حياة الفهد: «الحدباء» وفيلم «بس يا بحر» من أهم محطاتي الفنية (2-5)

نشر في 24-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 24-06-2015 | 00:01
فنانة من زمن العمالقة... أم المسرح وسيدة الشاشة
في الحلقة الثانية من الحوار مع الفنانة الرائدة حياة الفهد، سيدة الشاشة الخليجية وتاج الفن ونجمة الخليج الأولى،  نلقي الأضواء على تجربتها في التمثيل في التلفزيون والسينما وعلاقتها بالفنانين الكبار.

ماذا يمثل لك المبدع الراحل صقر الرشود؟

هو قدوة لنا جميعاً، لم أرتبط بأحد من الفنانين مثل هذا الارتباط الروحي الذي جمعني معه، كان يعتبرني أخته الصغرى، وحاول أن يسديني النصائح العلمية والعملية لإثراء تجربتي الأولى، إلى أن بدأت أنضج تدريجاً على يديه كأستاذ وأخ كبير تعلمت منه الكثير  لا سيما الخطوة الأولى.

ما  آخر عمل مسرحي جمعكما؟

آخر عمل جمعنا باللغة العربية الفصحى ولم يصور للأسف، كان يفترض أن يعرض في «مهرجان دمشق المسرحي» لكنه تأجل، فعرض لليلة واحدة في الإمارات، وبعدها توفي.

لماذا أطلق على مسرح الخليج لقب «مسرح المعقدين»؟

لأنه يقدم أعمالاً جادة، ومن يزر مسرحنا يجد كل عضو فيه جالساً...  في زاوية يكتب أو يقرأ، أو مجموعة تتناقش في قضايا فكرية، بعيداً عن اللغو ولعب «الكوت بو ستة».

لماذا قدمت استقالتك من {مسرح الخليج}؟

تضايقت من البعض في الفرقة، وتعاونت مع «فرقة المسرح الشعبي» لكنني لم أنضم إليها، وقدمت معها «البوم»، وهي مسرحية جميلة جداً، وفي مشهد تمثيلي تم حرق طيبة الفرج على المسرح، للأسف لم يتم تصويرها.

ما تفاصيل «البوم»؟

من إعداد محمد البحيري عن مسرحية «جسر آرتا» للكاتب اليوناني ثيوتوكا، إخراج عبدالعزيز الفهد، عرضت في 30 أكتوبر 1971 على مسرح كيفان،  وشارك معي: طيبة الفرج، أحمد الصالح، جاسم النبهان، عبدالعزيز المسعود، جاسم الصالح، أحمد مساعد، خالد العبيد، عبدالله الحشاش، نجم عبدالله، أحمد العامر.

ما فكرتها؟

تتمحور حول الجسر الذي يرمز إلى  حياة مدينة «آرتا» اليونانية، وتحوّل في عملنا إلى البوم، أي السفينة التي ترمز إلى حياة الإنسان في الكويت، الجسر رمز كبير، والإرادة هي الجسر بين الممكن والمتحقق.

ما آخر مسرحية لك مع «الخليج العربي»؟

«الأوانس»، اجتماعية كوميدية ذات هدف وموضوع، من تأليف محمد السريع وإخراج منصور المنصور، شارك في بطولتها: عائشة إبراهيم، اسمهان توفيق، إبراهيم الصلال، محمد السريع، سليمان الياسين، حسين المنصور، منقذ السريع وفيصل بوغازي. عرضت في أكتوبر 1987 على مسرح كيفان.

أخبرينا عن الظرف الذي واجهك عندما اضطررت إلى الاستمرار بتقديم دورك رغم وفاة والدتك؟

توفيت والدتي في أحد أيام عرض مسرحية «الأوانس»، لكنني تذكرت الالتزام مع المسرح والجمهور، فضغطت على نفسي واتجهت إلى مسرح كيفان وأديت دوري، وتمالكت نفسي أمام الجمهور، لكنني كنت أجهش بالبكاء في الكواليس حزناَ على رحيل والدتي العزيزة رحمها الله...

 

ماذا كان يميز المسارح الأهلية الأربعة؟

كانت معظم أعمال فرقة المسرح الشعبي من التراث الشعبي، في حين يقدم مسرح الخليج العربي نوعاً من الفلسفة لأنه يضم مفكرين وأدباء ومثقفين، أما «العربي» و{الكويتي» فخطوطهما شاملة.

انقطعت فترة عن الفن لماذا؟

لارتباطي بالزواج، فابتعدت عن المسرح واكتفيت بالعمل الإذاعي، كمذيعة ومعدة برامج، استمرت فترة الانقطاع من 1965 إلى 1968.

ما العمل الذي أعادك إلى التمثيل؟

عام 1968، عدت بخطوة حقيقية وذات بصمة حققت لي شهرة، من خلال بطولة مسلسل الرعب والتراجيديا والإثارة والترقب {الحدباء} مع محمد المنصور وعلي البريكي ومحمد المنيع، وجسدت شخصية امرأة مشوهة خرساء، ثم من خلال فيلم {بس يا بحر}.

ما سبب قبولك هذا الدور؟

عرض الدور على أكثر من ممثلة، لكنهن رفضن كون الشخصية مركبة وصعبة، فهي خرساء وخادمة في آن، وعندما عرض علي النص وجدت فيه ما يطلق العنان لقدراتي التمثيلية، فتحمست له ووافقت عليه.

كيف كانت ردود فعل المشاهدين؟

إيجابية للغاية، كونه يحتوي مشاهد مرعبة، فمنع بعض الأسر الأبناء من مشاهدته، وتعمّدت إرسالهم إلى النوم، قبل بدء عرضه. وما يؤكد نجاحه أنه  ما زال خالداً في أذهان الجمهور.

