فوجئنا في الآونة الأخيرة بتصرفات دخيلة علينا كمجتمع كويتي، وهي لا تصب في مصلحة الوحدة الوطنية وبعيدة عنها كل البعد، بل تمشي عكس التيار، ولكنه ليس تيارا حزبيا ولا تيارا ينتمي إلى منظمة خارجية معينة أو شخص قائد بالإرهاب، إنه عكس تيار الوحدة الوطنية وتلاحمها الذي يعتبر روحا لكل مواطن كويتي غيور على وطنه.
يحذرنا الله في قوله: "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، فالكويت ليست لقمة سائغة لكل من يضرب وحدتها ويعكر صفو بريق أصالتها الذي تتصف به كمجتمع جبل على التعاون والتآزر في الأزمات، فالكويت بلد التضحية والمقاومة، والذين ضحوا بأنفسهم لأجل وطنهم وشعبهم أيام الغزو الغاشم من جميع الطوائف يكتب التاريخ أسماءهم، إنهم قبّلوا قبل استشهادهم جبين الكويت التي سالت دماؤهم الطاهرة على أرضها الوفية فضحّوا بأنفسهم من أجل الغالي والنفيس، ولا لتقبيل جبين والد من قام باختطاف الطائرة الكويتية، سنة 1988 ولا لتأبينه والتفاخر ببطولاته الخائبة والمخذولة. شهداء الكويت جسدوا من خلال الذود والدفاع عن الوطن ومقدراته ومكتسباته أروع التضحيات التي لا تنسى وبقيت محفورة في ذهن كل كويتي، فإذا تمعنا بالحدث وفرد العضلات والتصرفات اللاوطنية "اللي مالها أول ولا تالي" فنجدها أمرا مخزيا، فإن هذه التصرفات الغوغائية التي صدرت عن أحد نواب مجلس الأمة الكويتي مؤخرا لا تنم بأي صلة عن المسؤولية، ولا الحرص على المصلحة الوطنية العليا، وذلك رغم تعرض وطننا الحبيب ودخوله في نفق مظلم وخطر بعد جريمة تفجير مسجد الإمام الصادق، فأصبح تعزيز الوحدة الوطنية أمرا لابد منه في ظل هذه الظروف للحفاظ على استقرار الوطن وأمنه، فالمسؤولية شخصية يحملها كل مواطن من أبناء هذا المجتمع، ناهيك عن قيادته. ففي تصرفات هذا النائب وتصريحاته الكثير من الاستخفاف بمشاعر أسر شهداء الكويت، ومخالفة للأطر الدستورية والبرلمانية، وأيضا المواطنة تجاه الوطن، ولا تخدم هذه الأعمال إلا المخططات الإرهابية التي تدس السم في العسل لتأجيج والفتنة الطائفية وإثارتها بين أبناء هذا الوطن، لا سيما بعد تكاتفهم وتلاحمهم في أعقاب هذه الجريمة البشعة حتى أصبحت الكويت محط أنظار العالم كله.نستنكر وندين كل ما قام به أو صرح به هذا النائب سواء في الكويت أو خارجها من أعمال منسوجة بنسيج التكسب السياسي وتفرقة الوحدة الوطنية، فإن هذا التصرف لا يمثل إلا النائب نفسه، فالمصلحة الوطنية العليا وتكاتف الشعب الكويتي يداً بيد كانا في أحلك الظروف، وسيبقيان دائما على مر الزمن خطاً أحمر لا يمكن التنازل أو التهاون في تجاوزه.اللهم احفظ بلادنا الكويت من كل مكروه، ومن كل حاقد وعابث وحاسد، اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وأدم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء، واجعل شعبها آمنا مطمئنا يا رب العالمين.
مقالات
الكويت خط أحمر
25-07-2015