المسلمون في بلادي مهددون بالزوال بحلول 2050
«مساجدنا آيلة للسقوط ونصلي في الخلاء والزوايا الصغيرة»
حذر مفتي مسلمي الكونغو الديمقراطية الشيخ علي مويني، من تناقص أعداد المسلمين في بلاده بشكل يمثل خطراً كبيراً على هويتهم المهددة بالذوبان، بسبب انتشار حملات التنصير، مما اضطر عددا كبيرا من الشباب إلى ترك الدين الإسلامي بحجة الحصول على فرصة عمل. ودعا مويني، في حواره مع "الجريدة" أثناء زيارته أخيراً للقاهرة، إلى ضرورة إرسال دعاة من الأزهر يجيدون اللغة الفرنسية، مع توفير ترجمات عن الإسلام، والمساعدة على بناء المساجد القديمة الآيلة للسقوط في الكونغو، والتوسع فى المدارس القرآنية، وفيما يلي نص الحوار:
• حدثنا عن المسلمين في الكونغو وأهم المشكلات التي تواجهكم؟- مسلمو الكونغو يشكلون 10 في المئة، أي 7 ملايين نسمة من مجموع السكان الذين يدينون بالمسيحية، وهناك مشكلات عديدة نواجهها، وتتشارك مع سائر مسلمي إفريقيا، فالفقر والجهل أهم ما نعانيه، وهذه المعضلات أدت إلى انتشار الأمية، ووصل الأمر إلى أن 75 في المئة من المسلمين لا يجيدون القراءة والكتابة، وهناك مسلمون عجزوا عن توفير المصروفات المدرسية لأبنائهم الصغار في المدارس، فانقطعت أغلبيتهم عن التعليم، وكان لهذه المشاكل تأثير قوي على الدعوة، كما نواجه نقصا شديدا في المساجد، فغالبيتها قديم وآيل للسقوط، ونضطر للصلاة في الخلاء أو في زوايا صغيرة.• عدد المسلمين في الكونغو وصل في بدايات ستينيات القرن الماضي إلى حوالي 20 مليوناً، واليوم تقلص إلى 7 ملايين، فما السبب؟- شباب الكونغو من أكثر المسلمين في إفريقيا عرضة للإرساليات التبشيرية، والبعثات الصهيونية التي تريد محو المسلمين من الكونغو بحلول عام 2050، إلى جانب الأسباب السابقة اتجه العديد من المسلمين إلى اعتناق المسيحية من أجل الحصول على عمل مناسب، والحظو برعاية تعليمية مجانية، لأن هذه الأمور غير متاحة للمسلمين، إلى جانب عدم تواصل المسلمين العرب بنا، ومساعدتنا على الحفاظ على هويتنا، كل هذا كان سببا في تقلص أعداد المسلمين.• وما هو نمط الحملات التبشيرية؟ - نواجه خطرين من هذه الحملات، يتمثل الأول في حملات تأتي لنا من أميركا وأوروبا، وهؤلاء يعيشون مع المسلمين الريفيين، ويرتدون زيهم ويأكلون طعامهم، ويتسمون بمحمد وإبراهيم وعبدالله وهدفهم طويل الأجل، والحملة الثانية تتمثل فيما نشهده هذه الأيام من موجات لمهاجرين من البيض تحت اسم السياحة والكشافة، ويتمركزون في المدن والقرى، ويصطادون الشباب ويؤسسون مراكز باسم الفنون والمهن، وهي في الحقيقة أماكن لإلقاء محاضرات تبشيرية.• هل الدعاة المسلمون يواجهون مشكلات في سبيل دعوتهم؟- الدعوة بعون الله مازالت بخير، لكن هناك صعابا تواجه الدعاة الذين يعملون بشكل تطوعي، فهناك عدد كبير منهم ينقصه التدريب، وتنقصه المعلومة الكاملة عن الإسلام، حيث نعاني أزمة كبيرة في الترجمات التي تصل إلينا عن الإسلام، ودور الأزهر اختفى منذ سنوات بعيدة عنا، وإن كان وجوده اليوم مجرد تمثيل فقط، حيث يرسل إلينا كل عام ثلاثة دعاة، فكيف يمكن لهؤلاء أن تغطي دعوتهم سبعة ملايين مسلم.• هل توجد لديكم مدارس إسلامية؟- لا توجد مدارس خاصة بنا، لكن لدينا مدارس قرآنية أهلية لتحفيظ القرآن الكريم، لها منهج دقيق ومتوارث منذ القدم، ولا تختلف هذه المدارس عن مثيلاتها في العالم الإسلامي، فهي مثل الكُتاب في مصر، أو الخلوة كما يسمونها في السودان، أو المدرسة في باكستان، وبعون الله هذه المدارس هي حجر الزاوية للحفاظ على الهوية الإسلامية في هذه البلاد.• ما المنابر التي يستطيع المسلمون من خلالها توصيل صوتهم؟- لا توجد لنا منابر سوى المسجد، فنحن لا صوت لنا فلا نملك أي وسيلة إعلامية نستطيع أن نخاطب بها الآخر، ورغم وجود أكثر من 105 قنوات فضائية إلا أنها تتحدث عن المسيحية فقط، والتلفزيون الرسمي يمنحنا 30 دقيقة كل شهر نعرض من خلاله برنامجا دينيا، وهذا يجعل الإسلام في وطني يضعف شيئا فشيئا، لذا نناشد الدول العربية أن تمد إرسالها الإذاعي والمتمثل في إذاعات القرآن الكريم، التي تتحدث الفرنسية لنشر الدين الإسلامي، أو أن تنشئ قناة إسلامية تخاطب مسلمي إفريقيا فقط، وأعتقد أن هذا سيحدث تواصلا كبيرا بين المسلمين الذين تتشابه ظروفهم معنا.• هل يعني ذلك أن حكومتكم تتعامل معكم بتمييز؟- السياسة الكونغولية لا تمارس التمييز بين أبنائها، وهذا من فضل الله، وهي تمنحنا كامل حقوقنا في أداء شعائرنا، ولا تتدخل في أمور المسلمين، ولهذا فقد قمنا بانشاء مجلس أعلى، وقد اعتمدته الدولة من أجل أن يكون همزة التواصل بين المسلمين والحكومة للتشاور في بعض الأمور، كما أنها لا تمانع في بناء المساجد والمراكز الإسلامية.