مراوح عملاقة تصطاد ثاني أكسيد الكربون وتحوله إلى وقود
قد يصبح بالإمكان امتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه عوادم السيارات في نيويورك عبر مصنع لالتقاط الهواء في صحارى أستراليا أو شمال إفريقيا. وتعكف كربون انجنيرنغ Carbon Engineering، وهي شركة كندية حديثة العهد، على تصميم جدران ضخمة من المراوح التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتحيله الى وقود.ونظرا لوجود ثاني أكسيد الكربون في كل مكان، يمكن بناء مصانع التقاط الهواء في أي بقعة من العالم لتساعد على خفض التركيزات العالمية من تلك المادة. ويقول جيوف هولمز، وهو مدير تطوير الأعمال في كربون انجنيرنغ "يمكن بناء مصنع التقاط الهواء مباشرة حيثما تكون الأرض رخيصة، ويوجد طلب لطرح ثاني أكسيد الكربون".
وفي حين تقوم الأشجار بشكل طبيعي بالعمل ذاته الذي تقوم به آلات الشركة، فإن زراعة كمية كافية من الأشجار للتعامل مع مشكلات الكربون في العالم ستتطلب مساحة من الأرض تزيد 1000 مرة على الأقل – ويتعين أن تعيش الأشجار في مناطق قد تكون ضرورية للزراعة. أما آلات امتصاص الضبخن فهي أكثر فعالية، ويمكن وضعها في الصحارى.وتعمل هذه التقنية عبر سحب الهواء فوق سائل خاص لامتصاص الكربون يقوم بحبس ثاني اكسيد الكربون وتحويله الى ملح. وبينما ليست بالسهولة التي تتم فيها عملية حبس الكربون مباشرة في مصدر مثل مدخنة في مصنع فحم – حيث التركيزات أعلى كثيرا- فهي ممكنة وإن لم تكن أقل فعالية. وهي مهمة لأن معظم الانبعاثات تصدر من مصادر متحركة مثل السيارات. ويقول هولمز إن "حوالي 40 في المئة من إجمالي انبعاثاتنا تأتي من مداخن كبيرة وتنجم نسبة الـ 60 في المئة عما ندعوه مصادر منتشرة ومتحركة تصعب معالجتها عند المصدر.ويمكن تخزين ثاني أكسيد الكربون المحتبس تحت الأرض واستخدامه في صناعة النفط لصنع ما يدعى "خام الكربون المنخفض"، أو تحويله وقودا اصطناعيا منخفض الكربون الذي يمكن أن يحل محل وقود الطائرات.ووفق هولمز فإن "هذا الوقود يحتوي على التركيبة الكيميائية ذاتها الموجودة في الوقود الأحفوري، ولكنه يصدر عن الهواء وأشعة الشمس بدلا من النفط الخام".وفي مصنعها الرائد في كندا تستعد كربون انجنيرينغ لتشغيل آلاتها بصورة مستمرة لأول مرة، وسنرى إذا كانت هذه الفكرة التي تبدو جنونية ستنجح بصورة فعلية. وسوف "يثبت ذلك ان تقنية الشركة لحبس الكربون غدت جاهزة للعمل على نطاق صناعي أكبر".وبعد انتهاء العمل في المصنع تخطط الشركة لبناء أول مصنع تجاري من نوعه في 2017 أو 2018 وسوف ينتج 10000 برميل من الوقود الصناعي في السنة.