تنتظر الرئيس الجديد للمخابرات العسكرية في الجزائر اللواء عثمان طرطاق، تحديات كبيرة داخل البلاد وخارجها، أهمها وأخطرها تهديدات الإرهاب بالحدود مع ليبيا وتونس ومالي. وسيواجه أيضاً تداعيات أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، بسبب عجز الحكومة عن تنفيذ برامج التنمية على إثر شح الموارد المالية.

Ad

ويدرك طرطاق، أن الاضطرابات التي تعيشها ليبيا، تؤثر على الجزائر بالدرجة الأولى، فتهريب السلاح وتسلل المتشددين إلى التراب الجزائري، يظل أولوية بالنسبة للمخابرات والجيش عموماً، لذلك تم نشر المئات من حرس الحدود في نقاط بالحدود مع ليبيا، يعتقد أن الخطر يأتي منها. وتأخذ السلطات الأمنية الجزائرية، على محمل الجد، التهديدات بـ"حرب طويلة الأمد ضد الجزائر" أطلقها ثلاثة متشددين جزائريين في يوليو الماضي، من معاقلهم بـ"داعش" في سورية، وتفيد تقارير أمنية بأن هذه التهديدات قد تنفذ انطلاقاً من الأراضي الليبية، أو حتى من داخل الجزائر.

وتظل الحدود مع مالي ونشاط تهريب السلاح وتحالف المتشددين مع تجار المخدرات، من أكبر التحديات التي تواجه المخابرات مستقبلاً.

على صعيد الجوار دائماً، يبقى "ملف المغرب" من أهم القضايا التي يرثها اللواء طرطاق عن سلفه توفيق "اسمه الحقيقي محمد مدين"، فالحدود مع الجار الغربي يستمر غلقها للعام الـ21 على التوالي، والجفاء هو السمة الغالبة في العلاقات الثنائية، وهو مرشح للاستمرار لعدم وجود أي مؤشر للانفراج. ومطلوب من طرطاق أن يتعامل مع هذا الوضع مع المغرب بكل ما يمثله من ضغط على كبار المسؤولين، وأولهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

أما داخلياً فأول ما يواجه جهاز المخابرات وقائده الجديد، الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تؤرق الحكومة وما قد ينجر عنها من احتجاجات شعبية، نتيجة توقف مشاريع التنمية. فتحت ضغط انكماش الدخل بسبب تراجع سعر برميل النفط، قررت السلطات وقف مشاريع بناء المدارس والمستشفيات، وجمدت الكثير من مشاريع البنية التحتية.

في السياق، رأت الصحف الجزائرية الصادرة أمس، أن رحيل الفريق محمد مدين المشهور بالجنرال توفيق من قيادة المخابرات يشكل "نهاية حقبة" في تاريخ الجزائر دامت ربع قرن.

وكتبت صحيفة الخبر في صفحتها الأولى عنوانا كبيرا "الجنرال توفيق... نهاية الاسطورة" مرفقا بصورة مرسومة للجنرال يحمل "سيغارا"، وهو أمر لم يحدث أبدا طوال 25 سنة امتنعت خلالها الصحف عن نشر أي صورة لـ"الرجل الخفي".

(الجزائر ـ أ ف ب، العربية.نت)