هناك شهادات كثيرة منصفة للإسلام وحضارته وثقافته، وتؤكد مدى صدقه، وعلى رقيه وتفوقه على الديانات الأخرى، خاصة عندما تأتي من أعمدة الاستشراق المعاصر وأعمدة الثقافة لديهم.

Ad

هذا ما تناوله كتاب "شهادات غربية لتراث الإسلام"، للمفكر الدكتور محمد عمارة، والذي اعتمد فيه على أربع شهادات من أكبر المستشرقين الغربيين، ليشهدوا لعالمية الإسلام، وتفوقه، وكذلك شهادات تؤكد صدق الوحي الإلهي، كما جاء في القرآن الكريم، وعلى تمييز الوحي في التوراة والإنجيل.

أولى هذه الشهادات جاءت من العالم "مونتجومري وات"، الذي ظل يدرس الإسلام، ويستعرض هذا الدين منذ أن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم إلى مسايرته للناس في هذا الزمان، حيث أكد هذا العالم أنه أجرى العديد من الحوارات مع علماء مسلمين وغيرهم، من أجل استيضاح بعض الأمور. لهذا جاءت هذه الشهادة ثمرة إبحار هذا العالم في عالم الديانات والحضارات والثقافات في تاريخها المديد وواقعها المعاصر.

ويتعرض المؤلف لشهادة ثانية للمستشرقة الألمانية "سيجريد هونكة"، التي تؤكد سماحة الإسلام في مقابل التعصب الأعمى للكهنوت المسيحي، كما أن هناك العديد من الغربيين والمستشرقين لديهم فهم خاطئ للجهاد في الإسلام، لأنهم حصروا الجهاد في القتال فقط، مع أن الجهاد في جميع الأعمال التي يقوم بها الفرد في حياته، كما أن لدى الإسلام نموذجاً متميزاً لتحرير المرأة وحريتها، فضلاً عن أن العقل الإسلامي يتميز بالتسامح والتفاعل مع المواريث الحضارية، وإنقاذها من الضياع.

وقدم المؤلف شهادة ثالثة للعلامة "سير توماس أرنولد"، الذي ألف كتاب "سيرة الإسلام في العالم عبر التاريخ"، وكذلك كتاب "الدعوة إلى الإسلام"، مؤكدا أن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يقدم السماحة والبساطة والمنطق العقلاني، مباشرة، وكذلك القوة الذاتية التي امتلكها الإسلام وتميز بها عن باقي الأديان الأخرى، كما قدم أرنولد شهادته عن الإسلام بعد أن قام بدراسة حالة النصرانية إبان ظهور الإسلام، ثم قارن بين العوامل الذاتية لتفوق الآخر، ومدى سرعة انتشاره، وكذلك المعوقات التي أدت إلى نشر المسيحية في فترات من تاريخها.

وختم المؤلف كتابه بالشهادة الرابعة للمستشرقة الإيطالية "سانتيلانا" التي أكدت أن الإسلام دين ودولة، دون أن تكون دولة كهانة كنسية، تحكم بالحق الإلهي، كتلك التي عرفتها الحضارة الغربية، وكيف أن الشريعة الإسلامية متميزة بالقانون الجامع بين الأحكام ومنظومة القيم التي تحكمها.