أحبط الجيش المصري محاولة لإعلان سيناء إمارة إسلامية لـ «داعش» بعد مواجهات قتل فيها 123 إرهابياً ارتدوا ملابس تشبه زي القوات المسلحة، في وقت أشار خبير أمني إلى أن هذا التخطيط الإرهابي يحاكي تخطيطات سقوط «الرمادي» في العراق و«سرت» بليبيا.

Ad

بعد معارك دامية مع تكفيريين مسلحين، امتدت ساعات أمس الأول، ساد هدوء نسبي مدينة الشيخ زويد شمال سيناء أمس، عقب نجاح قوات الجيش المصري، في إفشال مخطط إعلان إمارة إسلامية تابعة لتنظيم "داعش" في شمال سيناء، التي يختفي في كهوفها عدد من المتشددين الإسلاميين.

أسفرت المواجهات، عن مقتل ما لا يقل عن 100 من العناصر الإرهابية، واستشهاد 17 مجنداً بينهم 4 ضباط، وإصابة 13 آخرين، بحسب بيان الجيش المصري، بينما نجحت قوات الجيش في قتل 23 إرهابيا آخرين في عملية امتدت حتى فجر أمس.

المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد محمد سمير، قال في تصريح أدلى به للتليفزيون المصري مساء أمس الأول، إن قوات الجيش تسيطر سيطرة كاملة على الأوضاع في مناطق شمال سيناء، مشيرا إلى أنه سيتم التحقيق مع من تم إلقاء القبض عليهم من "الإرهابيين" خلال العمليات للوقوف على تفاصيل ما سماه بـ"العملية الخسيسة".

وأوضح أن جهات التحقيق ستقوم بالتعرف على مصدر الملابس التي ارتداها "الإرهابيون" والتي تشبه زي القوات المسلحة.

وقال شهود لـ"الجريدة" إن الطائرات الحربية من طراز "إف 16"، ومروحيات الأباتشي، حسمت محاولات تنظيم أنصار بيت المقدس "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم داعش، للسيطرة على مدينة "الشيخ زويد" التي تتوسط المسافة بين مدينتي العريش ورفح شرقي سيناء، لافتين إلى تمكن الطائرات والمروحيات من تدمير عدة تجمعات للجهاديين، ما أجبرهم على الانسحاب من المدينة.

في الأثناء، وبينما كشفت الأجهزة الأمنية قبل أيام نفقا يمتد لأكثر من 3 كيلومترات على الحدود مع قطاع غزة، يرجح أن تكون العناصر الإرهابية تسللت منه إلى داخل سيناء، علمت "الجريدة" أن المجلس العسكري عقد اجتماعا في أعقاب السيطرة الميدانية على الوضع في سيناء مساء أمس الأول، جرى خلاله الوقوف على ملابسات الحادث والإجراءات المستقبلية التي سيتم تطبيقها على الأرض.

بدورها، بدأت حكومة إبراهيم محلب، في اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة الجماعات الإرهابية المتشددة، إذ وافقت الحكومة على حزمة مشروعات قوانين منها قانون "مكافحة الإرهاب" وقانون الانتخابات، وكذلك طلب المحكمة الدستورية إلغاء تقصير مدة النقض أمس الأول، في استجابة لتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إعطاء مرونة في المحاكمات لتكون عادلة وعاجلة، وفقا لتصريحاته أثناء تشييع جثمان النائب العام السابق هشام بركات، الذي قتل في عملية إرهابية الاثنين الماضي، والذي أصدرت النيابة العامة أمرا بحظر النشر في تحقيقات اغتياله.

وذكر وزير العدالة الانتقالية، إبراهيم الهنيدي، أن حزمة القوانين المتعلقة بالإرهاب ستكون رادعة للجماعات الإرهابية، نافيا إمكانية لجوء الحكومة لإجراءات استثنائية لمواجهة الإرهاب، قائلا في تصريحات للمحررين البرلمانيين: "حزمة القوانين التي تمت الموافقة عليها كافية".

إدانات دولية

إلى ذلك، قاد أمير الكويت الشيخ صباح الجابر، حملة إدانات عربية ودولية للهجمات الإرهابية في سيناء، إذ أعرب في اتصال هاتفي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، عن خالص تعازيه وصادق مواساته لسقوط ضحايا الهجمات الإرهابية، مشددا على استنكار بلاده وإدانتها لهذه الأعمال الإجرامية الآثمة.

وبعث خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية عزاء أمس للرئيس السيسي، بينما دانت الولايات المتحدة الأميركية "بشدة" الهجمات الإرهابية، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تيد برايس: "خالص تعازينا لأسر المتوفين وللحكومة المصرية والشعب المصري ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين"، مضيفا: "في سياق شراكتنا طويلة الأمد فإننا سوف نساعد مصر على التصدي لهذه التهديدات التي تواجه أمنها".

وبينما دان شيخ الأزهر والأحزاب والقوى السياسية المصرية الهجمات، قال الخبير الأمني، العقيد خالد عكاشة، لـ"الجريدة" إن الهجمات على "الشيخ زويد" تشير إلى أن التخطيط الإرهابي معقد ومتطور، يقترب من تخطيطات سقوط "الرمادي" في العراق و"سرت" في ليبيا وبعض المدن السورية.

 وأوضح مصدر أمني أن قوة أمنية مشتركة من الأمن الوطني والقوات الخاصة داهمت إحدى الشقق التي يختبئ بها، مشيرا إلى أنه فور مباغتة القوات بدأت العناصر المسلحة بإطلاق الرصاص عليها، الأمر الذي اضطرها للرد، ما أسفر عن تصفية العناصر الإرهابية، وتولت النيابة التحقيقات، ومن أبرز العناصر، محامي الجماعة والبرلماني السابق، ناصر الحافي.

«الرافال» الفرنسية

في الأثناء، قال مصدر عسكري مصري، إن أولى طلائع صفقة طائرات "الرافال" الفرنسية ستصل إلى مصر منتصف الشهر الجاري، على أن تبدأ أولى مهامها بالمشاركة في تأمين افتتاح قناة السويس الجديدة، وتعاقدت مصر مع فرنسا على شراء 24 طائرة من طراز الرافال، خلال فبراير الماضي في صفقة قيمتها نحو 5.2 مليارات يورو.

«هآرتس»: «القسّام» مرتبطة بـ «سيناء»

ذكرت تقارير إسرائيلية أمس أن "كتائب القسّام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة ترتبط بعلاقات وثيقة مع مسلحي جماعة "ولاية سيناء" المرتبطة بتنظيم "داعش"، والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت أمس الأول في شمال سيناء.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر عسكرية أن العلاقات بين "ولاية سيناء" و"كتائب القسّام" هي السبب الرئيسي وراء غضب مصر من "حماس".

وأضافت الصحيفة أن الجناح العسكري لـ"حماس" يحتفظ بالعلاقات مع "ولاية سيناء" رغم اعتراض القيادة السياسية للحركة، ورغم الاشتباكات المتكررة بين حكومة "حماس" والجماعات الجهادية المرتبط بعضها بتنظيم "داعش".

ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية وإسرائيلية أن "حماس" تعالج جرحى الجماعات المسلحة في سيناء بمستشفيات غزة، وأن مسلحي سيناء يسمحون لـ"حماس" بتخزين الأسلحة في سيناء.