أوباما يواجه معركة حقيقية حول النفط والمناخ في آلاسكا
التصنيف الائتماني للولاية انخفض من مستقر إلى سلبي بسبب العجز الهيكلي في ميزانيتها
مع توجه الرئيس الأميركي باراك اوباما الى آلاسكا، في ما وصفه البيت الأبيض بعملية تفحص آثار تغير المناخ، كانت الولاية تعيش تداعيات هبوط موارد النفط- وهو مصدر دخلها الرئيسي- اضافة الى مضاعفات عمليات الحفر المتراجعة.
تناولت صحيفة نيويورك تايمز الزيارة التي قام بها أخيراً الرئيس باراك أوباما لولاية آلاسكا، والتي أبرزت الأصداء التي تمخضت عنها.وقالت الصحيفة، إن حاكم الولاية بيل ووكر حرص على تحديد القضايا التي يريد أن يبحثها مع اوباما، وأن يوضح للرئيس مسألة اعتماد الولاية على الموارد الطبيعية، وأن يشاهد طوابير المواطنين الذين يسعون الى الحصول على خدمات من الوكالات الحكومية التي أصابها الشلل نتيجة هبوط أسعار النفط التي أفضت الى فقدان المليارات من الدولارات عبر خفض الميزانية. وأضافت أن شريحة واسعة من الميادين تضررت بشدة بسبب ذلك، وخاصة التعليم والنقل، وتشير التقديرات الى أن خفض الميزانية في مطلع هذه السنة وصل الى معدل الخمس، وقد يتحقق المزيد من الخفض في العام المقبل.وقال حاكم الولاية، الذي تم انتخابه في السنة الماضية كمرشح مستقل: "سأذكر للرئيس عدد الموظفين الذين تم الاستغناء عن خدماتهم والمروحيات التي وضعناها في المستودعات، لأننا لم نعد قادرين على تحمل نفقات تشغيلها في عمليات الانقاذ والبحث، وقد غدت الصورة مشكلة حقيقية لا مجرد تعديلات طفيفة".تداعيات هبوط النفط ومع توجه اوباما الى آلاسكا، في ما وصفه البيت الأبيض بعملية تفحص آثار تغير المناخ، كانت الولاية تعيش تداعيات هبوط موارد النفط- وهو مصدر دخلها الرئيسي- اضافة الى مضاعفات عمليات الحفر المتراجعة.وتجدر الاشارة الى أن أسعار النفط هبطت الى مستويات متدنية جدا، كما تراجع الانتاج في الحقول القديمة، وأفضى ذلك الى ضعف امكانية الولاية في تغطية نفقاتها التي تعول على الموارد النفطية.وقال ووكر، في مقابلة أجريت معه أخيراً، إنه يريد ان يطالب الرئيس بالعمل على تخفيف القيود المفروضة على عمليات الاستكشاف والحصول على دعمه بشأن خط أنابيب الغاز الطبيعي.وأشار ووكر الى أنه يسعى الى إفهام اوباما حاجة الولاية الى الاستفادة من الموارد الطبيعية البرية والبحرية.من جهة أخرى، يتحمل الوقود الأحفوري أيضاً اللوم في ما يتعلق بتغير المناخ المدفوع بخطوات البشر، والمزيد من الحفر من أجل استخراج الطاقة لا يشكل الحل المنشود بالنسبة الى ولاية آلاسكا او كوكب الأرض، كما يقول أنصار البيئة.وتعتبر زيارة آلاسكا "معركة من أجل الانسانية" كما يقول أحد مواطني الولاية، وقد أضافت التقلبات الأخيرة في أسهم الطاقة المزيد من الالحاح للقيام بعمل ما في ضوء تصاعد الشكوك حول النمو الاقتصادي في الصين والعالم وتأثيراته على آلاسكا.يذكر أن وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز خفضت في الآونة الأخيرة وضع آلاسكا من مستقر الى سلبي، مشيرة الى العجز الهيكيلي في ميزانيتها. كما أن مجموعة محلية نظمت حملة اعلانية واسعة مناوئة أخيراً بحيث تتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي.وتقول الحملة إن عمليات الحفر تساعد على تطوير الطاقة، وهي ضرورية من أجل تغطية نفقات الخدمات التي تحتاج المجموعة اليها من أجل التقدم في الأماكن النائية.وأعطت موافقة ادارة اوباما لشركة نفط شل للقيام باستكشافات في آلاسكا درجة من الأمل في أن اوباما سيشجع على المزيد من الحفر في الولاية، ولكن البيت الأبيض أشار الى أن اوباما قد لا يطرح مطلقاً مسألة الحفر النفطي خلال زيارته الى آلاسكا.وخلصت الصحيفة الى القول، إن الانفاق الفردي الفدرالي المتعلق ببرامج الطاقة في تلك الولاية أظهر أنها الأكثر اعتماداً على الدعم الحكومي بين كل الولايات الاخرى في سنة 2013، ولم تتجاوزها سوى ماريلاند وفيرجينيا وواشنطن العاصمة خلال الفترة من 2008 الى 2013، واحتلت آلاسكا المركز 49 في لائحة نمو الإنفاق الفدرالي للفرد في البلاد.