ترى الناقدة ماجدة خيرلله أن المسافة بين الغناء والتمثيل قريبة والتجارب كثيرة منذ أيام أفلام «الأبيض وأسود»، لا سيما مع عبد الحليم  وعبد الوهاب مروراً بمحمد فوزي وغيرهم من المطربين، وراهناً أصبح الوضع أسهل بالنسبة إلى نجوم الغناء اعتماداً على قاعدتهم الجماهيرية، ورغم هذا ليس شرطا أن نجاح المطرب في مجاله يتطلب نجاحه في السينما أو التمثيل».

Ad

وتوضح: «لا يمكن تعميم الحُكم على جميع المُطربين لأن ثمة منهم من يكسر القاعدة مثلما فعلت هيفاء وهبي في عدد من الأعمال أبرزها «دكان شحاتة»، والفيصل هنا المُوهبة والقدرة التمثيلية لدى الفنان مع القبول لدى الجمهور».

وأشارت خيرالله: «دائماً ما تكون السينما أداة جذب لكثير من المطربين، لكن الأهم كيف يستطيع المُطرب من خلال التدريب على قدراته التمثيلية تحويل نظرة الجمهور إليه كممثل وليس مطرباً»، مضيفة أن خالد سليم بدأ يسير على خطى ثابتة بعدما شهدت تجربته الأولى حالة من التخبط في اختيار الأدوار غير المناسبة، حتى استطاع أن ينتقي أدواره ونجح في آخر مسلسل له وهو «بعد البداية».   

ويوضح الفنان خالد سليم لـ{الجريدة»، «أن قرار عودته إلى السينما جاء بعد تأن شديد، خصوصاً أنه كان أكثر تركيزاً على الدراما التلفزيونية وحقق من خلالها النجاح، لذا كان حريصاً على أن تكون عودته السينمائية على النحو نفسه، ومن خلال عمل جيد هو «شكة دبوس»، لا سيما أنه يأتي بعد غياب ثماني سنوات، ذلك لأنه دائماً يرغب في ترك بصمة لدى الجمهور كما في مجال الغناء».

ويؤكد سليم «أن تجربة التمثيل تأتي بعد موهبة الغناء، وأن ما يدفعه إلى الظهور سينمائياً أو تلفزيونياً هو تقبل الجمهور لأعماله. ويتمنى نجاح «شكة دبوس»، موضحاً أن الغناء أصبح في الفترة الأخيرة عاملاً مُكملاً للفيلم وفقاً لحوادثه».

وبينما ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن تجربة نجوم الغناء التمثيلية تعتمد على استثمار النجاح في الغناء وفرضه على التمثيل، تشير إلى أن ثمة تجارب عدة قدمها مطربون على الشاشات لم تكن موفقة، لأن المُطربين لا يستطيعون الفصل بين الغناء والتمثيل وهو الانطباع الذي بات لدى الجمهور طيلة الوقت، لذا لا بد من كسر هذه القاعدة بحرفية شديدة.

وتوضح الناقدة «أن الشهرة والقاعدة الجماهيرية في مجال الغناء والتدريب على الأداء التمثيلي ليست شروطاً أساسية للنجاح من دون توافر الموهبة، لكن في الوقت ذاته علينا تشجيع التجارب الجيدة لرؤية نماذج على غرار محمد فوزي وصباح وغيرهما، تكون قادرة على المزج بمنتهى الإتقان بين الغناء والتمثيل».

المُخرج محمد سامي من جانبه يرى أن المُخرج يبذل جهداً في تطوير أدوات المطرب كي يخرج أفضل ما لديه، علماً أن الطاقة تختلف بين شخص وآخر في المُساعدة والإصرار على النجاح، ولا يصح الاعتماد على النجومية لتسويق العمل، مشيراً إلى أن الفيصل دوماً في النجاح للسيناريو الجيد وموهبة المطرب أو المطربة التمثيلية. كذلك يؤكد «وعي الجمهور الذي أصبح على دراية تامة بتفاصيل العمل السينمائي من السيناريو مروراً بالتصوير والجانب الإخراجي والأداء التمثيلي المُقنع».

وجاءت وجهة نظر الناقدة ماجدة موريس مختلفة بعض الشيء، إذ رفضت الخلط بين المجالين بحجة تشتت الجمهور الذهني تجاه نجمه، مشيرة إلى ضرورة أن يكون نجاح الأخير مقتصراً في مجال محدد وليس محاولة وضع النجاح في كل اتجاه. وتوضح أن البعض يخوض هذه التجارب بحثاً عن مزيد من النجومية التي ربما لم يعثر عليها في مجال الغناء أو لاكتساب نوع جديد من الجماهير. لكن يجب تحديد الهوية التي يريدها النجم وتكوين القاعدة الجماهيرية فيها والاكتفاء بذلك».