يقع كتاب «زبيدة والوحش - مختارات قصصية» في 552 صفحة من القطع المتوسط، وأخرجه وصمّم غلافه ورسم اللوحات المصاحبة للقصص، نجل الأديب الفنان عمرو الكفراوي في تجربة بصرية فريدة من نوعها، يقول عنها: «رسمت مجموعة من الرسومات مستلهما عالم القصص، وأيضاً مستوحاة من أعمال رسامي جيل الستينيات الذين عاصروا أبي، أمثال حامد ندا وسعيد العدوي، وغيرهما».
الكتاب الذي يراوح ما بين سحر الكلمة وسحر الصورة، يأتي كتجربة خاصة وجديدة تماماً في عالم النشر والكتابة، سرديّاً وبصريّاً، يجمع بين الأب المبدع الراسخ، أحد آباء جيل الستينيات، والابن الفنان المثقف المتمرد على الأطر التقليدية، ويقدم للقارئ العربي كتاباً جديداً في إخراجه وطرائق عرضه ولوحاته المرسومة خصيصاً له والمستلهمة بصريّاً من روح نصوصه، ويضم بين دفتيه نصوصاً قصصية شكلت مع مثيلاتها ونظائرها لكتَّاب القصة من جيل سعيد الكفراوي، تراث جيل الستينيات في القصة القصيرة، وهو تراث زاخر ووافر، ومثّل بلا شك ثورة حقيقية في مسارات الكتابة القصصية في أدبنا الحديث.يتضمن الكتاب مختارات من أعمال الكفراوي التي كتبها على مدار ما يقرب من أربعة عقود، ومن ثم فهي تجسد مشروعه في السرد القصصي الذي تخصص فيهوالتي رسخت اسمه ضمن شيوخ القصة المعاصرة وآبائها الكبار، وحازت اهتمام النقاد من أجيال مختلفة، في مصر وخارجها، بدءاً بجيل شيوخ النقاد مثل شكري عياد وعلي الراعي، مروراً باعتدال عثمان، جابر عصفور، صلاح فضل، محمد برادة، وصبحي حديدي، ووصولاً إلى نقاد الأجيال الأحدث: سيد الوكيل، حسين حمودة، وخيري دومة، وغيرهم.تبدو قصص الكفراوي وكأنها خيط مشدود دائماً إلى عالمين، أحدهما قديم يكاد يندثر، والآخر ينهض من تحت ركامه، لكنه مثقل بالخوف والقلق، شكلت {القرية} أهم تجليات أعماله، ومثلت بؤرة الارتكاز في مشروعه القصصي، فعالم {القرية} في أعمال الكفراوي لا يمثل بالنسبة إليه حلماً أسطورياً، بل هو في المبدأ مكان للميلاد، عاش فيه وارتبط به وما زال يسكنه، كشف أسراره وطقوسه وامتلك القدرة الجمالية اللافتة على التعبير عن هذه الأسرار والطقوس.يتبدى دائماً وعبر أعماله المنشورة في الكتاب افتتانه المدهش بتلك المنطقة الغامضة من روح المصريين، منطقة معجونة بالسحر والخرافة، تعيش قهر السادة، وتنام وعيونها مغلقة على حلم بالخلاص.يقول الكفراوي: {أحاول في كتاباتي البحث عن نبرة تشبهني، وبقدر استطاعتي أضيّق المساحة بين صوتي الكاتب والشخصية، وكما قال إدوارد الخراط: {القصة القصيرة نبوءة نواجه من خلالها أهوال الحياة والموت}، إنها فعلا نبوءة أو حلم، حتى لو كانت مادتها الواقع الذي نحياه، فقد أثار أنطون تشيكوف انتباه العالم بقصصه عن الإنسان وأحواله، وكان مخلصاً إلى حد جعلنا لا نخجل من حياتنا أبداً}.مجموعات قصصيةصدر للكفراوي أكثر من عشر مجموعات قصصية، صنعت له مكانة متميزة في الأفق الإبداعي العربي، وترجمت أعماله إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والتركية والسويدية والدنماركية، وإحدى أشهر المجموعات القصصية التي نشرها عبر مشواره الأدبي: «مدينة الموت الجميل» 1985، و{ستر العورة» 1989، و{سدرة المنتهى» 1990، و{بيت للعابرين»، و{مجرى العيون» 1994، و{دوائر من حنين» 1997.. وهي المجموعات الست التي ضمها الكتاب الجديد، وتمثل أبرز وأهم ملامح مشروع سعيد الكفراوي في كتابة القصة القصيرة، التي تفرغ وأخلص لها ولم يكتب غيرها حتى الآن.
توابل - ثقافات
«زبيدة والوحش»... قصص تجمع سحر الكلمة والصورة
16-11-2015