نجوى كرم... ومراجعة حساباتها

نشر في 23-08-2015
آخر تحديث 23-08-2015 | 00:01
• بعد طرح أغنيتيها الأخيرتين
من يتحدث عن تراجع مستوى نجوى كرم الفني وسوء اخيتار أعمالها الجديدة، خصوصا في المضمون فهو على حق، والدليل إصداراتها الأخيرة التي أقل ما يقال عنها إنها {صفصفة كلام} وسجع بلا معنى وسطحية في التواصل مع المستمع. المطلوب من التي حملت لواء الأغنية اللبنانية سنوات طوال وكانت خير ممثلة لها، أن تراجع حساباتها سريعاً قبل أن تشارك بدورها في التدهور الفني.

قال أحد الملحنين: {قل لي ماذا تغنّي أقل لك من أنت} وهو منطق صحيح 100%، فلا يمكن اعتبار من تغني مثلا: «صرلي سنتين بقلك تعا من بيي سرقني وإذا قلبك ما دلّك بريحا حلوي فرقني» و{حرقلتي أعصابي رح نتّف تيابي» و{لا تبخل عليي بتصغر بيعني»... فناناً أصيلا يعمل على رفع شأن الأغنية اللبنانية والحفاظ عليها. هذه الكلمات صورة مصغرّة لأغنية نجوى كرم الأخيرة «سيد الرجال» التي ارتأت أن تكتب كلماتها بنفسها، فكان الفشل حليفها، ولم تحمل الأغنية في طيّاتها سوى سخافة وركاكة في المضمون وجمل غير مترابطة،  أما صراخ كرم في أدائها للأغنية فحدّث ولا حرج.

لا تهمّ المرات التي تذاع فيها الأغنية عبر الإذاعات،  أو الأرقام على مواقع الانترنت الخاصّة بتحميل الأغنيات، فلكل فنان جمهور معين يصفّق لنجمه ويدعمه، مهما كانت خياراته، سيئة أو موفقة،  بل المهم مراجعة الذات والمقارنة بين النوعية التي قدمها هذا الفنان في الماضي والتحول الذي أصبح عليه اليوم، وكما قال الشاعر سمير نخلة: «لا يجوز أن تتطوّر الأغنية بشكل رخيص ورجعيّ، وبتنا نفتقر إلى أغنيات جميلة تنتقل من جيل إلى جيل».

تأتي أغنية كرم «سيد الرجال» بعد أسابيع على إصدارها أغنية «بوسة قبل النوم» ويقول مطلعها: «صرت أغمر المخدي ومن خدها يغار خدي حبيبي، غمرني بحنيي بوّس راسي وجبيني»، وتكمل مخاطبة حبيبها في أحد المقاطع: {بشتقلك كل رفّة عين وكل ما دق قلبي بحبك، دق القلب وقول يا عين تيبقى قلبي بقلبك}، عدا {صباح الخير} و{زقزقة الطير}...  أثارت الأغنية انتقادات كونها لا تليق بمشوار كرم  الزاخر بنجاحات فنية لا يستهان بها وأرشيف غنائي تحنى له القبعة. وقد أخذ كثر على كرم أنها، حتى لو كانت فنانة مبتدئة، لما أقدمت على اختيار هكذا نوعية من الأغنيات.

تراجع وإيحاءات

من يراقب إصدارت كرم الأخيرة يلاحظ تراجعاً واضحاً في فنها، أثارت أغنية {ما قلتلك يا يما بطّل يجي علينا} انتقادات على الإيحاءات الجنسية التي حملتها، كذلك أغنية {على الصخرة} وهي من كلماتها،  إذ عبّر كثر بعد طرحها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إمتعاضهم، لأن الأغنية  لم تقدم جديداً يذكر، وحثّها البعض على ضرورة تقديم أعمال فنية تليق بإسمها وأرشيفها وليس أغنيات من باب رفع العتب.

أما أغنتيها الوطنية {كلمة حق} فلم تحقق أي إضافة لها، ولم تأخذ الأغنية مكانها بين الأغنيات الوطنية الحماسية المنتشرة.

وحده الملحّن سمير صفير عبّر بشكل واضح عن تراجع مستوى كرم الفنّي. حتى لو فسّر البعض كلامه أنه نتيجة خلاف معها، إلا أنه صحيح وفي مكانه،  هو الذي انتقدها يومها من دون أن يسميها قائلاً: “عندما ينشر الفنان أغنية ما، يجب ألا يكون الهدف إضافة أغنية إلى أرشيفه، فحسب،  إنما أن يضيف بهذه الأغنية شيئاً جميلا ومفيداً على فكر جمهوره... يتابع: {إلى جانب الترفيه والتسلية  ثمة هدف مهم يقدمه الفنان المحترف للجمهور وهو التوعية والثقافة والأفكار النيِّرة، كلمات أغاني كثيرة نسمعها في الفترة الأخيرة ضد المنطق وضد الطبيعة».

كليب

تكرر نجوى كرم نفسها في الكليبات بشكل واضح، وكليب «بوسة قبل النوم» دليل واضح على ذلك، فالعمل الذي تم تصويره في كرواتيا وأخرجه فادي حداد لم يحمل أي جديد، وكان المصمم نيكولا جبران هو البطل الأساسي كون دور  كرم اقتصر على تبديل فساتين من توقيعه لتتمايل بها أمام الكاميرا، من دون وجود أي قصّة وانعدام الفكرة.  إضافة إلى المشاهد الطبيعية الخلاّبة للبلد من أشجار ومساحات خضراء.

back to top