اليونان: تسيبراس سيشكل حكومة جديدة بعد عودته إلى السلطة

نشر في 21-09-2015 | 10:46
آخر تحديث 21-09-2015 | 10:46
No Image Caption
بعد فوزه في الانتخابات التشريعية اليونانية على رأس حزب سيريزا من اليسار الراديكالي يعتزم رئيس الوزراء اليوناني المنتهية ولايته الكسيس تسيبراس منذ الأثنين تشكيل حكومة قابلة للاستمرار تكلف تطبيق خطة المساعدة للبلاد التي وافقت عليها أثينا مرغمة في يوليو.

وأعلن تسيبراس مساء الأحد لأنصاره في وسط أثينا "اعتباراً من الغد سننكب على العمل" بعدما فاز بثلاث رهانات إذ أعاد حزبه سيريزا بسهولة إلى السلطة وأعاد تشكيل ائتلاف مع اليسار السيادي وتخلص تماماً من الجناح اليساري من حزبه.

وبحسب النتائج بعد فرز شبه كامل للأصوات "90%" فإن حزب سيريزا فاز بـ 35.53% من الأصوات مقابل 28.05% لحزب الديموقراطية الجديدة اليميني برئاسة فانغيليس مايماراكيس، أي بتقدم يفوق سبع نقاط.

ومن المتوقع تنصيب تسيبراس رئيساً للوزراء الأثنين فيما يدعو الدائنون إلى تشكيل حكومة بسرعة تبدأ العمل لتطبيق الاتفاق مع الدائنين الذي أبرم خلال الصيف وتنفيذ ما نص عليه من إصلاحات وتدابير مالية.

وهنأ رئيس مجموعة اليورو "يوروغروب" لوزراء مالية منطقة اليورو يورين ديسلبلوم رئيس الوزراء اليوناني في تغريدة على موقع تويتر، مشيراً إلى أنه ينتظر "تشكيل حكومة جديدة سريعاً" من أجل "مواصلة عملية الإصلاح".

وبالرغم من امتناع نسبة كبيرة من الناخبين عن التصويت "حوالي 44%"، منح اليونانيون فرصة ثانية لتسيبراس الذي كان أول رئيس حكومة من اليسار الراديكالي في أوروبا وقد استقال في أغسطس بعدما خسر غالبيته في البرلمان، مراهناً على الفوز بتفويض جديد يكون أكثر متانة.

وبعدما حل محله رئيس حكومة بالوكالة خلال الحملة الانتخابية التي استمرت شهراً، حدد تسيبراس الأحد حكومته المقبلة على أنها "حكومة كفاح" مستعدة "لخوض معارك دفاعاً عن حقوق شعبنا".

وكان تسيبراس الذي وصل إلى السلطة في يناير وسط موجة أمل كبيرة عمت البلاد في ظل أزمة خطيرة المستمرة منذ ست سنوات، استقال بعد تفكك غالبيته النيابية لدى تصويت النواب على خطة المساعدة الجديدة للبلاد بقيمة 86 مليار دولار، وهي ثالث خطة يمنحها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لليونان خلال خمس سنوات.

ووقع تسيبراس على هذه الخطة تحت الضغط، موضحاً بأنها أهون الشرور سعياً لتجنيب البلاد خروجاً كان يبدو محتوماً من اليورو.

وكانت الأجواء الهادئة السائدة في مقر حملة رئيس الوزراء الذي لم يكتظ مساء الأحد بالحشود كما في يناير، تتباين مع الابتسامة العريضة على وجه الزعيم البالغ من العمر 41 عاماً حين اعتلى المنبر.

فهو فضلاً عن الفوز في الانتخابات، قد كسب رهانه الثاني إذ سيتمكن من إعادة تشكيل التحالف ذاته كما في ولايته الأولى مع حزب اليونانيين المستقلين "انيل"، وهو حزب من اليمين السيادي كانت معظم استطلاعات الرأي تتوقع عدم تخطيه العتبة الضرورية للدخول إلى البرلمان.

أما الحزبان الآخران الطامحان للانضمام إلى ائتلاف حاكم، وهما حزب تو بوتامي "النهر" الوسطي الذي انشأه عام 2014 ستافروس ثيودوراكيس الصحافي السابق في التلفزيون، وحزب باسوك الاشتراكي الواسع النفوذ سابقاً، فأخذا علماً بنوايا تسيبراس وانضما إلى صفوف المعارضة.

ومن المتوقع أن يفوز سيريزا بـ 145 مقعداً وانيل بـ 10 مقاعد "مقابل 149 و13 في البرلمان المنتهية ولايته"، ما يمنح الائتلاف بالإجمال 155 مقعداً من أصل 300 في البرلمان الجديد.

كما فاز تسيبراس برهان ثالث إذ لم يتمكن حزب "الوحدة الشعبية" الذي يضم نواباً انشقوا عن سيريزا لمعارضتهم الاتفاق مع أوروبا في 13 يوليو، من جمع الأصوات الضرورية للدخول إلى البرلمان.

وتساءل كوستاس (19 عاماً) "لا أفهم، أعتقد أن الناس خائفون لأن الجميع معارض لهذه الإجراءات الجديدة التي ستفكك المجتمع".

وبذلك يكون تسيبراس تخلص من شخصيات قوية مثل وزير الطاقة السابق بانايوتيس لافازانيس المؤيد للعودة إلى الدراخما، ورئيسة البرلمان السابقة زوي كونستانتوبولو الداعية إلى عدم تسديد ديون البلد.

وستكون عودته إلى السلطة محط متابعة شديدة من دائنين اليونان، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، كما من القادة السياسيين الأوروبيين.

وفور إعلان النتائج الأولية أجرى تسيبراس مكالمة هاتفية مع مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشار النمساوي فيرنر فايمان.

وأعلن هولاند عن زيارة يعتزم القيام بها لأثينا "خلال الأسابيع المقبلة على الأرجح".

كذلك سيكون هذا الانتصار الجديد موضع متابعة عن كثب في اسبانيا والبرتغال وايرلندا، البلدان التي تعاني من الأزمة والتي تنظم انتخابات مهمة خلال الأشهر المقبلة.

وكتب الأمين العام لحزب بوديموس الاسباني "يسار معادي لليبرالية" بابلو ايغليسياس على موقع تويتر "اليونانيون قالوا بوضوح تام من يريدونه رئيساً للوزراء" مهنئاً "صديقه" الكسيس تسيبراس الذي ظهر إلى جانبه على منصة تجمعه الانتخابي الأخير الجمعة في أثينا.

وعلى صعيد آخر، عزز حزب "الفجر الذهبي" للنازيين الجدد بحسب النتائج الجزئية موقعه كثالث أحزاب البلاد في ظل أزمة المهاجرين الحالية، بحصوله على 6.96% من الأصوات ما يمنحه 18 نائباً (بزيادة نائب).

back to top