دخلت الساحة اللبنانية مدار التصعيد الإقليمي المحتدم بين السعودية وإيران، وبرزت خشية بارزة من انعكاس هذا الاحتدام على الواقع السياسي المأزوم. وانعكس التوتر الإقليمي سجالا فوريا بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، بعدما سارع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى الدفاع عن السعودية، رداً على كلمة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، التي شن فيها هجوماً عنيفاً على المملكة، بينما كان وزير العدل أشرف ريفي يتهم الحزب مباشرة باغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز.

Ad

هذه السخونة في المواقف انعكست سلباً على لبنان، بعدما لاح في الأفق، خلال الأسابيع الماضية، بصيص أمل مع بروز مبادرة الحريري بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة. ومن المتوقع أن تكون الضحية الأولى الاستحقاق الرئاسي، حيث انعدمت كل المؤشرات على حراك جدي داخلي أو خارجي في القريب العاجل.

وأكدت مصادر متابعة أن «تصعيد السيد حسن نصر الله كان مدروسا إلى حد كبير، وكانت الحلقات الضيقة في قيادة الحزب تتوقع ردا قاسيا جدا من تيار المستقبل».

وأضافت المصادر: «كان حزب الله جاهزاً أمس للذهاب بالتصعيد السياسي الداخلي حتى النهاية مع حلفاء السعودية، حتى لو وصل الأمر إلى تعليق مشاركته في جلسات الحوار المشتركة مع تيار المستقبل»، لافتة إلى أن «الحزب أخذ قرارا حاسما بتعليق مشاركته في جلسات الحوار الثنائية مع المستقبل في حال تمت مواجهة تصعيد نصرالله بتصعيد مضاد».

وزادت ان «تصعيد نصرالله لم يقابله رد عنيف من الرئيس سعد الحريري، بل على العكس كان الرد مقبولا وهادئا إلى حد ما، مقارنة بما كان متوقعا، ما أدى إلى تجنب الوصول إلى خيار فرط الحوار الثنائي»، مؤكدة «أهمية تجنيب لبنان التأجيج، لأن ظاهره سياسي وعمقه مذهبي، لتحاشي أي انزلاقات يحرص الحزب والتيار على عدم السقوط فيها».