أنهت القوى السياسية اللبنانية الجلسة الأولى من طبعتها الثالثة من الحوار أمس على وقع حصار المعتصمين من المجتمع المدني في ساحة النجمة -وسط بيروت. وتزامن انعقاد الجلسة مع بدء توافد المتظاهرين إلى ساحة الشهداء، تلبية لدعوة حملة «طلعت ريحتكم»، التي حشدت آلاف المواطنين المطالبين بحل جذري لأزمة النفايات.

Ad

وطغت السجالات الحادة على أجواء الحوار، وأبرزها بين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، ووزير الاتصالات بطرس حرب، على خلفية نظرة عون لآلية الانتخابات الرئاسية، وعلى إثر هذا النقاش تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري ليعيد جو الهدوء إلى الجلسة. كما دار نقاش حاد في نفس الموضوع بين عون ورئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة على خلفية انتخاب رئيس قوي للجمهورية.

وكشفت مصادر المشاركين في طاولة الحوار أن «الجلسة انطلقت بهدوء بعد دخول المتحاورين إلى القاعة، وتبادل التحيات وكلمة ترحيب من بري».

وأضافت: «ثم بدأ البحث في البند الأول، وهو رئاسة الجمهورية، وعرض كل طرف وجهة نظره، إلا أن النقاش سرعان ما احتدم لاسيما بين السنيورة وعون وحرب، حيث أكد عون وفق المصادر في بداية مداخلته أن المجلس النيابي مُنحل وغير شرعي، وأكد ضرورة العودة إلى الشعب ليقول كلمته في الرئيس العتيد للبلاد، وهو أمر يستوجب تعديلاً دستورياً، طارحاً مفهومه للرئيس القوي».

وتابعت: «وكان تعاقب على الكلام من المتحاورين لاسيما من الرئيس السنيورة الذي سجل مواقف مهمة، ثم تدخل الوزير حرب فردّ على عون متوجهاً بكلامه إلى رئيس الجلسة، وقال: سمعت العماد عون يقول إن المجلس غير شرعي، وانه يطلب تعديلاً دستورياً لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، والجنرال في هذا الموقف يقول الشيء ونقيضه، وهذا طلب غير طبيعي، فإذا كان المجلس غير شرعي، فكيف يمكنه إجراء التعديل الدستوري؟ وإذا كان شرعياً فلينتخب الرئيس مباشرة. وهنا امتعض العماد عون الذي توجه إلى حرب بكلام قاس فقال له: «ما بسمحلك تقول هيك، هيدا كلام مش صحيح»، ما استدعى رداً من حرب قائلاً «استمعت إليك من دون أن أقاطعك، والآن جاء دورك لتصغي إليّ من دون أن تقاطعني، ثم انني لا أتوجه بالحديث إليك ولا أسمح بأن تقاطعني. رجاء وطّي صوتك». وإزاء الحماوة في النقاش اضطر الرئيس بري إلى رفع الجلسة.

وانتهت الجلسة ببيان مقتضب يشبه بيانات جلسات الحوار بين «حزب الله» و»تيار المستقبل»، تلاه الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، أعلن فيه موعد الجلسة المقبلة للحوار عند الساعة 12 من ظهر الأربعاء المقبل، مشيراً إلى أن «الجلسة ركزت على البند الأول من جدول الأعمال المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية».