الحكومة تضع الاتحادات على المحك

في وقت تتواصل الاستنكارات النيابية لقرار اتحاد الكرة "المنفرد" بتأجيل "خليجي 23"، وفي خطوة جادة تهدف إلى إعادة الأمور إلى نصابها والمحافظة على سيادة القوانين الوطنية، علمت "الجريدة" من مصادر موثوقة أن الحكومة أبلغت شفهياً عدداً كبيراً من الاتحادات الرياضية بعدم الموافقة على مشاركاتها في أي بطولات أو معسكرات خارجية أو استضافة أي نوع من البطولات على المستويين الإقليمي أو القاري بالكويت، إلا بعد حصول هذه الاتحادات على كتبٍ رسمية من الاتحادات الدولية تفيد بتوافق القوانين الوطنية مع أنظمتها الأساسية، وذلك منعاً للطعن في أي أنشطة على هذا الصعيد.

وقالت المصادر إن "الحكومة تثق ثقة عمياء بأن الاتحادات الوطنية قادرة على الحصول على الكتب المطلوبة، خصوصاً أنها (أي الاتحادات) هي التي تتسبب في وصول تهديدات لا حصر لها بتعليق النشاط الرياضي الكويتي، بحجة وجود العديد من المخالفات بالقوانين الوطنية!".

وشددت على أن "الحكومة رفضت رفضاً باتاً مخاطبة الاتحادات بكتب رسمية، لئلا تستخدم هذه الكتب من الاتحاد المعني كورقة ضغط، متى أراد القائمون عليه تغيير بنود معينة في القوانين، لا تتوافق مع مصالحهم الشخصية وتوجهاتهم".

وأشارت إلى أن "الحكومة تنتظر في الأيام القليلة المقبلة، اتخاذ الاتحادات الرياضية خطوات إيجابية بالحصول على كتب رسمية من نظيراتها الدولية، بغية التراجع عن قرار تجميد المشاركات الخارجية وإقامة بطولات داخل الكويت.

وعلى صعيد تأجيل بطولة "خليجي 23"، أخذت التفاعلات النيابية مع هذا القرار، الذي اتخذه اتحاد كرة القدم منفرداً، منحى آخر. فمع استمرار رفض هذا القرار الذي تسبب في استياء الشارع الرياضي، ظهرت دعوات إلى عقد دور انعقاد طارئ لمجلس الأمة، لمناقشة هذه القضية في حال عجزت الحكومة عن حلها، وسط هجوم حاد على رئيس الاتحاد الشيخ طلال الفهد.

وطالب النائب نبيل الفضل مجلس الوزراء بأن يتخذ قراراً حاسماً بإقامة دورة الخليج بالكويت في موعدها، قائلاً: "وليضرب طلال رأسه في سور نادي القادسية!".

وقال الفضل، في تصريح له أمس: "لا يجوز لأي فرد أن يفرض إرادته على الدولة والشعب، وعلى الرئيس الغانم أن يدعو إلى اجتماع طارئ يقرر فيه المجلس ما عجزت عنه الحكومة"، مضيفاً: "إننا أمام جريمة أقرب للخيانة العظمى والإساءة الماحقة والمضرة للوطن".

وبينما أعرب النائب عبدالله المعيوف عن الشكر لوزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس هيئة الرياضة ونوابه "على الإيضاحات الموثقة ضد ادعاءات رئيس اتحاد الكرة ومحاولاته تضليل الشارع الكويتي، وتفنيد إساءته للدولة وأجهزتها"، شدد النائب عسكر العنزي على أن الصراعات وتغليب المصلحة الخاصة على العامة تعد من أسباب تأخر الرياضة بالكويت، داعياً إلى وضع حد لهذه الصراعات.