قبل أيام من الانتخابات البرلمانية المقرر انطلاق مرحلتها الأولى، يومي الأحد والاثنين المقبلين، أثارت واقعة مقتل سيدة من محافظة الإسكندرية الساحلية (200 كيلو متر غرب القاهرة) على يد دجال يُعتقد في انتمائه تنظيمياً إلى حزب "النور" السلفي جدلاً واسعاً في الشارع المصري، خصوصاً أن الواقعة تأتي في المحافظة، التي اعتُبرت معقلاً للتيارات السلفية المتشددة في مصر خلال العقود الثلاثة السابقة.

Ad

وفي حين أعلنت قوات الأمن المصرية القبض على المتهم "ص. م. ح"،  في واقعة قتل ربة منزل بحجة إخراج "جن" من جسدها بعد اعتدائه عليها بالضرب المبرح، قال أهالي القرية التي شهدت الواقعة، قرية "بهيج"، التابعة لمركز برج العرب، إن المتهم هو مسؤول العلاقات العامة في حزب "النور" السلفي داخل القرية، وهو الحزب الذي يواجه حملة شرسة، بجمع توقيعات لحله قضائياً بدعوى أنه حزب ديني.

وبينما قال شهود، إن المتهم كان يستخدم أساليب غريبة مع المرضى مثل صعقهم بالكهرباء وحقنهم بمحلول الملح، بعد قراءة التعاويذ، سادت حالة من التضارب حول علاقة المتهم بالحزب السلفي، حيث قال مسؤول العلاقات العامة لحزب "النور"، حامد الحوتي، في تصريحات نشرتها مواقع إلكترونية، إن المتهم هو مسؤول اللجنة الاجتماعية في الحزب في قرية بهيج.

 في المقابل، نفى عضو اللجنة القانونية للحزب، جمال متولي، انتماء المتهم للحزب السلفي، ما أكده مساعد رئيس حزب "النور" السلفي، شعبان عبد العليم بأن المتهم ليس عضوا في النور، وقال عبدالعليم لـ"الجريدة": "ادعاء البعض انتماءه لنا يدخل ضمن حملة الشائعات والتحريض ضد الحزب المستمرة منذ 30 يونيو، على الرغم مما قدمه الحزب من جهود وتضحيات لضمان نجاح الثورة.

بدوره، أعرب استشاري الطب النفسي، أحمد البحيري، عن رفضه الواقعة، وقال لـ"الجريدة": "للأسف لا يزال هناك قطاع كبير من الشعب يعتقد في تلك الأمور ويقع فريسة لأشخاص يستخدمون الدين لتحقيق عائد مادي لهم بحجة علاج المرضى بالقرآن"، مشيراً إلى أن من الخرافة نسب كل فعل غريب أو نفسي إلى الجن.

بدوره، استبعد خبير الحركات الإسلامية خالد الزعفراني، أن يكون المتهم عضواً في النور، وقال إن البعض يستغل وجود المتهم في محافظة الإسكندرية، معقل التيار السلفي، لتشويه الحزب والتأثير على سمعته، قبيل انطلاق الماراثون النيابي.