رحلة تكيف العالم مع التطورات النفطية الجديدة

نشر في 06-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:01
No Image Caption
من خلال استهداف مشاريع ضخمة تقبل فكرة التعايش مع الزيت الصخري
أعلنت شركة رويال داتش شل قرارها بالتوقف عن عمليات الاستكشاف عن النفط قبالة ساحل آلاسكا في المستقبل المنظور.

لم تكن منظمة أوبك الوحيدة التي بدأت رحلة التكيف مع الواقع النفطي الجديد واستهداف مشاريع ضخمة منافسة وتقبل فكرة التعايش مع الزيت الصخري، إذ أعلنت شركة رويال داتش شل انها قررت التوقف عن عمليات الاستكشاف عن النفط قبالة ساحل آلاسكا في المستقبل المنظور.

وقال تقرير، نشرته أخيرا صحيفة نيويورك تايمز في هذا الصدد، إن المتاعب التي واجهت شركة شل في تلك المنطقة دفعتها الى هذا القرار، اضافة الى النتائج المخيبة للآمال التي تحققت خلال الصيف الماضي في بئر بيرغر جي هناك.

وبحسب الصحيفة الأميركية فإن «شل» كشفت عن وجود مؤشرات على توافر كميات من النفط والغاز في تلك المنطقة ولكنها ليست كافية للمضي في عمليات الاستكشاف التي تنطوي على تكلفة عالية، اضافة الى التحديات البيئية الفدرالية قبالة ساحل آلاسكا.

النفط والقطب الشمالي

ويشير هذا القرار، في المنظور العملي، الى انه على الرغم من اعتقاد صناعة النفط بأن المنطقة القطبية الشمالية تحتوي على موارد كبرى ورئيسة، فإن التكلفة المادية ومصاعب البيئة والأخطار الاخرى التي تتضمنها العملية كانت عالية بحيث تجعل من الصعب المضي في تلك الأعمال في حال استمرار الهبوط الراهن في أسعار النفط والتي لا يمكن التكهن بمسارها في المستقبل.

وتعثرت جهود «شل» في هذا المشروع الذي كان يعتبر واعدا قبل فترة قصيرة من الزمن، لأسباب عديدة منها نشاط مجموعات أنصار البيئة التي تعارض مثل تلك المشاريع، والتي قالت إن انتاج النفط والغاز سيفضي الى أخطار غير مقبولة في المنطقة القطبية الهشة.

وتذكر «نيويورك تايمز» أن مسيرات الاحتجاج البيئية استمرت بقوة عندما أعطت ادارة الرئيس باراك اوباما الضوء الأخضر لشركة شل لاستئناف عملياتها في ذلك الجزء من العالم. وشكك مستثمرون ورؤساء شركات في جدوى انفاق «شل» مبالغ كبيرة وتعريض سمعتها للخطر، خاصة بعد هبوط أسعار النفط في الفترة الأخيرة من 110 دولارات للبرميل الى أقل من خمسين دولاراً.

يذكر أن توقف عمليات الحفر قبالة ساحل آلاسكا كان صدمة كبيرة بالنسبة الى شركة شل التي شعرت بخيبة أمل واضحة بعدما تصورت أنها حققت غنيمة لافتة هناك. وفي شهر يوليو قال الرئيس التنفيذي لشركة شل بن فان بوردن إن منطقة بحر تشوكشي، حيث تقوم الشركة بعمليات استكشاف واسعة، تحتوي على امكانات تفوق بأشواط ما هو موجود في خليج المكسيك في الولايات المتحدة.

وأضاف بوردن أيضا أن «شل» لن تكتفي بحصيلة بئر واحدة فقط من أجل تحديد كميات النفط والغاز الطبيعي في تلك المنطقة إلا إذا كانت النتيجة مخيبة للآمال بشكل جلي تماما.

ساحل آلاسكا

وأشارت الصحيفة الى ان جهود «شل» قبالة ساحل آلاسكا بدأت في وقت سابق بعهد أسلاف بوردن، في حين كان القلق يتملكه على الدوام بسبب التكلفة العالية والأخطار التي ينطوي عليها هذا المشروع. وبعد وقت قصير من بداية عمله رئيساً للشركة في سنة 2014 قرر ايقاف عمليات الحفر بصورة مؤقتة بسبب قضايا قانونية وتنظيمية.

وقد تقبل فكرة المجازفة بأمل تحقيق غنيمة مجزية، ولكن النتائج الضعيفة وغير المتوقعة التي انتهت اليها تلك العملية دفعته الى اتخاذ القرار بالتوقف.

ويقول اوزوالد كلنت، وهو محلل في بحوث برنستين في لندن: « قد تكون هذه الحصيلة الحافز الذي دفع الرئيس التنفيذي الى ايقاف عمليات الاستكشاف والحفر في آلاسكا».

وتجدر الاشارة الى أن تلك العمليات كلفت «شل» مليارات الدولارات، وكانت تقديراتها تصل الى 3.1 مليارات دولار. ويرى مدير العمليات في الشركة ان هذه الحصيلة كانت محبطة تماما على الرغم من أهمية تلك الجهود بالنسبة الى «شل» في المستقبل.

back to top