عادت حادثة سقوط الطائرة الروسية، في سيناء نهاية أكتوبر الماضي، إلى الواجهة مجدداً أمس، بعدما قالت موسكو إنها حددت جماعات إرهابية تقف خلف عملية إسقاط الطائرة، في وقت تجاوز ائتلاف «دعم الدولة» البرلماني مشاكل التكوين، وبدأ يلتئم كقوة رئيسية.
قبيل ساعات من انطلاق الاحتفالات بأعياد الميلاد، التي تمتد حتى 7 يناير المقبل، والتي يفترض أن تشهد توافد السياح الأجانب إلى مصر، كشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن روسيا طلبت من السلطات المصرية، صباح أمس، معلومات عن 4 جماعات إرهابية في شمال سيناء، يُحتمل أن تكون متورطة في تفجير الطائرة الروسية، نهاية أكتوبر الماضي، ومقتل جميع ركابها الـ224.وتقول دوائر أمنية غربية إن سقوط الطائرة كان بفعل إرهابي، في حين تنكر القاهرة ذلك، معللة بانتظار نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية.وقال المصدر، الذي اشترط عدم نشر اسمه، إن أبرز هذه الجماعات، جماعة "المرابطين الجدد"، التي أسسها ضابط الجيش المفصول هشام عشماوي، وجماعة "أنصار بيت المقدس"، التابعة لتنظيم داعش. كما أرسلت روسيا قائمة بأسماء 15 إرهابياً، يشتبه في تورطهم في إسقاط الطائرة، حيث كانت وكالات روسية للأنباء نقلت عن رئيس "جهاز الأمن الاتحادي"، ألكسندر بورتنيكوف، قوله إن موسكو حددت جماعات تقف وراء التفجير.وأشار المصدر إلى أن وفدا أمنيا روسيا سيزور القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، لعقد اجتماع تنسيقي بين الجانبين، وإطلاع مصر على معلومات جديدة توصل إليها الجانب الروسي في ملف الحادث، فضلاً عن ملف كامل يتضمن معلومات عن عناصر إرهابية متطرفة شاركت في دعم العملية الإرهابية.التعاون مع موسكووبينما توقع سفير مصر الأسبق في موسكو، عزت سعد، أن ينتهي التعاون بين موسكو والقاهرة إلى كشف ملابسات وأسباب سقوط الطائرة، ما سيؤدي إلى رفع الحظر الروسي للسفر إلى مصر، قال الخبير الأمني، فؤاد علام، لـ"الجريدة"، إنه من السابق لأوانه التعليق على التصريحات الروسية، واصفا إياها بـ"المبهمة"، ومؤكدا أنه في حال وجود التنظيمات التي تتهمها روسيا داخل الأراضي المصرية، فسيتم ملاحقتها من قبل السلطات المصرية.مصر وألمانيافي الأثناء، أكد سفير ألمانيا الجديد بالقاهرة، يوليوس لوي، أن الأسابيع الماضية شهدت دعما للاتصالات بين مصر وألمانيا، للتعاون حول أمن المطارات والذي يأتي في إطار الإجراءات لجعل مصر أكثر أمنا.وأشار إلى أن الحكومة الألمانية لم تصدر حظرا على الطيران إلى شرم الشيخ، معربا عن أمله في أن يشهد الوضع الأمني في سيناء استقرارا طبيعيا.وقال السفير الألماني، في تصريحات له أمس، إنه يتم حاليا بناء غواصتين لمصر في مدينة "كيل" بشمال ألمانيا من قبل الشركة الألمانية "تاسين كروب للأنظمة البحرية"، بعدما تم تسليم غواصة ألمانية الصنع إلى السلطات في 10 الجاري، لافتا إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيزور برلين منتصف يناير المقبل، لبحث القضايا الثنائية.لوي أكد أن ألمانيا تتقاسم مع الشركاء المصريين الاهتمام بتحديات الاستقرار الإقليمي ومحاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن انتخاب مجلس النواب المصري يلعب دوراً مهماً في الحياة السياسية، ومعرباً عن تطلعه للتعاون بين البرلمانين المصري والألماني.التئام «دعم الدولة»ومع تواصل العد العكسي لانتهاء العام الحالي، بدأت المهلة التي أعطاها الرئيس عبدالفتاح السيسي لانعقاد أولى جلسات البرلمان قبل نهاية الشهر الجاري في النفاد، إلا أن بعض المراقبين أكدوا أن الصراعات حول تشكيل التحالفات بين القوى الرئيسة داخل البرلمان من ناحية، وعدم حسم الصراع على رئاسة اللجان ووكلائها أحد أهم أسباب تأخير انطلاق البرلمان حتى الآن، ما يرجح التئام المجلس مطلع الشهر المقبل.عضو ائتلاف "دعم الدولة"، طارق الخولي، نفى لـ"الجريدة"، أن يكون الائتلاف الذي يشكله اللواء سامح سيف اليزل، سببا في تأجيل انعقاد البرلمان، مؤكدا أن الائتلاف يكاد يكون التأم نهائيا، خاصة بعد انضمام حزب "مستقبل وطن" له مجددا، في حين توقع رئيس حزب "مصر الحديثة"، عضو الائتلاف، نبيل دعبس، أن تجرى أولى جلسات البرلمان قبل نهاية الأسبوع المقبل.وأضاف لـ"الجريدة": "سننتهي من تشكيل الائتلاف بشكل نهائي خلال 3 أيام بحد أقصى"."دعم الدولة" تفادى مأزق انفراط عقده مبكرا، عقب انسحاب حزب "مستقبل وطن"، الذي يمتلك نحو 51 مقعدا، إلا أن عودة الحزب مجددا لتحالف "دعم الدولة"، أعطى قبلة حياة لجهود سامح سيف اليزل، لتشكيل أغلبية تحت جناح ائتلافه، في ظل رفض حزب "المصريين الأحرار" صاحب الأكثرية الحزبية (65 مقعدا)، وحزب "الوفد" الذي يمتلك نحو 45 مقعدا، الانضمام لـ"دعم الدولة".وبينما أعلن رئيس الحكومة، شريف إسماعيل، أمس، أنه لا تخفيض للدعم في الموازنة العامة للدولة، كشف مصدر حكومي مسؤول لــ"الجريدة"، أن وزير التخطيط أشرف العربي، يضع اللمسات الأخيرة على برنامج الحكومة، تمهيدا لرفعه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي للاطلاع عليه قبل عرضه على البرلمان.مقتل ضابطوبينما أعلنت قوات الأمن حالة الاستنفار لتأمين الكنائس مع بدء الاحتفال بأعياد الميلاد التي تنطلق اليوم (الجمعة)، وتستمر حتى 7 يناير المقبل، قتل أمس ضابط شرطة، النقيب هشام أسامة عباس، وأصيب اثنان من قوات الشرطة في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على أحد جانبي الطريق "العريش الإسماعيلية".وقالت وزارة الداخلية، في بيان لها أمس، إن قوة شرطة مكونة من ضابط ورقيب شريف محمد مصطفى والمجند طه أحمد عثمان، تعرضت لتفجير عبوة ناسفة في المدرعة التي كانوا يستقلونها.
دوليات
روسيا تتهم 4 تنظيمات إرهابية في مصر بإسقاط طائرتها
25-12-2015