لم أستغرب وجود وزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في دمشق، لزيارة الرئيس بشار الأسد، في زيارة معروفة أسبابها وفحوى مباحثاتها مسبقاً، حيث قضية الساعة وسنوات الدم التي تعيشها سورية... لم يعلن إن كان ذهاب الوزير العماني، كممثل عن دولته أو حاملاً رسالة معينة من دول مجلس التعاون الخليجي، أو أي جهة أخرى.

Ad

في الأزمة السورية بالذات، تتسارع الأحداث، بشكل غير مسبوق منذ بدايتها، ولا شك أن التدخل العسكري الروسي، وزيارة الأسد المفاجئة لموسكو، قد قدما الأزمة السورية على طبق من ذهب إلى المجتمع السياسي الدولي، المعني والمراقب لما يحدث في الشام.

أيضا علينا إمعان النظر في ما يجري على الحدود بين الدول الأوروبية، وما يسمى بأزمة اللاجئين السوريين، ومظاهر التعاطف والتشدد في ما يخص هذه القضية، وهي الأزمة التي حاولت قراءتها باهتمام، وفي كل مرة تظهر نتيجة تختلف عن سابقتها... فقد تكون مخططاً نفذه اللاجئون رغم أنفهم أو إنها مصادفة، وقد تكون بتحريض دول أرادت الاستفادة من مصائب قوم ليكونوا هم أصحاب الفوائد! أسباب ومعطيات كثيرة تخص هذه الهجرة غير المسبوقة إلى أوروبا، بهذه الطريقة التي أثارت وتثير ألف علامة وعلامة من الاستفهام.

على فكرة! ووفقاً لمثل "الصيت ولا الغنى"، أو "شر البلية ما يضحك"، أعلنت مصادر أوروبية رسمية أن السوريين لا يشكلون سوى 30 في المئة فقط من مجموع اللاجئين! أما البقية فهم إما عراقيون أو أفغان، أو لبنانيون، وحتى أردنيون! وعلى ذلك فهي إذن هجرة سورية بالاسم فقط، إذ لم يشكل السوريون، كما أسلفت، إلا هذه النسبة المذكورة.  لماذا ذكرت قضية اللاجئين؟! ذلك لأنها ضمت في ملف واحد مع القضية السورية، وربما تكون هذه القضية هي السبب الذي يعجل بحلول معينة لهذه القضية التي كتبت صفحاتها الضخمة بدماء الأبرياء من أهل الشام.  في السياسة لا مكان للعاطفة، وهذا ابن أخي وذاك ابن عمي، في السياسة الحديث حول الربح والخسارة، هي تجارة و"بيزنس" وهات وخذ، وكما قلت سابقاً، في هذه الصفحة وفي غيرها، لا تهتم بكلام المؤتمرات الصحافية للسياسيين، فلن تسمع سوى كلمات فضفاضة، وعبارات إنشائية تتحدث عن حقوق الإنسان والبر والتقوى، بينما ما يحدث فعلاً هو ترتيب وتخطيط للتعدي على حقوق الإنسان وكيفية الترتيب لاضطهاده، هذه السياسة وما نراه على أرض الواقع من نتائجها المخزية! نرجع إلى الوزير يوسف بن علوي ومضيفه بشار الأسد، وهنا علينا التدقيق في الأحداث المقبلة في الملف السوري، حتى نقرأ على أرض الواقع النتيجة الفعلية لفحوى المباحثات بين الرئيس والوزير، ويا رب سهلها ولا تعسرها وإن غداً لناظره قريب!