مثّل الإسلامي المتطرف الشيخ أحمد الأسير الثلاثاء أمام المحكمة العسكرية في لبنان للمرة الأولى منذ القاء القبض عليه في منتصف أغسطس الماضي.

Ad

وادّعت النيابة العامة العسكرية في وقت سابق على الأسير بجرم القيام بـ"أعمال إرهابية" والتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية وقتل عسكريين، بالاستناد إلى مواد قانونية تنص على الإعدام.

وعقدت المحكمة العسكرية في بيروت جلسة افتتاحية مقتضبة الثلاثاء بحضور الأسير للنظر في التهم الموجهة إليه على خلفية ضلوعه في مواجهات مع الجيش اللبناني في بلدة عبرا "جنوب" في  يونيو 2013.

وارجأت المحكمة الجلسة إلى 20 أكتوبر المقبل، وقالت مراسلة لفرانس برس في قاعة المحكمة أن الأسير لم يتفوه بأي كلمة خلال الجلسة القصيرة باستثناء الإجابة بكلمة "نعم" رداً على تحقق المحكمة من هويته.

وأوقفت أجهزة الأمن في 15 أغسطس رجل الدين المتطرف الذي كان ملاحقاً لتورطه في معارك دامية ضد الجيش وقعت قبل سنتين في جنوب لبنان، وتم توقيفه في مطار بيروت أثناء محاولته مغادرة البلاد بجوار سفر فلسطيني مزور بعد تعديلات على شكله الخارجي أبرزها حلق ذقنه الطويلة وتغيير نظارته وطريقة لباسه.

وبدا الأسير متجهماً خلال الجلسة وذقنه قصيرة وكان يرتدي عباءة ويحيط به عدد كبير من عناصر القوى الأمنية داخل قاعة المحكمة التي احضر إليها من سجنه في وزارة الدفاع اللبنانية بعيداً عن مرأى وسائل الإعلام.

وأثار محامو الدفاع خلال الجلسة مسألة تقدمهم في وقت سابق بطلب تعيين لجنة طبية للكشف على الأسير، وقرر القاضي إحالة الطلب إلى النيابة العامة لابداء رأيها باعتبار أن الأسير ملاحق في قضايا أخرى.

وحضر والدا الأسير الجلسة كما سمح لهما بلقائه في غرفة جانبية بعد رفع الجلسة.

ونقلت تقارير إعلامية محلية أن أهالي القتلى العسكريين في المعارك مع الأسير اعتصموا أمام مقر المحكمة العسكرية.

وبرز نجم الأسير الذي كان إمام مسجد صغير في بلدة عبرا قرب مدينة صيدا الجنوبية، في العام 2012 عندما دعا إلى التظاهر دعماً للمعارضة السورية.

وتحول سريعاً إلى ظاهرة استقطبت الإعلام في بلد يواجه انقساماً عميقاً بين مؤيدي ومعارضي النظام السوري في لبنان، بالإضافة إلى التوترات الطائفية، كما اعتمد خطاباً طائفياً حاداً.

وكان الأسير من أشد المعادين لحزب الله، حليف النظام السوري، ومن المطالبين بتجريده من سلاحه.

وبعد سلسلة تحركات لأنصاره تخللتها عمليات قطع طرق واعتصامات، وقعت مواجهات بين المجموعة التي يتزعمها والجيش اللبناني في 24 يونيو 2013 تسببت بمقتل 18 جندياً في الجيش و11 من أنصاره، وتوارى الأسير وعدد من رفاقه بعدها عن الأنظار.