات في Tastee Freeze في غرب أرميتاج، فضلاً عن مواقع أخرى في شمال غرب شيكاغو وحي إنغلوود.

أداء متقن

تعكس خلفية Unexpected قصة عالمين: تسيطر على الأول مشاكل الطبقة الوسطى والكثير من التذمر، في حين ينتمي الثاني إلى الطبقة الدنيا المهمشة حيث تقل الخيارات وتصبح أكثر قسوة. وتشمل خلفية هذه القصة أيضاً أزمة المدارس الرسمية في شيكاغو واحتمال إقفال المدرسة التي تعمل فيها سامنتا.

تتفادى سوانبيرغ وممثلتاها تضمين هذا الفيلم دراما لا طائل فيها. فتؤدي سمولدرز (التي تشتهر بدورها في How I Met Your Mother) دورها ببراعة، محولةً سامنتا في آن واحد إلى صديقة حسنة النوايا ومدرّسة تحاول التحكم بطالبتها إلى حد ما. أما بين، فتّقدم أداء أفضل بعد متخطية حدود دورها المزعجة أحياناً، وذلك بتحليها بصدق وأناقة لا يُضاهيان.

تشهد العلاقة الرئيسة في Unexpected تقلبات كثيرة. حتى عندما تشعر أن الخلافات بينهما قد سويت، تفاجئك هاتان الممثلتان بتبدل ما. لا شك في أن أن القضايا المطروحة في هذا الفيلم ليست جديدة: البقاء في المنزل مع الطفل؟ الذهاب إلى العمل؟ تعليق إمكان الذهاب إلى الجامعة؟ هل يدعم أهلي قراري؟ وكم يجب أن يتدخل المدرّس في حياة طلابه؟

لكن لمسة سوانبيرغ الخفيفة، ميلها إلى اللقطات القريبة الحميمة، وحساسيتها في التعامل مع الممثلين... كلها أمور تشير بالتأكيد إلى أننا سنشهد المزيد من أفلامها الممتازة في المستقبل، حسبما أعتقد أو آمل.