تمكّن رجال مباحث إدارة التزييف والتزوير في الإدارة العامة للمباحث الجنائية من ضبط قضية جديدة من قضايا التزوير، التي لوحظ ازديادها بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

Ad

واصل رجال مباحث الإدارة العامة للمباحث الجنائية بتعليمات مباشرة من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي، والمدير العام للإدارة العامة للمباحث الجنائية اللواء محمود الطباخ، حربهم الضروس على كل أنواع جرائم التزوير وملاحقة الأشخاص القائمين عليها، وذلك عندما تمكّن رجال مباحث إدارة التزييف من ضبط سوريين يقومان بتزوير المرضيات والتقارير الطبية الخاصة بوزارة الصحة، وكذلك تزوير الإجازات المرضية وعثر بحوزتهما على أختام خاصة مزورة بأسماء أطباء، إضافة إلى ختم أصلي الصنع خاص بوزارة الصحة سرق من أحد المراكز الطبية.

معلومات سرية  

وفي التفاصيل التي رواها مصدر أمني لـ"الجريدة" ان مدير إدارة التزييف والتزوير المقدم محمد ابا القلوب، ومساعده المقدم ناصر معرفي لاحظا ازدياد عدد القضايا المحالة من النيابة العامة، خصوصاً المتعلقة بتزوير الإجازات المرضية والتقارير الطبية الخاصة بالموظفين بالقطاعين الحكومي والخاص.

 وأشار إلى أن المقدمين أبا القلوب ومعرفي كلفا رئيس قسم مكافحة جرائم التزييف والتزوير النقيب خالد الحشاش بمتابعة أسباب ارتفاع القضايا المحالة من النيابة العامة والمتعلقة بتزوير الإجازات المرضية والتقارير الطبية، ومحاولة ضبط القائمين على عمليات التزوير والتلاعب.

 ولفت إلى أن النقيب الحشاش شكّل فريقاً أمنياً لمتابعة القضية، وبدأ يجمع التحريات ويحاول الربط بين التقارير والإجازات المرضية المزورة ومكان صدورها، والأختام المثبتة على تلك التقارير.

وأضاف المصدر أن رجال المباحث وصلوا إلى الخيط الأول عن طريق عملية ربط المعلومات، التي دلت على أن معظم التقارير الطبية المزورة والإجازات المرضية صادرة من عيادة خاصة واحدة، وان الأختام المثبتة عليها تخص اطباء عاملين في نفس العيادة.

 وأشار إلى أن رجال المباحث لاحظوا كذلك وجود ختم اصلي خاص بوزارة الصحة يستخدم في تصديق المرضيات والتقارير الطبية المزورة، موضحاً أن رجال المباحث أرسلوا نسخة من الختم الى "الصحة"، التي أكد مسؤولوها أن الختم صحيح، وهو مفقود من أحد المراكز الطبية منذ فترة.

تحريات مكثفة

وذكر المصدر أن رجال المباحث بعد عملية تحريات مكثفة توصلوا إلى أن أحد العاملين في عيادة أسنان خاصة من الجنسية السورية يقف خلف تزوير الشهادات المرضية، والتقارير الطبية مقابل 40 دينارا للمرضية الواحدة بمساعدة شقيقه.

ولفت إلى أن رجال المباحث تمكنوا عبر مصادرهم السرية من عقد صفقة مع الموظف السوري، الذي يعمل في العيادة، من تزوير تقريرين طبيين لمصدر المباحث مقابل 40 ديناراً للتقرير الواحد، بشرط أن يكون التقرير معتمداً من وزارة الصحة ومختوماً، الأمر الذي وافق عليه السوري وحدد موعداً لمصدر المباحث لتسليمه التقارير المزورة.

 وأشار إلى أن رجال المباحث، بعد استصدار إذن من النيابة العامة، داهموا العيادة وألقوا القبض على الموظف السوري متلبساً وهو يسلم مصدرهم التقارير المزورة.

المتهم اعترف على شقيقه

وأوضح المصدر أن رجال المباحث أحالوا السوري إلى مكتب التحقيق، بعد أن عثروا بحوزته على تقارير طبية مزورة وأختام خاصة بالأطباء، وختم خاص بوزارة الصحة، ومسودات لشهادات وتقارير طبية مزورة ومسلمة من قبل لعدد من الموظفين والمراجعين.

 وأشار إلى أن المتهم الأول اعترف بأنه وشقيقه يعملان منذ زمن طويل في عملية تزوير الإجازات المرضية واعتمادها بشكل رسمي بواسطة ختم وزارة الصحة، الذي تمكن شقيقه من سرقته من أحد المراكز الصحية، لافتا إلى أن رجال المباحث تمكنوا من ضبط شقيقه المتهم الذي اعترف بسرقة ختم وزارة الصحة واستخدمه في عمليات التزوير.