كيف عرض عليك الدور في «بس يا بحر»؟

بعد نجاحي في الدور الذي قدمته في «الحدباء»، اختارني المخرج خالد الصديق لأداء  دور الأم في أول فيلم كويتي روائي طويل، عام 1971، الذي أعتبره من أهم محطات مشواري الفني.

 

كيف كانت ردة فعلك لدى عرض الفكرة عليك؟

قبلت على الفور، من دون  شروط أو طلبات، كل ما أردت المشاركة في الفيلم، خصوصاً أنني ابتعدت عن التمثيل لفترة كما أسلفت.

ما كانت ردة فعل الجمهور تجاهه؟

رائعة، لأنه يتميز باتقان غير طبيعي في التصوير، وبذل الصديق مجهوداً كبيراً ومتعباً، وقدمنا خلاله قيماً وعادات المجتمع الخليجي ما قبل النفط. وقد حضرنا عرض الفيلم يومياً لمدة أسبوع في سينما الأندلس، وكانت الصالة ممتلئة، والناس في الخارج أكثر من الداخل. كذلك انتشر في أنحاء الوطن العربي وما زالت المحطات تعرضه لغاية الآن وحصد تسع جوائز عالمية وعربية.

 ما مدى تأثر الناس بدورك في مشهد فقدان ابنك؟

بكى الحاضرون وكذلك المسؤولون في المشهد الذي أديته حول خبر فقدان مساعد، وقد رفضت الدانة، بعدما اخذ البحر ابني، ورميتها بقوة وجاءت في عين المخرج خالد الصديق الذي كان يقف خلف الكاميرا مع توفيق الأمير، فما كان من الصديق، أطال الله في عمره ، إلا أن سكت ولم يتحرك كي يسير المشهد، وهو من أروع مشاهدي التي صورتها في حياتي الفنية.

لماذا لم تكتمل المسيرة؟

للأسف، لا يوجد دعم للسينما الكويتية، قام هذا الفيلم بجهود فردية من المخرج خالد الصديق، وأشاد به العالم، ونال جوائز عالمية، لذا يفترض أن يلقى دعماً ومساندة. جهز ثلاثة أفلام من بينها «شاهين» الذي لم يكمله، لأن العملية مكلفة جداً، أما الآن يمكن التصوير بكاميرا شخصية.

ما فيلمك الثاني مع المخرج الصديق؟

«عليا وعصام»، فيلم روائي قصير تم تصويره في المطلاع، وفي مشهد موت البطل لم يعد لدينا دم اصطناعي، فلم نجد غير الدقوس بدلاً منه (تضحك).

ماذا عن فيلم «الصمت»؟

كان نسخة ملونة ومشابهة لفيلم «بس يا بحر»، لم يأخذ حظه من النجاح، وهو من تأليف عبدالرحمن الضويحي، إخراج هاشم محمد، إنتاج 1976، شارك معي في التمثيل: خالد النفيسي، علي البريكي، أحمد الصالح، مريم الغضبان، إبراهيم الصلال، عبدالعزيز النمش، باسمة حمادة.

مع عبدالحسين عبدالرضا

• كيف التقت فكرتك بتقديم عمل عن الغزو مع فكرة عبدالحسين عبدالرضا؟

كان بوعدنان يفكر بعمل مسرحي هو «سيف العرب»، وأنا كذلك مع رقية الكوت، لكن في أوبريت يوثق ما حدث لنا، فاتصلنا به كي تتلاقح الفكرتان، فرحب، وكان الأوبريت مدخلاً للمسرحية حيث الاحتفال بالعيد الوطني ومن ثم يحدث الغزو.

• ما الموقف الطريف الذي حصل لك في هذه المسرحية؟

عشنا أياماً جميلة، كان المسرح يمتلئ ويحضر شيوخ كثر، ونحن سعداء بالتحرير، ومن المواقف الطريفة والعفوية ما حصل مع مرافقة إحدى الشيخات في أحد العروض، فعندما ألقيت قصيدة تمتدح صدام التي أقولها كل ليلة «سيف العرب هز أميركا والكويت إلنا»، حذفتني بنعالها ومعها كلمة كبيرة، عندها انزوى عبدالحسين وأخذه الضحك، فقربت وعاندتها وصار عرض مسرحي آخر في تلك الليلة.

• أديت أدواراً عدة  في المسرحية  ما هي؟  

   

المرأة الكويتية المظلومة، أرضها مغتصبة وكذلك بيتها، والعراقية الجبارة والمنافقة لا ذمة لها ولا ضمير، تمجد من «يوكلها ويشربها»، ومن إجادتي للهجة العراقية اعتقد البعض بأن  أصولي من العراق.

• مع عبدالحسين كثنائي أيهما أكثر انسجاماً في المسرح أم التلفزيون؟

الثنائي الأكثر انسجاماً في المسرح، ثمة تناغم بيننا، فهو يعرف إذا أردت إطلاق «إيفيه»، ويعطيني المجال، وأنا بدوري أكون على أهبة الاستعداد لأي جديد سيطلقه، ومثال ذلك المسرحية الكوميدية «بني صامت».

• ماذا يجيد سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا في الدراما؟

سعد «بو بدر» يجيد أداء أدوار الكوميديا والتراجيديا، لكنه يميل إلى التراجيديا أكثر بقليل، ولديه روح مرحة، شاركته بطولة المسلسل الدرامي الاجتماعي الإنساني {لا يبقى إلا الحب}، أما عبدالحسين {بو عدنان} فيميل أكثر إلى الكوميديا، حياته كلها ضحك ومرح، إذا جلست معه ساعة لن تمل منه ومن تعليقاته العفوية والجميلة التي تضحكك.

back to top