حذرت تركيا السبت رعاياها من السفر غير الضروري الى روسيا في آخر فصول تأزم العلاقات بين البلدين بعد اسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية على الحدود السورية.

Ad

وقالت وزارة الخارجية في انقرة انه يجب تجنب السفر الى روسيا، وذلك بعد طلب موسكو من رعاياها مغادرة تركيا واعلانها وقف العمل بنظام اعفاء الاتراك من تأشيرات دخول.

كما اعلنت الحكومة الروسية انها تعد سلسلة اجراءات اقتصادية عقابية ردا على اسقاط طائرتها على الحدود التركية-السورية ما قد يؤدي الى الاضرار بمشاريع اقتصادية واستثمارات مهمة.

واثار الحادث حربا كلامية بين الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين اللذين يعتمدان نهجين مختلفين حيال النزاع في سوريا.

وكانت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي اسقطت المقاتلة الروسية معتبرة انها دخلت مجالها الجوي فيما نفى بوتين ذلك بشدة وطلب اعتذارا.

وقال اردوغان في خطاب القاه في انقرة الجمعة "ننصح روسيا بعدم اللعب بالنار" منددا برد روسيا على اسقاط طائرتها وكذلك بدعمها نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

والحادث هو الاول الذي يتم اسقاط فيه طائرة روسية من عضو في حلف شمال الاطلسي منذ العام 1952 ووصفه بوتين بانه "طعنة في الظهر ارتكبها متآمرون مع ارهابيين".

وقتل احد طياري المقاتلة فيما كان يهبط بمظلته فيما انقذ الاخر بعد عملية خاصة مشتركة للقوات الروسية والسورية.

لكن اردوغان دعا الى لقاء مباشر مع نظيره الروسي اثناء وجودهما الاسبوع المقبل في باريس لحضور قمة المناخ.

الا ان موسكو رفضت حتى الان تخفيف الضغوط عن انقرة، ولم تعط بعد ردا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مقابلة نشرت السبت "من وجهة نظرنا، من الصعب الان تحديد الى اي مدى يمكن التنبؤ بسلوك القيادة التركية".

وبعد اسقاط الطائرة الروسية لم تشهد روسيا تظاهرات كبرى مناهضة للاتراك فيما يواجه الرعايا الاتراك في البلاد تدقيقا اضافيا من جانب مسؤولين.

واعلنت وزارة الخارجية التركية انه بسبب المشاكل التي يواجهها الاتراك في روسيا بعد الحادث، يجب تجنب الزيارات غير الضرورية الى روسيا "الى ان يتضح الوضح".

واضافت ان القرار اتخذ نظرا "للصعوبات التي يواجهها الاتراك المسافرون او المقيمون في روسيا".

واستبعدت موسكو اي رد عسكري لكنها تعهدت اتخاذ اجراءات واسعة النطاق تستهدف قطاعات بكاملها في الاقتصاد التركي بما يشمل السياحة والزراعة او حتى مشاريع الطاقة.

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة انه اعتبارا من 1 يناير سيطلب من المواطنين الاتراك الحصول على تأشيرة دخول الى روسيا بعدما حذر بوتين هذا الاسبوع رعاياه من السفر الى تركيا التي تعتبر من الوجهات السياحية المفضلة للروس.

وامهل رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الخميس وزراءه يومين لوضع خطة من اجل خفض التعاون مع شركات تركية بعدما اعلنت روسيا انها ستشدد الرقابة على واردات المواد الغذائية بسبب ما قالت انه انتهاكات لمعايير السلامة.

كما لمحت موسكو الى ان اجراءات الرد قد تشمل مشروعين كبيرين مع تركيا: خط انابيب غاز يجري التخطيط له ومصنع طاقة نووية.

وقد اقام البلدان علاقات تجارية في السنوات الماضية واصبحت روسيا ابرز مزود لتركيا التي تحتاج الى الطاقة، من الغاز والنفط.

لكنهما مختلفان في الموقف من النزاع السوري حيث تدعم انقرة مسلحي المعارضة في حين لا تزال موسكو من ابرز داعمي نظام الرئيس السوري.